ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 11:40 ص]ـ
الأخ تيسير .. إذا كنت لا بد مستشهدا فعليك بما يحتج به من الشواهد، لا بقولي ولا بقول كاتزم ولا بقول المنشد ولا بقول مريم .. لقد أدخلت في مداخلاتك أمورا ليست من هذا الباب كالمصدر ..
إن الإضافة لا تكسب التذكير ولا التأنيث، وخاصة ياء المتكلم، فليس ثمة ياء للمتكلم وياء للمتكلمة، وإنما هي ياء واحدة .. فلو قال الرجل (كتابي) فكان الكتاب مذكرا، فقال (تمزق كتابي)، ولو قالت الفتاة (كتابي) فكان الكتاب مؤنثا، فقالت (تمزقت كتابي) فهذا أمر عجيب حقا؛ لأنه سيعني أننا لو قلنا رَجُلُ الأمة فكلمة رجل مؤنثة، وبهذا سنقول (رجل الأمة بطلة مجاهدة عظيمة) ولو قلنا امرأة الرجل فكلمة امرأة مذكرة، ولهذا سنقول (امرأة الرجل جميل حسن أهيف) وهذا لا يقول به أحد .. أي (غير متعين لا عندي ولا عند سواي) .. اللهم إلا الذين ليس في لغتهم مذكر ومؤنث، فهم يفعلون ذلك عند تعلمهم العربية (كالأرمن والترك مثلا) ولكنهم يفعلون أفضل من هذا، فهم يعكسون تماما، فيذكرون المؤنث ويؤنثون المذكر وخلاهم ذم ..
إن الإضافة لا تكسب تأنيثا ولا تذكيرا .. ولعلك ترمي إلى قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) فكلمة (مِثل) مذكرة، مما يستدعي أن يكون العدد (عشرة) مؤنثا .. وهذا ليس هذا .. فليس الضمير (ها) في أمثالها هو الذي جعل كلمة (مثل) مؤنثة، ولكن السبب هو تضمين كلمة (مثل) معنى كلمة (حسنة) فكأنه قال (فله عشر حسنات) وهذا غير ما رميت إليه ..
وأما ما يستوي فيه المذكر والمؤنث فهو باب آخر غير باب التأنيث جوازا أو وجوبا .. والله أعلم ..
ـ[تيسير]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 02:54 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم.
عذرا فلا أعرف (كيفية الاقتباس) لذا سأكتب ما تفضلت به لأبينه -إن استطعتُ-.
1 - قولك " إن الإضافة لا تكيب تذكيرا وتأنيثاً وبالأخص ياء المتكلم".
فهذه مقدمة خاطئة بلا شك
بل هي تكسب إجماعاً قال ابن مالك في الألفية:
وربما أكسب ثان أولا تأنيثاً إن كان لحذف موهلا.
وقال في التسهيل " ويؤنث المضاف لتأنيث المضاف إليه إن صح الاستغناء به وكان المضاف بعضه أو كبعضه".
وانشدتك قبلُ بيتَ جري وهذا مثله لابن مقبل:
قد صرح السير عن كتمان (وابتذلت وقعُ المحاجن) بالمهرية الذقن.
ولغيره:
مشين كما أهتزت رياح (تسفهت) أعاليها (مرُ الرياحِ) النواسم.
قال الشيخ خالد:"في بيت الأغلب
طول الليالي أسرعت في نقضي .............
قال " فأنث أسرعت مع أنه خبر عن مذكر وهو طول لأنه اكتسب التأنيث من الليالي" انتهى
أي أن كل مضاف صح الاستغناء عنه وإقامة المضاف إليه مقامه مع بقاء (أصل المعنى أي المعنى الكلي بغض الطرف عن جزئياته) ولفظ الشيخ خالد: مع صحة المعنى في الجملة (وأنت خبير أن معنى الجمله هنا ليس التى هي اسم وفعل .... ) فما كان هذا هو حاله يجوز فيه اكتساب التذكير والتأنيث.
وبهذا التقرير يندفع اعتراضك بنحو" تمزقت كتابي " لأن الكتاب لا يقوم مقام الجزء من هند ليصح نيابتها عنه بينما تقول (كسر ذراع هند، كسرت ذراعها)
أما قولك " لا يوجد ياء للمتكام وياء للمتكلمة بل هي ياء واحدة".
ومن قال بأن هناك ياء للذكر وأخرى للأنثى بل كانت الكريمة مريم تناقش في (معنى لا تناقش في لفظ.
فهي ياء واحدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أما معناها فقد يرجع للذكر وقد يرجع للأنثى.
لك الود والتقدير
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[18 - 06 - 2007, 08:14 ص]ـ
بل هي تكسب إجماعاً قال ابن مالك في الألفية: وربما أكسب ثان أولا تأنيثاً إن كان لحذف موهلا.
وقال في التسهيل " ويؤنث المضاف لتأنيث المضاف إليه إن صح الاستغناء به وكان المضاف بعضه أو كبعضه".لك الود والتقدير
تحياتي وتقديري أخي تيسير .. وبعد ..
أما بيت الألفية وشرح التسهيل، فالمدار فيهما على (إن صح الاستغناء به وكان المضاف بعضه أو كبعضه) وأظنك توافق معي على أن مدار المداخلات وهو عبارة: (ضاقت فضائي) لا تقع تحت معنى بيت الألفية وشرحه .. فالفضاء هنا مضاف إلى ياء المتكلم (وإن شئت المتكلمة) ولا أظن الفضاء بعضا منهما أو من أحدهما ولا كبعضه .. كما لا يمكن الاستغناء (به عنه) مع احترامي لعود الضمير .. فلا يمكن الاستغناء هنا لا عن المضاف ولا عن المضاف إليه ولا الاستغناء بأحدهما عن الآخر .. وبهذا يبدو أن الحديث كله (غير متعين) والله أعلم ..