تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ

ـ[أبو باسل]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 07:42 م]ـ

(نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ) (لأعراف: من الآية22)

ــ لماذا تم إضافة علامة التثنية باسم الإشارة (تلك)؟

) وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا) (لأعراف: من الآية43)

ــ لماذا تم إضافة علامة الجمع باسم الإشارة (تلك)؟

وعبارة قرأتها للعقاد: (تلكم الأصحاب)

ــ لماذا استخدم اسم الإشارة المؤنث (تلك) للمذكر الجمع (الأصحاب)؟

ــ كيف يعرب اسم الإشارة في الأمثلة السابقة؟ علما بأنه لا يُضاف

ـ[حازم]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 12:22 ص]ـ

أخي الكريم / " أبو باسل "

ما زلتَ محلَّ إعجابي، وموضع تقديري

مشاركاتك مميَّزة، وطروحاتك منوَّعة، ومجموعها يدلُّ على علوِّ شأنك، زادك اللهُ علمًا ونورًا.

قبل أن أبدأ في توجيه أسماء الإشارة – بعون الله وتوفيقه – أودُّ أن أشير إلى أمرين لا بدَّ من ملاحظتهما:

الأول: نوع المشار إليه، إن كان مفردًا أو مثنّى أو جمعًا، وكذلك من ناحية التذكير والتأنيث.

الثاني: نوع المخاطب باسم الإشارة.

فأصبح عندنا مشارٌ إليه ومخاطب، فإن أردت الإشارة إلى مفرد مذكر، مخاطبًا مفردًا، تقول: ذلك.

فإذا خاطبت مثنى، تقول: ذلكما، قال الله تعالى: {ذلكما مِمَّا عَلَّمني ربِّي} سورة يوسف

وفي خطاب الجمع المذكَّر، تقول: ذلكم، قال الله تعالى: {ذلكم يُوعَظ به} الآية 3 من سورة الطلاق

وفي خطاب الجمع المؤنَّث، تقول: ذلكنَّ، قال الله تعالى: {فذلِكنَّ الذي لُمتُنَّني فيه} سورة يوسف

وعند الإشارة إلى مفرد مؤنث، مع خطاب المفرد، تقول: تلك

فإذا خاطبت مثنى، تقول: تلكما، قال الله تعالى: {ألم أنهَكما عن تِلكما الشجرةِ} الأعراف

ولخطاب الجمع تقول: تلكم، قال الله تعالى: {تلكمُ الجنةُ أورِثتُموها} الأعراف

وهكذا.

ولا تنسَ أنه بالإمكان، الإشارة إلى قريب أو بعيد.

وفي " ذلك "، أو " تلك "، اللام: للبعد: حرف مبني لا محل له من الإعراب.

والكاف: للخطاب: حرف مبني لا محل له من الإعراب.

أما اسم الإشارة، فيُعرب حسب موقعه في الجملة.

ففي قوله تعالى: {ونَادَاهُمَا رَبُّهُمَا ألَمْ أنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} الأعراف: من الآية22

تلك: تي: اسم إشارة مبني على سكون الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، في محل جر بحرف الجر

اللام: للبعد، والكاف للخطاب، و"ما" علامة التثنية.

والأسهل أن تقول: تلكما: اسم إشارة مبني في محل جر بحرف الجر، والله أعلم

توضيح: " تلك " اسم مبهم، والتاء هو الاسم، واللام دخلت لتدل على بعد المشار إليه، والكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب.

وأصل " تلك: " تيلك "، فلما توالت كسرتان بينهما ياء، أسكنت اللام تخفيفًا، وحذفت الياء لسكونها وسكون اللام، على قاعدة التخلص من التقاء الساكنين، وأصل اللام الفتح، لأنها لام تأكيد، ولكن كُسرت للفرق بينها وبين لام الملك، إذا قلت: تي لَكَ، أي هذه لك.

وقد قيل: إن اللام إنما دخلت لتفرِّق بين المبهم والكاف، لئلا يُظن أنه مضاف إلى الكاف، فأصلها على هذا القول السكون، لأنه حرف معنى، ثم حذفت الياء لسكونها وسكون اللام.

قاله أبو محمَّد مكي القيسي – رحمه الله –

{ونُودوا أَن تِلكُمُ الجَنَّةُ أُورِثتُمُوها}، الأعراف، آية 43

نودوا: فعل ماضٍ مبني للمجهول، الواو: نائب فاعل

أن: يحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة، أو مفسِّرة.

تلكم: اسم إشارة مبتدأ

الجنة: خبر، أو بدل من اسم الإشارة، وأميل إلى البدلية

فإن كانت بدلاً، فالخبر: جملة " أورثتموها "

وعلى الأول تكون جملة " أورثتموها " حالية، والله أعلم

أما عبارة " العقَّاد "، فلا بدَّ من معرفة كامل الجملة للتوصُّل إلى إعراب اسم الإشارة.

أخيرًا، بقيَ النظر، هل يجب إلحاق علامة التثنية والجمع في اسم الإشارة عند مخاطبة مثنى أو جمع؟

الجواب: لا، هو على الغالب، قاله ابن هشام – رحمه الله -، ومثَّل له قوله تعالى: {ذلكَ خيرٌ لكم} المجادلة 12

ووجه الدلالة من هذه الآية، أن الخطاب لجمع الذكور بدليل قوله تعالى: {لكم}، وقد اقتصر في اسم الإشارة على كاف الخطاب مفتوحة من غير أن يضمَّ إليها ميم الجمع.

والله أعلم.

مع عاطر التحايا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير