تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[زاد عليه، وزاد عنه]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 06 - 2007, 06:31 م]ـ

يستعمل الفعل " زاد" متعدياً ولازماً، فهو يتعدَّى بنفسه إلى مفعولٍ به واحدٍ، مثل " زدتُ إيمانا" ومثله" ازددتُ إيمانا" والآية " ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مئة سنين وازدادوا تسعاً" ويتعدى لمفعولين، وهكذا استعمل ماضياً ومضارعاً وأمراً في القرآن الكريم نحو عشرين مرة مثل" والذين اهتدوا زادهم هدى" و " يزدكم قوة إلى قوتكم" و " قل: ربِّ زدني علماً" وقد اجتمع متعدياً بنفسه إلى واحد، وإلى اثنين في قول الشاعر:

يزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيباً

ويكون لازما مثل" زاد السحاب وقد يكون لازما فيتعدى بـ " على" - وهذا أكثر استعمالاً- كقول حكيمنا الجاهلي ذي الأصبع العدواني من قصيدة مشهورة:

وأنتم معشر زيد على مئة فأجمعوا أمركم طراً فكيدوني

روى زيد "بفتح الزاي وكسرها كما في قولنا:" ما تحركت قيد شعرة" بفتح القاف وكسرها" ومثله في القرآن الكريم" أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلا"

وقد يتعدى ـ " في " كما في القرآن" من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه"

وينكر بعض اللغويين استعماله متعديا بـ " عن" بحجة انه لم يرد في المعاجم، ولكن حسبنا انه ورد في قول الشاعر الجاهلي قبيصة الطائي:

لعمر أبيك لا ينفك منا أخو ثقة يعاش به متين

يزيد نباله عن كل شيء ونافلة وبعض القوم دون

والجواب لا فمن سنن العرب في لغتهم حمل لفظ على آخر في استعماله إذا كان مرادفه أو مقابلا له أو ضده في المعنى. ولدينا الفعل " أفضل" وهو يرادف " زاد" يقال: أفضلت عليه" و " أفضلت عنه" كقول ذي الإصبع العدواني:

لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب=عني ولا أنت دياني فتخزيني

ولدينا أيضاً الفعل " نقص" وهو يقابل الفعل " زاد " في معناه نقول هو ينقص عني شهوراً " ونحمل عليه" زاد فنقول: انا أزيد عنه شهورا" وهذا كثير شائع في العربية لا في باب تعدية الأفعال ولزومها فحسب، بل في أبواب كثيرة منها مجاوزة اللفظين ومنها المزاوجة بينهما، مثل: الغدايا والعشايا فإن العشايا جمع قياسي للاسم عشية الرباعي (من باب فعيلة وفعائل) وأما غدوة فثلاثي جمعه" غدوات" ولكنه جمع مكسرا على غدايا حملا له على" عشايا حين يتزاوجان بذكرهما معاً.

وقرب من هذا جمعهم " زاد" الثلاثية - بمعنى المزاد الذي يوضع في الطعام- على أزودة" حملا له على كلمة رباعية بمعناه، وهي وعاء فكما قالوا" وعاء وأوعية" قالوا: "زاد وأزودة" على غير قياس لأن الجمع القياسي له هو أزواد" وقد جاء الجمع "أزودة" في الحديث" أمعكم من أزودتهم شيء" ومن هنا نعرف أمثلة على أن روح لغتنا ومنطقها أوسع من قواعدها التي يتقيد بها علماؤنا ومن يتابعوهم مقلدين.

الإحالات:

1 - شعراء النصرانية/ لويس شيخو 1/ 97

2 - لسان العرب مادة" فضل"

3 - فقه اللغة / الثعالبي ص483


ـ[أبوعبدالله حسين]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 05:36 ص]ـ
لا أعلم أن أحدا من علماء اللغة المعتبرين يجهل أن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض. فأرجوك يا أخي الكريم أن تترك التعميم.

ـ[ابو تمام الحذيفي]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 06:24 ص]ـ
سؤال يا اخي الفاضل هل (ايمانا) في زدت ايمانا مفعول به؟
من كلامك افهم انك تقول نعم وهذا غير صحيح
لان ايمانا تمييز وليس مفعولا به والله اعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير