تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يعتد بالحركة العارضة أولا؟]

ـ[أبو راكان]ــــــــ[30 - 06 - 2007, 02:45 ص]ـ

فائدة:

يجوز حذف النون من مضارع (كان) المجزوم كما في قوله تعالى: ((ولم أكُ بغيا)) ولكن هذا الحذف لابد له عند الجمهور من توافرعدة شروط هي:

- أن يكون الجزم بالسكون. بخلاف قوله تعالى ((وتكونوا من بعده قوما صالحين)) لأنه جُزم بحذف النون.

- ألا تتصل بضمير نصب. بخلاف قوله:= (إن يكنه فلن تسلط عليه) لاتصالها بضمير نصب.

- ألا تتصل بساكن. بخلاف قوله تعالى ((لم يكنِ الله ليغفر لهم)) لاتصالها بالساكن.

لكن يونس بن حبيب شيخ سيبويه خالف الجمهور في الشرط الأخير وهو شرط اتصالها بالساكن. فهو يرى أن هذا الحذف جائز في سعة الكلام وأنه غير مختص بضرورة الشعر. مستشهدا بقراءة من قرأ ((لم يكُ الذين كفروا من أهل الكتاب)). و بقول الشاعر:

فإن لم تكُ المرآة أبدت وسامة ** فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم

وبقول الآخر:

إذا لم تك الحاجاتُ من همَّة الفتى ** فليس بمغنٍ عنك عقدُ الرتائم

فما منشأ هذا الخلاف؟؟؟

الجمهور يرى أن حذفها - حين يقع الساكن بعدها - ضرورة شعرية. لأنها حين يقع الساكن بعدها تتحرك بالكسرة للتخلص من التقاء الساكنين، فإذا تحركت تحصنت بهذه الحركة (العارضة) عن الحذف، لأنها إنما حُذفت وهي ساكنة لضعف الحرف الساكن فوق ضعف النون في نفسها وشبهها بأحرف المد واللين التي تحذف في الجزم.

ويونس لا يعتد بهذا التحرك العارض بسبب التقاء الساكنين، ويزعم أن الحركة التي يقوى بها الحرف ويتحصن بواسطتها من الحذف إنما هي الحركة الأصيلة خاصة.

إذاً فمنشأ الخلاف بين يونس بن جبيب والجمهور في أنه هل يعتد بالحركة العارضة أو لا؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير