هَلِ الْحَقِيَقَة خِلاَفُ مَا أَرَى؟
ـ[إزميرلي]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 12:27 ص]ـ
وَجَدْتُ عِبَارَةَ «يَشِفُّ عَنِ الشَّيْءِ ... » فيِ بَعْضِ النُّصُوصِ بِمَعْنَيَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ:
1) يَشِفُّ عَنْهُ: أي يُظْهِرُهُ وَيُذْهِبُ الْغُمُوضَ عَنْهُ، كَقَولِ كَاتِبٍ يَنْتَقِدُ طَرِيقَةَ النَّصِيحَةِ التَّقْلِيدِيِّةِ الْعَقِيمَِةِ، فَيَقُولُ: «إِنَّنَا كَمَنْ أَخَذَ نَاشِئًا إِلىَ الْبَحْرِ لِيَدُلَّهُ عَلَى مَوَاضِعِ السَّمَكِ تَحْتَ الْمَاءِ، دُونَ أَنْ يُزَوِّدَهُ بِأَدَوَاتِ الصَّيْدِ، فَيَظَلُّ النَّاشِئُ شَاخِصًا بِبَصَرِهِ إِلىَ السَّمَكِ فيِ جَوْفِ الْبَحْرِ، يَشِفُّ عَنْهُ الْمَاءُ الصَّافيِ، ثُمَّ يَعُودُ إِلىَ دَارِهِ وَلَيْسَ مَعَهُ مِمَّا رَأَى سَمَكَةً وَاحِدَةً تُشْبِعُهُ بَعْدَ جُوعٍ».
2) يَشِفُّ عَنْهُ: أي يَسْتُرُهُ وَيُخْفِيهِ، كَمَا فيِ قَوْلِ قَارِئٍ يَقَولُ: «اسْتَمْتَعْتُ جِدًّا بِالْعَذَابَاتِ، وَلُغَتِهَا الْمُخْتَزَلَةِ، وَكُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَأْخُذَنيِ الْقِرَاءَةُ النَّقْدِيَّةُ لِلدّكْتُور أَيُّوب فيِ اتِّجَاهٍ مُحَدَّدٍ، يُؤَثِّرُ عَلَى قِرَاءَتَيِ، إِلاَّ أَنَّهَا جَاءَتْ لِتَكْشِفَ وَتُضِيءَ مَا يَشِفُّ عَنْهُ النَّصُّ، وَيُخْبِؤُهُ فيِ ثَنَايَاهُ الْعَمِيقَةِ».
لاَ بَدَّ فيِ مَعْرِضِ هَذَا الاسْتِفْسَارِ أَنْ أَعْتَرِفَ بِأَنَّ غَرَابَةً رُبَّمَا قدْ بَقِيَتْ عَلَيَّ فيِ وَجوُهِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، لأَنِّي تَلَقَّيْتُهَا بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ أَيَّامِ الطُّفُولَةِ. فَأرْجُو النَّظَرَ بِهَذَا الاعْتِبَارِ، وَأشْكُرُكُمْ عَلَى مَا يَبْدُو لَكُمْ مِنَ الإِجَابَةِ، وَطَابَتْ مَسَاعِيكُم.
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 06:15 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ربما كانت من الألفاظ "المتضادة"، وهي المشتركات اللفظية التي تدل على المعنى وضده في نفس الوقت، ومن ثم يحدد سياق الكلام المعنى المراد نحو:
"عسعس": فهو بمعنى: أقبل وأدبر في نفس الوقت.
"جلل": فهو بمعنى عظيم وحقير في نفس الوقت.
"البيع": فهو بمعنى البيع والشراء في نفس الوقت.
إن لم تخني الذاكرة في الأمثلة السابقة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبوعبدالله حسين]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 10:58 ص]ـ
ليس فيهما تضاد، فمعنى الشَّف: الستر الرقيق يُرى ما وراءه.
وشفَّ السترَ: أظهر ما وراءه.
وشفَّ الثوبُ عن المرأة: أبدى ما وراءه من خلقها.
للمزيد: راجع اللسان.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 11:12 ص]ـ
2) يَشِفُّ عَنْهُ: أي يَسْتُرُهُ وَيُخْفِيهِ، كَمَا فيِ قَوْلِ قَارِئٍ يَقَولُ: «اسْتَمْتَعْتُ جِدًّا بِالْعَذَابَاتِ، وَلُغَتِهَا الْمُخْتَزَلَةِ، وَكُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَأْخُذَنيِ الْقِرَاءَةُ النَّقْدِيَّةُ لِلدّكْتُور أَيُّوب فيِ اتِّجَاهٍ مُحَدَّدٍ، يُؤَثِّرُ عَلَى قِرَاءَتَيِ، إِلاَّ أَنَّهَا جَاءَتْ لِتَكْشِفَ وَتُضِيءَ مَا يَشِفُّ عَنْهُ النَّصُّ، وَيُخْبِؤُهُ فيِ ثَنَايَاهُ الْعَمِيقَةِ».
.: D
السلام عليكم ورحمة الله: نعم ليس هناك تضاد واختلاف في المعنى، كما قال الأخ أبو عبد الله بارك الله فيه، فالمقصود هنا: يشف عنه النص: تضيء الذي يظهره أو يكشف عنه النص ... وبارك الله فيكم، ولعل كلمة يخبئه في ثناياه ... " هي التي أوهمت أن كلمة يشف بمعنى: الإخفاء ... وليس الأمر كذلك. وبارك الله فيكم ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 11:16 ص]ـ
أوافق أبو عبد الله حسين، قال بدر شاكر السياب في أنشودة المطر:
"وتغرقان في ضباب من أسى شفيف". فهي هنا بمعنى الذي لا يحجب ما وراءه
ـ[إزميرلي]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 01:57 م]ـ
أُقَدِمُ بَالِغَ شُكْرِي وَامْتِنَانِي إلَى حَضَرَاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِينَ بَذَلُوا اهْتِمَامَهُمْ فيِ كَشْفِ الْغُمُوضِ عَنْ هَذِهِ الْمُشْكِلَةِ اللُّغَوِيَّةِ، وَإِنِّي لَمُعْتَزَّةٌ بِوُجُودِ الْفَاضِلِ الْمُكَرَّمِ/الأَسْتَاذ مُحمّد مَاهِرِ عَلَى هَذِهِ الْمَائِدَةِ الْعِلْمِيَّةِ الْمُبَارَكَةِ، لِمَا لَهُ مِنَ الأَيَادِي الْبَيْضَاءِ فيِ إِسْعَافِ طَلَبَةِ الْعِلْمِ، وَلِلصِّلَةِ الْوَطَنِيَّةِ الَّتِي تَرْبِطُنِي بِهِ، إِذْ يُمَثِّلُ سِيَادَتُهُ فيِ هَذَا الْجَمْعِ السَّعِيدِ وَجْهًا نَيِّرًا مِنَ الْوُجُوهِ الْبَيْضَاءِ لِبَلَدِي (تُرْكِيَا) زِينَةِ الْوَطَنِ الإِسْلاَمِيِّ الْكَبِيرِ، دَامَ كَاتِبًا يَسْلُبُ الأَلْبَابَ، وَتَحِيَّاتِي إِلَى الْمُسَاهِمِينَ الأَفَاضِلِ بِالْمُنْتَدَى، وَطَابَتْ مَسَاعِيكٌمْ جَمِيعًا. والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.