تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تحليق نحوي في أجواء {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 04:18 ص]ـ

{فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا. عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} المرسلات/6 - 5

سيدور البحث حول {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا}

قرأت الكلمتان عذرا و نذرا بالتخفيف و الثقيل.

المراد بالتخفيف تسكين الذال - عذْرا و نذْرا - والمراد بالثقيل ضم الذال, أي عذُرا و نذُرا.

قرأ عاصم من رواية حفص, الكلمتين بالتخفيف.

أشار صاحب المجمع بشكل مفصل إلى تلك القراءات, فقال:

" قرأ أهل الحجاز والشام وأبو بكر ويعقوب وسهل: (عذرا) ساكنة الذال (أو نذرا) بضمها. وروى محمد بن الحبيب عن الأعشى والبرجمي عن أبي بكر بضم الذا ل فيهما. ومحمد بن خالد عن الأعشى: (عذرا) بسكون الذال (أو نذرا) بضمها مثل رواية حماد ويحيى، عن أبي بكر. وقرأ الباقون بسكون الذال فيهما. " انتهى.

السؤال الأول:

هل يوجد فرق في المعنى بين قراءة هاتين الكلمتين بالتخفيف أو الثقيل؟

الجواب:

ذهب علماء اللغة إلى أن قراءة التخفيف - بتسكين الذال - تفيد المصدرية, فيكون معنى {عذْرا و نذْرا}: إعذارا وإنذارا.

أما قراءة الثقيل فقد حدث خلاف بين العلماء في دلالة (عذُرا ونذُرا) فقال بعض أنهما مصدران, وقال آخرون خلاف ذلك.

فأبو عبيدة يرى أنه جمع وليس مصدرا، خلافا للأخفش والزجاج اللذين يرون أنه مصدرا, استنادا إلى أن التثقيل والتخفيف لغتان، وقرر أبو علي قول الأخفش والزجاج. وقد أشار الزجاج في التهذيب إلى أن عذْر و عذُر بمعنى واحد.

و أورد صاحب المجمع قول أبو علي: " قال أبو علي: النذر بالتثقيل والنذير، مثل النكر والنكير، وهما جميعا مصدران. "

ملخص ما تقدم:

- في قراءة التخفيف, عذر و نذر مصدران.

في قراءة التثقيل, يمكن اعتبار نذر و عذر:

- إما مصدرا على قول, كما ذهب إليه الزجاج و الأخفش و آخرون.

- أو جمعا على قول آخر, فتكون عذر و نذر جمع عذير و نذير.

سؤال آخر:

لم نصبت (عذرا و نذرا)؟

ذكر العلماء أربعة أوجه للنصب.

الوجه الأول: أنها منصوبة لأنها وقعت بدلا من (الذكر} في قوله تعالى: {فالملقيات ذكرا} , ويكون المعنى: فالملقيات عذرا أو نذرا.

الوجه الثاني: أن {عذرا} منصوب على أنه مفعول له, ويكون المعنى في هذه الحال: فالمُلْقِيات ذكرًا للإِعذارِ أَو الإِنذار.

الوجه الثالث: أن يكون مفعوله (ذكرا) أي: فالملقيات أن يذكر عذرا أو نذرا.

الوجه الرابع:

على تقدير كونه جمعا، ينصب على الحال من الإلقاء, ويكون المعنى: فالملقيات ذكرا حال كونهم عاذرين ومنذرين.

وقد أشار صاحب المجمع إلى ذلك:

" والنذر: جمع نذير قال حاتم:

أماوي قد طال التجنب، والهجر

وقد عذرتني في طلابكم العذر

فيكون (عذرا أو نذرا) على هذا حالا من الإلقاء، كأنهم يلقون الذكر في حال العذر والإنذار. "

ـ[هيثم محمد]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 10:08 ص]ـ

د/ حجي بارك الله فيك وجزاك خيراً وأرجو منك أن تتحفنا بمثل هذه المقتطفات الجميلة

رأيى فى إعراب (عذرا ونذرا) (حال)

وما رأى حضرتكم؟

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 08:44 م]ـ

الأخ العزيز الفاضل, مدرس عربي:

أشكر لكم حضوركم البهيج.

بارك الله فيكم و بكم.

واقعا., إن القرآن الكريم معجز في كل جوانبه, ومن ضمن جوانبه الإعجازية, إعجازه النحوي.

يقف العلماء حيارى في اختيار تخريج نحوي لآي الذكر الحكيم, حيث أن موقع الكلمة إعرابيا يحتمل أكثر من جانب.

في بعض الأحيان يمكن ترجيح جانب على آخر, اتكاءا على السياق, ولكن الاختيار يكون صعبا في مواطن كثيرة حتى أمام العلماء الكبار, فالعالم اللغوي الكبير الزجاج - على سبيل المثال - ذكر ثلاثة أوجه لهذه الأية دون أن يرجح جانب فيها على آخر: النصب على البدلية, والنصب بذكرا, والنصب على المفعول له.

ـ[الخريف]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 10:37 م]ـ

بارك الله فيكم.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 06 - 2007, 12:25 ص]ـ

العزيز الخريف:

أشكر لكم تواصلكم.

حفظكم الله ورعاكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير