تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 02:28 ص]ـ

{فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام/96

{وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً}

توجد إشارات نحوية وصرفية في هذه الآية, سنشير إلى بعضها.

الإشارة الأولى: حول المفردة إصباح.

الإصباح مصدر مأخوذ من الفعل أصبح.

في اللسان:

" الصُّبْحُ أَوّل النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ. "

قرأ الحسن الأصباح - بالفتح - والمراد به جمع صبح.

قال الفراء في المعاني:

" والإصباح مصدر أصبحنا إصباحا, و الأصباح كل يوم بمجموع. "

الإشارة الثانية: حول المفردة {جعل}

قرأ عاصم والكسائي {وَجَعَلَ الَّيْلَ} على صيغة الفعل، والباقون {جاعل} على صيغة اسم الفاعل.

أشار الطبرسي في مجمع البيان إلى الأوجه الإعرابية نتيجة هاتين القراءتين:

" وجه قول من قرأ {وجاعل الليل} أن قبله اسم فاعل وهو فالق الحب وفالق الإصباح, ليكون فاعل المعطوف مثل فاعل المعطوف عليه, ألا ترى أن حكم الاسم أن يعطف على اسم مثله لأن الاسم بالاسم أشبه من الفعل بالاسم ويقوي ذلك قولهم:

لَلُبْسُ عَباءَةٍ وتَقِرَّ عَيْني

أَحَبُّ إليَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ

فنصب وتقر ليكون في تقدير اسم بإضمار أن فيكون قد عطف اسمًا على اسم وقوله:

وَلَوْلا رِجالٌ مِنْ رِزامٍ ومازِنٍ

وَآلِ سَبيع أوْ أسَوَّك عَلْقَما

ومن قرأ {و جعل} فلأن اسم الفاعل الذي قبله بمعنى المضي فلما كان فاعل بمعنى فعل عطف عليه فعل لموافقته في المعنى ويدلك على أنه بمنزلة فعل أنه نزل منزلته فيما عطف عليه وهو قوله {والشمس والقمر حسبانًا}. ألا ترى أنه لما كان المعنى فعل حمل المعطوف على ذلك فنصب الشمس والقمر على فَعَل لما كان فاعل كفعل ويقوي ذلك قولهم هذا معطي زيد درهمًا أمس, فالدرهم محمول على أعطى لأن اسم الفاعل إذا كان لما مضى لم يعمل عمل الفعل فإذا كان معط بمنزلة أعطى كذلك جعل فالق بمنزلة فلق لأن اسم الفاعل لما مضى فعطف عليه فَعَل لما كان بمنزلته. "

وقال الرازي في التفسير الكبير:

حجة من قرأ باسم الفاعل أن المذكور قبله اسم الفاعل، وهو قوله:

{فَالِقُ الْحَبّ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ} (الأنعام95 - 96) وجاعل أيضًا اسم الفاعل. ويجب كون المعطوف مشاركاً للمعطوف عليه، وحجة من قرأ بصيغة الفعل أن قوله: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} منصوبان ولا بد لهذا النصب من عامل، وما ذاك إلا أن يقدر قوله: {وَجَعَلَ} بمعنى وجاعل الشمس والقمر حسبانًا وذلك يفيد المطلوب.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 03:01 ص]ـ

{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام/96 - 95

الإشارة الثالثة: حول قوله تعالى {فالق الإصباح}

ظاهر الآية الشريفة يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى فلق الصبح , والواقع أنه فلق الظلمة بالصبح فكيف يمكن تفسير ذلك؟

ذكر العلماء كالزمخشري وغيره وجهان:

الوجه الأول أن يكون المراد فالق ظلمة الإصباح، و استنادا إلى هذا الوجه , فإن هذا يعني حذف المضاف.

الوجه الثاني: أن يراد فالق الإصباح الذي هو عمود الفجر عن بياض النهار وإسفاره.

الإشارة الرابعة: حول {فالق الإصباح}

قرأ {فالق} بالرفع و قرأ بالنصب.

القراءة على الرفع لها وجهان:

الوجه الأول: أنه خبر ثان لـ " إنَّ".

الوجه الثاني: أنه خبر لمبتدأ محذوف.

أما القراءة على النصب, فعلى المدح.

ـ[هيثم محمد]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 11:57 ص]ـ

د/ حجي

بارك الله فيك

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 02:47 م]ـ

الأخ العزيز هيثم محمد:

وبارك الله فيكم.

شكرا للمتابعة.

ـ[الخريف]ــــــــ[07 - 07 - 2007, 10:15 م]ـ

الله يجزيك الجنة ..

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[08 - 07 - 2007, 08:11 م]ـ

الأخ الكريم الخريف:

أشكر لكم متابعتكم.

بارك الله فيكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير