ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[22 - 06 - 2007, 03:36 م]ـ
إضاءة حول المفعول معه:
في شرح ابن عقيل:
وزعم قوم أن الناصب للمفعول معه الواو، وهو غير صحيح، لان كل حرف اختص بالاسم ولم يكن كالجزء منه، لم يعمل إلا الجر، كحروف الجر، وإنما قيل ولم يكن كالجزء منه احترازا من الالف واللام، فإنها اختصت بالاسم ولم تعمل فيه شيئا، لكونها كالجزء منه، بدليل تخطي العامل لها، نحو "مررت بالغلام".
ويستفاد من قول المصنف في نحير سيري والطريق مسرعة أن المفعول معه مقيس فيما كان مثل ذلك، وهو: كل اسم وقع بعد واو بمعنى مع، وتقدمه فعل أو شبهه، و [هذا] هو الصحيح من قول النحويين.
وكذلك يفهم من قوله: بما من الفعل وشبهه سبق أن عامله لابد أنيتقدم عليه، فلا تقول: والنيل سرت وهذا باتفاق، أما تقدمه على مصاحبه - نحو سار والنيل زيد - ففيه خلاف، والصحيح منعه ..
وبعد م استفهام أو كيف نصب
بفعل كون مضمر بعض العرب
حق المفعول [معه] أن يسبقه فعل أو شبهه، كما تقدم تمثيله، وسمع من كلام العرب نصبه بعد م و كيف الاستفهاميتين من غير أن يلفظ بفعل،. نحو " ما أنت وزيدا " و " كيف أنت وقصعة من ثريد " فخرجه النحويون على أنه منصوب بفعل مضمر مشتق من الكون، والتقدير: ما تكون وزيدا، وكيف تكون وقصعة من ثريد، فزيد وقصعة: منصوبان ب تكون المضمرة.
والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق
والنصب مختار لدى ضعف النسق
والنصب إن لم يجز العطف يجب
أو اعتقد إضمار عامل تصب
الاسم الواقع بعد هذه الواو: إما أن يمكن عطف على ما قبله، أولا، فإن أمكن عطفه فإما أن يكون بضعف، أو بلا ضعف.
فإن أمكن عطفه بلا ضعف فهو أحق من النصب، نحو كنت أنا وزيد كالاخوين فرفع زيد عطفا على المضمر المتصل أولى من نصبه مفعولا معه، لان العطف ممكن للفصل، والتشريك أولى من عدم التشريك، ومثله سار زيد وعمرو فرفع عمرو أولى من نصبه.
وإن أمكن العطف بضعف فالنصب على المعية أولى من التشريك , لسلامته من الضعف، نحو " سرت وزيدا "، فنصب " زيد " أولى من رفعه، لضعف العطف على المضمر المرفوع المتصل بلا فاصل.
وإن لم يمكن عطفه تعين النصب: على المعية، أو على إضمار فعل [يليق به]، كقوله: 166 - * علفتها تبنا وماء بارد *
فماء: منصوب على المعية، أو على إضمار فعل يليق به، والتقدير وسقيتها ماء بارد وكقوله تعالى: (فأجمعوا أمركم وشركاءكم) فقوله وشركاءكم لا يجوز عطفه على أمركم، لان العطف على نية تكرار العامل، إذ لا يصح أن يقال أجمعت شركائي وإنما يقال أجمعت أمري، وجمعت شركائي فشركائي: منصوب على المعية، والتقدير - والله أعلم - فأجمعوا أمركم مع شركائكم، أو منصوب بفعل يليق به، والتقدير فأجمعو أمركم، واجمعوا شركاءكم. " (1)
---
هوامش:
(1) شرح ابن عقيل, الجزء الأول, باب المفعول معه.
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[22 - 06 - 2007, 06:17 م]ـ
ومهما تكن عند امرئ من خليقة********وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[24 - 06 - 2007, 09:04 ص]ـ
أخي الدكتور حجي، شكرا على هذه الفوائد القيمة. هل يجوز عربية أن يقال في بداية السؤال: ما هوأو ما هي كذا؟ كما في سؤالك: ما هو المفعول معه؟ يبدو لي هذا الاستعمال من الأخطاء الشائعة التي تشوه لغتنا الجميلة، والصواب: ما المفعول معه؟ فما رأيكم دام فضلكم؟