{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 08:17 م]ـ
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الحج / 19
نجد أن أن الله سبحانه و تعالى قال: (هذان خصمان) للمثنى ثم أعقبه بقوله (اختصموا) الدالة على الجمع.
ماهي الغاية في تغير الخطاب من المثنى إلى الجمع؟
إن الخصم من الألفاظ التي تطلق على المذكر و المؤنث والجمع.
في اللسان:
" والخَصْمُ معروف واخْتَصَمَ القومُ وتَخاصَموا وخَصْمُكَ الذي يُخاصِمُكَ وجمعه خُصُومٌ وقد يكون الخَصْمُ للاثنين والجمع والمؤنث وفي التنزيل العزيز وهل أَتاك نَبَأُ الخَصْمِ إِذ تَسَوَّروا المِحْراب جعله جمعًا لأَنه سمي بالمصدر. "
كما ذكر صاحب اللسان:
" وشاهد التثنية والجمع والإِفراد قول ذي الرُّمَّةِ:
أَبَرُّ على الخُصُومِ فليس خَصْمٌ
ولا خَصْمانِ يَغْلِبُه جِدالا
فأَفرد وثَنّى وجَمع وقوله عز وجل: {هذان خَصْمانِ اخْتَصَمُوا في ربهم} قال الزجاج عَنى المؤمنين والكافرين وكل واحد من الفَريقين خَصْمٌ. "
و أورد صاحب اللسان أيضا:
" وقوله عز وجل: {لا تَخَفْ خَصْمان} , أَي نحن خَصْمانِ. قال: والخَصْمُ يصلح للواحد والجمع والذكر والأُنثى لأَنه مصدر خَصَمْتُهُ خَصْمًا كأَنك قلت هو ذو خَصْم وقيل للخَصْمَيْنِ خَصمْان لأَخذ كل واحد منهما في شقٍّ من الحِجاج والدَّعْوى. "
وقال الطبرسي في مجمع البيان:
" الخصم يستوي فيه الواحد والجمع والذكر والأنثى يقال رجل خصم ورجلان خصم ورجال خصم ونساء خصم وقد يجوز في الكلام هذان خصمان اختصموا وهؤلاء خصم اختصموا قال الله تعالى {وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب} [ص: 21] وهكذا حكم المصادر إذا وصف بها أو أخبر بها نحو عدل ورضى وصوم وفطر وزور وحري وقمن وما أشبه ذلك وإنما قال في الآية خصمان لأنهما جمعان وليسا برجلين ومثله: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} [الحجرات: 9] "
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 09:02 م]ـ
د/ حجي بارك الله فيك
أرجو الاستزادة من مثل هذه الروائع الجميلة فهل يوجد كتاب به هذه اللمسات النحوية الجميلة؟
حبذا إن كان موجودا على الشبكة
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 09:36 م]ـ
العزيز , الأخ الفاضل مدرس عربي:
أشكر لكم تواصلكم وحضوركم.
واقعا, لا أعرف كتابا ما, يجمع هذه النكت اللغوية.
تستوقفني أيات القرآن فأبحث عن جمالها في كتب اللغة المختلفة من نحو وصرف وو بلاغة وفقه لغة ومعاجم وغيرها.
تجد مثل هذه الإشارات متناثرة في كتب كثيرة, ككتب التفسير, وإن كانت كتب التفسير لا تحيط بكل ما في القرآن من جمال لغوي, فالقرآن بحر لا يمكن لبشر أن يحيط بكل ما فيه من عظمة.
أشكر لكم مرة أخرى حضوركم.
رعاكم الله و سددكم.
ـ[الخريف]ــــــــ[02 - 07 - 2007, 10:59 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور ... الله يجزيك الجنة.