تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[البدل وعطف البيان ...]

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 10:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

ما الفرق بين البدل وعطف البيان؟

وجزاكم الله خيرًا ...

ـ[حازم]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 02:53 م]ـ

الأستاذة الرائدة، النابغة الواعدة / " سمط اللآلئ "

ما زالت مشاركاتك الغنيَّة، تَرتقي بك عاليا، وفطنتُك تُؤتي ثِمارها قُطوفًا دانية.

أسأل الله لك مزيدًا من العلم والفضل.

تباينت أقوال علمائنا الأجلاَّء – رحمهم الله - حول أوجه الشبه والاختلاف بين البدل وعطف البيان.

فقد تباعدت آراؤهم وتقاربت، وتنافرت وتجاذبت، وأرَى أن أكتفي بنقل ما ذكره ابنُ هشامٍ – رحمه الله – في " مغنيه " مع الاختصار.

ما افترق فيه عطف البيان والبدل، وذلك ثمانية أمور:

أحدها: أن العطف لا يكون مضمرًا ولا تابعًا لمضمر، لأنه في الجوامد نظير النعت في المشتق

الثاني: أن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره.

الثالث أنه لا يكون جملة بخلاف البدل.

الرابع: أنه لا يكون تابعًا لجملة بخلاف البدل.

الخامس: أنه لا يكون فعلاً تابعًا لفعل، بخلاف البدل، نحو قوله تعالى: {ومَن يفعلْ ذلكَ يلْقَ أثامًا يُضاعفْ لهُ العذابُ}

السادس: أنه لا يكون بلفظ الأول، ويجوز ذلك في البدل بشرط أن يكون مع الثاني زيادة بيان، كقراءة يعقوب: {وترَى كُلَّ أمةٍ جاثيةً كُلَّ أمةٍ تُدعَى إلى كتابِها} بنصب {كلَّ} الثانية، فإنها قد اتصل بها ذكر سبب " الجثو ".

السابع: أنه ليس في نيَّة إحلاله محل الأول، بخلاف البدل، ولهذا امتنع البدل وتعين البيان في نحو: " يا زيدُ الحارثُ "، وفي نحو: " يا سعيدُ كُرْزٌ " بالرفع، أو " كرزًا " بالنصب.

الثامن: أنه ليس في التقدير من جملة أخرى بخلاف البدل، ولهذا امتنع أيضا البدلُ وتعين البيان في نحو قولك " هندٌ قامَ عمرٌو أخوها "، ونحو " مررتُ برجلٍ قامَ عمرٌو أخوه " ونحو " زيدٌ ضربتُ عمرًا أخاه "

وقال – رحمه الله – في " شرح شذور الذهب "

(وكل شيء جاز إعرابُه عطفَ بيانٍ، جاز إعرابُه بدلاً، أعني بدلَ كل من كل، إلا إذا كان ذكرُه واجبًا، كـ" هندٌ قام زيدٌ أخوها "، ألا ترى أن الجملة الفعلية خبر عن " هندٌ "، والجملة الواقعة خبرا لا بد لها من رابط يربطها بالمخبر عنه، والرابط هنا الضمير في قوله " أخوها " الذي هو تابع لـ" زيدٌ "، فإن أسقط لم يصح الكلام.

فوجب أن يعرب بيانًا لا بدلاً، لأن البدل على نية تكرار العامل، فكأنه من جملة أخرى، فتخلو الجملة المخبر بها عن رابط.

وإلاَّ إذا امتنع إحلالُه محلَّ المتبوع، ولذلك أمثلة كثيرة، منها قولك: " يا زيدُ الحارثُ " فهذا من باب البيان وليس من باب البدل، لأن البدل في نية الإحلال محل المبدل منه، إذ لو قيل: " يا الحارثُ " لم يجز، لأنَّ " يا " و " أل " لا يجتمعان هنا، ومنها قول الشاعر:

أنا ابنُ التاركِ البكريِّ بِشْرٍ * عليهِ الطيرُ ترقُبُهُ وُقوعا

فـ" بشرٍ " عطف بيان على " البكريِّ "، وليس بدلا، لامتناع " أنا ابنُ التاركِ بشرٍ "، إذ لا يضاف ما فيه الألف واللام إلى المجرد منها، إلا إن كان المضاف صفة مثناة أو مجموعةً جمع المذكر السالم، نحو: " الضاربا زيدٍ "، و" الضاربو زيدٍ "، ولا يجوز " الضاربُ زيدٍ " خلافا للفرَّاء) انتهى

وجاء في " اللباب ":

(وفي بعض المواضع يجوز أن يكون عطفَ بيان وأن يكون بدلا، وفي بعضها يتعيَّن أحدُهما، كقولك: " جاءني زيدٌ أبو محمدٍ "، يحتملها.

وفي قولك: " يا أيها الرجلُ زيد " يتعين أن يكون عطف بيان.

وفي قولك: " يا أخانا زيدا " إن نصبت كان بيانا، وإن أردت البدل ضممت " زيدا "، لأن حرف النداء يقدر عوده مع البدل) انتهى

وأخيرًا، جاء في " شرح التسهيل ":

(وكل ما صلح للعطفية والبدلية، وكان فيه زيادة بيان، فجعله عطفًا أولَى من جعله بدلا، كقوله تعالى: {أو كَفَّارةٌ طعامُ مَساكينَ} المائدة95، وكقوله تعالى: {ويُسْقَى مِن ماءٍ صَديدٍ} إبراهيم 16، وقوله تعالى: {مِن شَجَرةٍ مُبارَكةٍ زَيْتونةٍ} النور 35، ومن هذا قول ذي الرمة " من البسيط ":

لَمْياءُ في شَفَتَيها حُوَّةٌ لَعَسُ * كالشَّمسِ لَمَّا بَدتْ أو تُشْبهُ الْقَمَرا

لأنَّ الحوَّة: السواد مطلقًا، واللَّعَس: سواد يسير.) انتهى

والله أعلم

دمتِ مُحبَّة للقرآن، تاليةً آياته الكريمة، مُتدبِّرةً معانيه العظيمة.

ـ[سلاموني]ــــــــ[18 - 01 - 2005, 11:37 م]ـ

أخويّ في الله لا يُمكنُ لأناملي أن تعبرَ عن مدى إعجابي وتقديري لكمَا ولما جادت به أياديكما الكريمة ولكل من يساهم في صرْحنا الغالي الفصيح ولو بجهدٍ يسير ...

فلا تملك يدايَ إلا التضرعَ أن تُسدد خطى الجميع لما يُرضي اللهَ ويرضاه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير