[شرح مبسط لنظرية العامل النحوي]
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[09 - 07 - 2007, 03:29 م]ـ
نظرية النحوالعربي تقوم على أركان ثلاثة:
1 - العمل
2 - العامل
3 - المعمول
تتمثل فيها طريقة النظم في الجملة العربية, ومن يتقن فهمها يقف على أسرارالتراكيب وأوضاعها المختلفة ..
وأساس هذه النظرية:
- إجمالاً -
أنه إذا كان أحد الأجزاء في التركيب طالباً لآخرمن حيث المعنى فإنه يتشبث به لفظاً.
- وتفصيلاً-
لقد هدى النحاة استقراؤهم إلى أن نظم الكلمة في الجملة له أثره في أن تكون على حال معينة من الرفع أوالنصب أو الجر أوالجزم, ومن ثم كان موقع الكلمة أو اقترانها بنوع معين من الأدوات علامة على أنها اكتسبت أثرًا إعرابياً خاصاً, وكانت لهم في هذا المجال أصولهم وقوانينهم. ولم يختلف النحاة في أن المحدث لهذه الآثارإنما هو المتكلم, فهو الذي يرفع وينصب ويجر ويجزم, ولكنهم اصطلحوا على تسمية هذه الأدوات عوامل من حيث أنها أوجبت ذلك. قال ابن جني: (وإنما قال النحويون: عامل لفظي، وعامل معنوي، ليروك أن بعض العمل يأتي مسبباً عن لفظ يصحبه، كمررت بزيد، وليت عمراً قائم، وبعضه يأتي عارياً من مصاحبة لفظ يتعلق به، كرفع المبتدأ بالابتداء. يرفع الفعل لوقوعه موقع الاسم، هذا ظاهر الأمر، وعليه صفحة القول, ومحصول الحديث، فالعمل من الرفع والنصب والجر والجزم إنما هو للمتكلم نفسه، لا لشيء غيره. وإنما قالوا: لفظي ومعنوي لما ظهرت آثار فعل المتكلم بمضامة اللفظ للفظ، أو باشتمال المعنى على اللفظ. وهذا واضح).
وقد درج الناس أخيراً على أن يقولوا: إن نظرية العامل التي حفل بها النحو العربي خرافة ينبغي تجريد النحومنها. وكانوا في هذا متأثرين بمقالة ابن مضاء القرطبي: (وأما العوامل النحوية فلم يقل بعملها عاقل, لا ألفاظها ولامعانيها, لأنها لاتفعل بإرادة ولابطبع). كأن ابن مضاء أبى إلا أن يحمل مصطلح العمل على ظاهره! وما تصور واحد من النحاة أن: إن , ولم , ومن ونحوها يمكن أن تحدث شيئاً , وإنما عنوا أنها إذا وجدت في تركيب اقتضت نوعاً معيناً من العلامات في الذي يليها, والمتكلم هو الذي يفعل ذلك, فأما هي فلا تعدو أن تكون سبباً , وليست علة مؤثرة بذاتها.
قال الرضي موضحاً قول ابن الحاجب: " والعامل ما به يتقوم المعنى المقتضى للإعراب": قال الرضى: إنما بين العامل، لاحتياج قوله قبل: (ويختلف آخره لاختلاف العامل، إلى بيانه). ويعني (بالتقوم): نحوًا من قيام العرض بالجوهر، فإن معنى الفاعلية والمفعولية والإضافة: كون الكلمة عمدة أو فضلة أو مضافاً إليها، وهي كالأعراض القائمة بالعمدة والفضلة والمضاف إليه، بسبب توسط العامل.
فالموجد كما ذكرنا لهذه المعاني هو المتكلم، والآلة: العامل، ومحلها: الاسم، وكذا الموجد لعلامات هذه المعاني هو المتكلم، لكن النحاة جعلوا الآلة كأنها هي الموجدة للمعاني ولعلاماتها، كما تقدم، فلهذا سميت الآلات عوامل.
وإيجازاً لما تقدم نقول ..
العمل: مصطلح قصد منه التعبيرعن العلاقات بين أجزاء التراكيب.
العامل: مصطلح قصد منه بيان الارتباط والتعلق بين أجزاءالتراكيب.
المعمول: مصطلح قصد منه الأثر الذي ينشأ عن هذا التعلق والارتباط.
مثال: إنّ زيداً مجتهدٌ ..
فـ: إنّ = تطلب اسماً وخبرًا, فهي: العاملة ..
والاسم والخبر مطلوباها فهما: المعمول ..
والنصب والرفع أثرطلبها لهما فهما: العمل ..
هذا ما تيسر لي كتابته وشرحه ..
وأحث أخي الكريم الأستاذ: سفيان الماجدي بالاطلاع على مقدمة تحقيق (كتاب الرد على النحاة) لـ أ. د/ محمد إبراهيم البنا, فقد أجاد فيه وأفاد, والاطلاع على كتيبه القيم (الإعراب سمة الفصحى) ,وكتيبه الرائع (أبوالحسين بن الطراوة وأثره في النحو) حيث عرج فيه على ذكر نظرية العامل. وما كتبته جله مسطرفيما أشرت إليه من كتبه خلا بعض الإضافات اليسيرة من شرح وتعليق ..
ولشيخنا أ. د/ سليمان بن إبراهيم العايد كلام جميل جداً يوافق فيه ماذهب إليه أ. د/ محمد بن إبراهيم البنا, ولولابعدي عن مكتبتي لسفري لذكرت كلامه, ولكن فيما ذكرته - إن شاء الله - غنية وكفاية ..
وبالله التوفيق ..
ـ[أبو لين]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 05:29 ص]ـ
أعادك الله من سفرك سالما إن شاء الله وبارك الله فيك ورعاك على هذا الموضوع القيّم.