ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 06 - 2007, 11:56 م]ـ
بناء على ما تقدم: الا يمكن أن تكون جملة (الله يعلم) جملة جواب الشرط في محل جزم
أخي الكريم الفاتح
إسقاط الفاء المقترنة بجواب الشرط الجملة من الضرائر الجائزة في الشعر، ولكنْ ثمة إشكال آخر، ولعلك تعود إلى مشاركتي السابقة التي منها:
إذ لو كان لفظ الجلالة مبتدأ لكانت جملة (يعلم) خبرا عنه، وعليه يجب رفع فعلها المضارع (يعلم). فماذا أنت قائل؟
لا يمكن التوفيق بين كون جملة (اللهُ يعلم) جوابا للشرط، وبين كون (يعلم) مجزوما، فجزْمُ المضارع (يعلم) يدل على أنه جواب الشرط لا الجملة الاسمية، وإذا كنت ترى الجملة الاسمية جوابا للشرط فما مسوغ جزم (يعلم)؟.
بعبارة أخرى:
لو جاء الشطر هكذا: ( ... ومهما يُكتم اللهُ يعلمُ) لقلنا إن نائب الفاعل مستتر ولفظ الجلالة مبتدأ وجملة (يعلم) خبره، والجملة الاسمية جواب الشرط. ولكن هذا غير وارد لأن (يعلم) مجزوم ولا مسوغ لجزمه إلا أن يكون جوابا للشرط، ولفظ الجلالة نائب فاعل، وبذا يتعين كون (كتم) هنا متعديا لاثنين. والله أعلم.
مع خالص ودي.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[08 - 06 - 2007, 12:01 ص]ـ
جميل أخي علي ولكن الا ترى أن الشاعر قد كسر الميم في يعلم حفاظا على القافية كذلك للضرورة الشعرية؟!
ـ[علي المعشي]ــــــــ[08 - 06 - 2007, 01:13 ص]ـ
جميل أخي علي ولكن الا ترى أن الشاعر قد كسر الميم في يعلم حفاظا على القافية كذلك للضرورة الشعرية؟!
مرحبا أخي الفاتح
إنما يكسر الساكن، والكسر هنا دليل على أن الأصل سكون، والسكون علامة جزم. أما كسر المضموم والمفتوح في القوافي فليس من الضرورة الشعرية في شيء، وإنما هو عيب جسيم من عيوب القافية يسمى (الإقواء) وقلما تجده عند الفحول من الشعراء لا سيما زهير الذي يعتني بشعره أيما عناية حتى أصبح مضرب المثل في هذا المجال، ولا أرى الفعل إلا مجزوما.
لك الود.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[08 - 06 - 2007, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم
تحية لجميع الأخوة
جزم الفعل (يؤخر) يكون من وجهين:
1 - مجزوم في جواب النهي (لا تكتمن ما في نفوسكم).
2 - مجزوم على البدل من الفعل المجزوم (يعلم).
وكلاهما محتمل، والأول أقوى.
والله أعلم
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[08 - 06 - 2007, 05:49 ص]ـ
أخي علي أما قولك:
"إنما يكسر الساكن، والكسر هنا دليل على أن الأصل سكون، والسكون علامة جزم. أما كسر المضموم والمفتوح في القوافي فليس من الضرورة الشعرية في شيء، وإنما هو عيب جسيم من عيوب القافية يسمى (الإقواء) وقلما تجده عند الفحول من الشعراء لا سيما زهير الذي يعتني بشعره أيما عناية حتى أصبح مضرب المثل في هذا المجال"
فليس دقيقا , فبالرجوع الى معلقة زهير نجد أنه كسر المضموم في قوله:
************* وإنّ الفتى بعد السفاهة يحلم ِ
وفي قوله:
*************ومن يكثر التسآل يوما سيحرم ِ
لاحظ في البيت الثاني كيف أسقط الفاء من جواب الشرط!!
ثم هب اننا اعربنا (الله) في عجز البيت نائب فاعل أيصح أن نسأل عنه هذا السؤال: ما هو المكتوم؟ فنقول: الله هو المكتوم
وهل هذا يشبه سؤالنا عن المكتوم في الجملة التالية:
يُكتمُ السرُ أو يُكتمُ الخبرُ. فنقول: السر أو الخبر هو المكتوم!
أرى والله أعلم ان الأصح أعراب الله مبتدأ ويعلم فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر يعود على الله والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط.
فما قولكم يا سادة
ـ[أبو تمام]ــــــــ[08 - 06 - 2007, 02:11 م]ـ
أخي الفاتح:
قالوا: ما لايؤدي إلى ضرورة أولى مما يؤدى إلى ضرورة. أو كما قالوا.
رعاك الله
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[08 - 06 - 2007, 11:14 م]ـ
بانتظار تعقيب الأخ علي المعشي حفظه الله وكل من يدلي بدلوه من الإخوة الكرام
ـ[علي المعشي]ــــــــ[08 - 06 - 2007, 11:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا أخي الفاتح
أما قوله ( ... ومن يكثر التسآل يوما سيحرم) فليست الضرورة الشعرية أنه كسر آخر الفعل المرفوع، إذ إنه قبل ذلك جعل المضارع جوابا للشرط رغم دخول السين عليه، أي جعل جواب الشرط فعلا لا جملة لا سيما أنه لم يسبق السين بالفاء الرابطة التي لو حضرت لتعين كون الجواب جملة ولتعين رفع المضارع، ولكن استغناءه عن الفاء قرينة تدل على نيته تجاهل السين، وجزم الجواب على الأصل في جواب الشرط. وعليه فالكسر هنا لحرف ساكن وليس مضموما.
وأما قول الشاعر: ( ... وإن الفتى بعد السفاهة يحلمِ) فإن صحت نسبة البيت إلى زهير فوجهه أن يكون الفعل جوابا لشرط محذوف مع أداته لأن المعنى أن الفتى يرجى منه حينما يتقدم به السن أن تزول سفاهته فيحلم، أي أن الحلم مشروط ضمنا بالكبر، وعليه يكون التقدير (وإن الفتى بعد السفاهة إنْ يكبرْ يحلمْ) أو (متى يكبرْ يحلمْ) فحذَف الشرط والأداة، وجعل جزم الجواب دليلا على الشرط المقدر، وبذا تكون الجملة الشرطية (من أداة الشرط المحذوفة مع فعلها والجواب المذكور) في محل رفع خبر إن.
وعليه ـ إن صح أنه لزهيرـ فإنما كسر آخر المضارع المجزوم الساكن على الوجه الذي ذكرتُه ولم يكسر آخر المضارع المرفوع.
والله أعلم.