تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التَّرْتِيبُ الْمُعْجَمِيُّ وَالصِّلَةُ بَيْنَ الْكَلِمَةِ وَجَذْرِهَا.

ـ[إزميرلي]ــــــــ[02 - 07 - 2007, 08:39 ص]ـ

حَضَرَات الأَفَاضِل،

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وبَرَكاتُهُ، وَبَعد،

وَقَفْتُ عَلَى عَدَدٍ مِنَ الأَسْمَاءِ الْمُشْتَقَّةِ الْمَزِيدِ فيِها ضِمْنَ الْمَعَاجِمِ، فَوَجَدْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا مُدْرَجًا بَعْدَ جَذْرٍ مِنَ الثُّلاَثِيِّ الْمُجَرَّدِ، يَتَّفِقَانِ فيِ الْحُرُوفِ، وَلاَ صِلَةَ بَيْنَهُمَا فيِ الْمَعْنَى. وَهَذِهِ أَمْثِلَةٌ مِنْهَا:

1) بَارَكَ – يُبَارِكُ مُبَارَكَةً فهو مُبَارِكٌ وَذَاكَ مُبَارَكٌ. إنَّ كَلِمَةَ «مُبَارَك»، لاَ صِلَةَ لَهَا بِالْجَذْرِ: (بَرَكَ – يَبْرُكُ بُرُوكًا)، مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى، وَقَدْ أُدْرِجَ فيِ بَابِهِ.

2) تَحَاشىَ – يَتَحَاشَى تَحَاشِيًا فَهُوَ مُتَحَاشٍ (الْمُتَحَاشيِ) وَذَاكَ مُتَحَاشًى. لاَ صِلَةَ لِلْمُتَحَاشِي بِالْجَذْرِ: (حَشَا – يَحْشُو حَشْوًا)، مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى، وَقَدْ أُدْرِجَ فيِ بَابِهِ.

3) تَمَادَى – يَتَمَادَى تَمَادِيًا فهو مُتَمَادٍ. والْجَذْرُ: مَدَى – يَمْديِ مَدْيًا، فَهُوَ مادٍ (الْمَاديِ). إلاَّ أَنَّهُ لاَ تَبْدُو عَلاَقَةٌ قَوِيَّةٌ بَيْنَ لَفْظِ (التَّمَادِي) وَجَذْرِهِ (الْمَدْيِ).

4) جَارٌ، وَجِوَارٌ وَجِيرَانٌ: اسْمَاءٌ جَامِدَةٌ لاَ صِلَةَ لَهَا بِالْجَذْرِ: (جَارَ – يَجُورُ جَوْرًا)، مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى وَقَدْ أُدْرِجَتْ فيِ بَابِهِ.

5) الْجِذْلُ: اسْمٌ يُطْلَقُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرَةِ وَسَاقِهَا بَعْدَ قَطْعِ فُرُوعِهَا، جَمْعُهُ: جُذُولٌ وَأجْذَالُ. لاَ يَمُتُّ هَذَا الإِسْمُ بصِلَةٍ إِلَى الْفِعْلِ: (جَذِلَ – يَجْذَلُ جَذَلاً)، وَقَدْ أُدْرِجَ فيِ بَابِهِ.

6): جَرَّبَ – يُجَرِّبُ تَجْرِبَةً فهو مُجَرِّبٌ وَذَاكَ مُجَرَّبٌ. وَالْجَذْرُ: جَرِبَ – يَجْرَبُ جَرَبًا فهو جَرِبٌ وَأَجْرَبُ وَجَرْبَانُ. إلاَّ أَنَّ لَفْظَيِ التَّجْرِبَةِ وَالْتَّجَارُبِ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى لاَ عَلاَقَةَ لَهُمَا بِهَذَا الْجَذْرِ، وَقَدْ أُدْرِجَا فيِ بَابِهِ ..

فَيَبْدُو لِي أَنَّ هَذَا الْعَمَلَ لَيْسَ إِلاَّ للتَّرْتِيبِ الْمُعْجَمِيِّ الصِّرْفِ، والْغَايَةُ مِنْهُ: تَسْهِيلُ عَمَلِيَّةِ الْبَحْثِ عَلَى طَالِبِ الْكَلِمَةِ فَحَسْبُ، وَلَيْسَ لِصِلَةٍ بَيْنَ الْكَلِمَةِ والْجَذْرِ فيِ كُلِّ الأَحْوَالِ، وَإِنْ كَانَ الأَمْرُ فيِ الْغَالِبِ عَكْسُ ذَلِكَ.

هَذَا، وَأَرْجُو مُلاَحَظَاتِكُم فِيمَا إِذَا فَاتَنِي الْعِلْمُ بِهِ مِنْ أُمُورٍ لُغَوِيَّةٍ فيِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَشُكْرًا لَكُمْ

وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ

ـ[محمد ماهر]ــــــــ[02 - 07 - 2007, 10:46 ص]ـ

الأستاذة الفاضلة إزمرلي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك فيكم ... وأسئلتكم دائماً دقيقة وذكية ...

###

ولكي نستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة لا بد أولاً من معرفة التطور الدلالي والتاريخي للكلمة ومشتقاتها .... فأنا أظن أنه غالباً ما تكون صلة بين الكلمة ومعانيها المختلفة ثم مشتقاتها ... فلو نظرنا إلى كلمة " برك " نجد من معانيها في "لسان العرب":

بَرَكَ البعيرُ يبرُكُ بُرُوكًا وتَبْراكًا استناخ. وفي المُغرِب البُرُوك للبعير كالجثوم للطائر والجلوس للإنسان وهو أن يلصق بَرْكَهُ بالأرض قيل والمراد بالنهي عنه أن لا يضع المصلّي يديهِ قبل ركبتيه كما يفعل البعير. واستعمال البُرُوك بمعنى الجلوس عامّيٌِّ. وبَرَكَ بالمكان ثبتَ وأقامَ بهِ والسحابةُ دام مطرُها والرجل في الأمر بُرُوْكا بروكا اجتهد فيهِ.

وفي " معجم الوسيط ":

(بَرَكَ) البعيرُ-ُ بُرُوكا، وتَبْرَاكا: وقع على بَرْكِه. و- أَناخ في موضع فلزمه. و- فلانٌ: ثبتَ وأَقام. و- اجتهد. و- على الأمر: واظب. و- السماءُ: دام مطرُها. و- للقتال بَرْكاً: جثا على ركبتيه. و- المرأةُ: تزوَّجت ولها ولد كبير. فهي بَرُوك.

========================

فنلاحظ المعنى العام لهذه الكلمة الثبوت والدوام .... وإذا أخذنا بعين الاعتبار إلى: بركت السماء: أي دام مطرها .... وبدوام المطر يكثر الخير والنعم ... أي: البركة .... فالبركة كما نلاحظ في " لسان العرب ":

البَرَكَة النماء والزيادة حسيَّةً كانت أو معنويّةً والسعادة وثبوت الخير الإلهي في الشيء ودوامه والنصارى يستعملونها بمعنى الطهارة والقداسة والروحانية أيضًا وبعضهم بمعنى العشر تفاؤلا. وكلمة البَرَكَة عند النصارى آيةٌ يصرف بها القسيسُ الجمعَ في خاتمة الصلاة. وأصل البَرَكَة الثبات مقترنا بالماء ومنه مَبْرَك الإبل وبَرَاكاءُ القتال. والبِرْكَة الصدر وأن يَدُرَّ لبن الناقة وهي باركةٌ فيقيمها فيحلبها وما وَلِيَ الأرضَ من جلد صدر البعير وجمع البَرْك كحِلية وحَلْي. وقيل البَرْك للإنسان والبَرْكة لما سواه أو البَرْك باطن الصدر والبَرْكة ظاهره. وقيل أصل البركة والبرك وسط الصدر وهي حيث انضمَّت الفهدتان من أعاليها.

والبِرْكَة أيضا نوعٌ من البُرُوك كالجِلْسة والركبة والشاة الحلوبة ج بِرْكات وبُرْدٌ يمنيٌ ومستنقع الماء والحوضُ سُمِّيَت به لثبوت الماء فيها ج بِرَكٌ.

=========================

نلاحظ ثبات ودوام الخير في كلمة البركة ... وهكذا الأمر في بقية الكلمات ... وهناك قاموس " مقاييس اللغة " لابن فارس، يبحث في المعاني العامة لأصل الكلمات .... ولكن يجب قراءتها بحذر والعودة إلى المعاجم الأخرى ... فكثير من أهل الزيغ يحاول تحريف معاني الكلمات اعتماداً على هذا القاموس ... حيث يأخذون أصل الكلمات ويغفلون التطور التاريخي والدلالي للكلمات والمصطلحات .... والله اعلم ... وأرى أن ندعو الأخ أبا مالك العوضي لعله يفيدنا هنا ...

وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير