تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال عن (ليس)!]

ـ[الصوت الحر]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 01:55 ص]ـ

:::

السلام عليكم

هل يقع الفعل الماضي خبرا لـ (ليس)؟

هل الجملة التالية صحيحة نحويا:

ليس كل\ الرجال قد حضروا؟ (\تعني مع "كل" أو بدونها)

إن كانت صحيحة كيف نوفق بين الرأي القائل إن ليس لا تنفي إلا الجمل ذات الزمن الحاضر، أي التي تقع في الحال؟

تحياتي

الصوت الحر

ـ[عاملة]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 04:26 م]ـ

باسمه تعالى

العزيز الصّوْت الحرّ .. تحيّةٌ طيّبة وبعْد ..

فإنّ المقولة المشْهورة والثابتة لدى النّحاة هي مقولة: أنّ (ليْس) هي لنفْي الحال، قالوا: وإنّما لمْ تدلّ على المُضيّ كما يدلّ عليْه سائر أخواتها، فلأنّها جامدةٌ بالاتّفاق، ومدْلولها شبيهٌ بمعاني الحروف، فشبهها بالحرْف جموداً ومعْنىً، بل كوْنها حرْفاً، على الصّحيح، سَلَبَ منها الدّلالة على الزّمان أصْلاً، لكنْ لمّا كان خبرها حدثاً، وكلّ حدثٍ وواقعةٍ لا بدّ له من زمنٍ يَحْصل فيه، حُمِلَ على الحال، لأنّه الأقْرب، ولأنّ الأكثر في كلام النّاس ومحاوراتهم أنْ يتحدّثوا عن واقعهم المعاصر والمُعاش، لا عن ماضيهم ولا عن مُسْتَقْبَلهم، فصُرِفَ الكلام إلى ظاهره، وهو إرادة الحال ..

ولكنّ النّحاة يُصَرّحون بأنّ (نفْي الحال) إنّما يكون عند الإطْلاق، أي: عند عدم التقييد بزمنٍ خاصٍّ، وأمّا مع التقْييد فلا نسْتفيد منها إلاّ ذلك الزّمن الخاصّ، سواء كان حالاً أو ماضياً أو مُسْتَقْبَلاً، فالأوّل كقوْلنا: ليْس زيْدٌ قائماً الآن، والثاني كقوْلنا: ليْس خَلَق الله مثْل محمّدٍ (ص)، والثالث كقوْلنا: ليْس سيولَد مثْله (ص).

وبكلمةٍ مُخْتصرة: فإنّ مدْلول ليْس هو النّفْي ليس غير، غاية الأمْر: أنّه عند وجود ما يدلّ على زمنٍ خاصٍّ، تكون ليس لنفْي وقوع ذلك الحدث في هذا الزّمن الخاصّ خاصّةً، ماضياً كان أم حاضراً أم مُسْتَقْبَلاً، وأمّا عند عدم وجود ما يدلّ على زمنٍ خاصّ، فينْصرف الذّهْن العُرْفيّ في المحاورات العامّة والمتداولة بين النّاس إلى خصوص الحاضر من الأزمنة، لكوْنه هو الفرْد الشّائع في هذه المحاورات.

وعلى هذا: ف (ليْس)، نظير (ما) النّافية، فكلاهما دالاّن على مجرّد النّفْي، ويُسْتَفاد الزّمان من لفْظٍ خارجٍ عنهما مغايرٍ لهما ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير