رحم الله امرءاً فهمني
ـ[البدر الطالع]ــــــــ[11 - 01 - 2005, 09:45 م]ـ
الأساتذة النبلاء الكرام وفقكم الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن هشام رحمه الله في باب ظن وأخواتهاجواز تعليق هذه الأفعال
بمعنى إبطال عملها لفظاً لا محلاً بسبب اعتراض ما له صدر الكلام،
ثم عدد رحمه الله الأدوات التي تعلق ظن وأخواتها بعدها لأن
هذه الأدوات لها صدر الكلام، فذكر منها الاستفهام
فقال رحمه الله: (والاستفهام كقولك: " علمت أزيدٌ قائمٌ ".
وكذلك: إذا كان في الجملة اسم استفهام، سواء:
1 - كان أحد جزْءَي الجملة.
2 - أو كان فضلةًً.
فالأول: نحو قوله تعالى: (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى).
والثاني: كقوله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
" أيَّ منقلبٍ ": منصوبٌ بـ" ينقلبون " على المصدرية؛
أي: ينقلبون أيَّ انقلابٍ،
و " يعلم ": معلقةٌ عن الجملةِ بأسرها، لما فيها من اسم الاستفهام
وهو" أيَّ ") ا. هـ
والإشكال عندي أنني لم يتضح لي معنى كلامه من قوله:
" وكذلك إذا كان في الجملة اسم استفهام ... " إلى آخر ما ذكرته له رحمه الله
آمل أن يجود عليّ الأساتذة الكرام بتوضيح هذا الكلام وتفكيك عبارته، وتو ضيحه، والله يحفظكم ويرعاكم
ـ[البدر الطالع]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 02:19 ص]ـ
معلمي الأفاضل أخطأت في كلمة في العنوان،
وصوابه: رحم الله معلماً يفهمني.
والذي دعاني إلى هذا مراعاة أدب الطالب مع أستاذه،
آمل أن أجد معلماً موجهاً وناصحاً في هذا المنتدى الرائد بحق،
ولن أعدمه إن شاء الله، فكل الصيد في جوف الفرا،
فهذا المثل يصلح لهذا المنتدى.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 02:26 ص]ـ
أخي الفاضل: البدر الطالع.
اعذرني على دخول هذه الصفحة و أنا صفر اليدين، و لكن أسلوبك الراقي في الرد شدني لأسجل إعجابا بهذا الشخص المهذب، فلنعم الطالب أنت و لنعم المدرسين هم.
ـ[حازم]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 05:56 م]ـ
الأستاذ الفاضل / " البدر الطالع "
ما زال عِلمُك يَرفعُك، وأدبُك يُقرِّبُك
وما زالت خُطاك واثقة، ومشاركاتك متألِّقة
بدايةً، أودُّ أن أوضِّح الفرق بين التعليق والإلغاء، في باب " ظنَّ وأخواتها ".
التعليق هو: إبطال العمل لفظًا لا محلا.
وأما الإلغاء فهو على اسمه، يُلغَى العملُ بهذه الأدوات لفظًا ومحلا.
ولهذا إذا جاء التعليق، تقول: الجملة من كذا وكذا في محل نصب سدّت مسد مفعولي ظنّ، فهي علَّقت الأداة عن عملها باللفظ، لكنها عملت محلا
أما الإلغاء فتلغيها بالكليَّة.
فإذا قلت: ظننتُ لَزيدٌ فاضلٌ، فهذا تعليق
وإذا قلت: زيدٌ ظننتُ قائمٌ، فهذا إلغاء.
فالتعليق إذًا هو إبطال عملها في اللفظ دون التقدير.
ولماذا صار عملُها معلَّقًا؟
قال العلماء – رحمهم الله -: وذلك لاعتراض ماله صدر الكلام، بينها وبين معموليها، فلا يتخطَّاها العامل، فَمِن حيث اللفظ، روعِيَ ما له الصدر، ومن حيث المعنى، روعِيَ العامل، فكأنه باقٍ على عمله.
لأنَّ معنى " ظننتُ لزيدٌ قائمٌ "، أي: ظننتُ قيامَ زيدٍ، وهذا هو معنى: ظننتُ زيدًا قائمًا.
وهناك عدة كلمات لها الصدارة، منها الاستفهام.
والاستفهام إما يكون بالحرف، أو بالاسم.
والاسم إما أن يكون عمدة في الجملة، مثل المبتدأ، أو يكون فضلة، مثل المصدر.
فالأنواع ثلاثة.
أما الحرف، فنحو قولك: " علمتُ أزيدٌ قائمٌ "
ونحو قوله تعالى: {وإنْ أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما تُوعَدونَ}، وإعرابه:
أدري: فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر فيه تقديره أنا
والهمزة للاستفهام، قريب: خبر مقدم
أم: حرف عطف، بعيد: عطف عليه
ما: مبتدأ مؤخَّر
وجملة {أقريبٌ أم بعيدٌ ما تُوعَدونَ} في محل نصب مفعول " أدري " المعلَّقة عن العمل.
والاسم، سواء كان الاسم مبتدأ، نحو قوله تعالى: {لِنعْلَمَ أيُّ الحِزْبَينِ أحْصَى}، وقوله تبارك وتعالى: {ولَتعلَمُنَّ أيُّنا أشَدُّ عَذابًا}
أيُّنا: استفهامية مبتدأ، أشدُّ: خبر، والجملة في محل نصب سادَّة مسدّ مفعولي " تَعلَمُنَّ "، لأنَّ الفعل عُلِّق بـ" أيّ " الاستفهامية، على أحد الأقوال في المسألة.
أو خبرًا، نحو: " علمتُ متى السفرُ "
أو فضلة نحو: {وسَيعلَمُ الذين ظلموا أيَّ مُنقلَبٍ يَنقلبونَ} فـ" أي " منصوب على المصدر بما بعده، وتقديره ينقلبون أي انقلاب، وليس منصوبا بما قبله، لأن الاستفهام له الصدر، فلا يعمل فيه ما قبله، وإعرابه:
يعلم: فعل مضارع
الذين: فاعله، وجملة {ظلموا} صلة.
أيَّ مُنقلَبٍ: منصوب على المفعولية المطلقة، لأنَّ " أيَّ: تُعرَب بحسب ما تُضافُ إليه.
وقد عُلِّقت " يَعلمُ " عن العمل، والعامل في " أيَّ " هو ينقلبون، لا " يعلم "، لأنَّ أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها، قال النَّحَّاس: " وحقيقة القول في ذلك، أنَّ الاستفهام معنى، وما قبله معنى آخر، فلو عمل فيه لدخل بعض المعاني في بعض ".
وأخيرًا، أشكر الأستاذة الفاضلة " عاشقة لغة الضاد " على مرورها الكريم، وتسجيل كلمات الإعجاب والتقدير، شكرالله سعيها، وزادها علمًا.
ختامًا، ما زلتُ أشعر أني لم أؤدِّ المسألة حقَّها، ولعلَّ فطنتك تكون السبب الحقيقي – بعد توفيق الله – لاستيعاب أبعاد الموضوع وشَوارده، وجوانبه وفوائده.
وأسأل الله لك المزيد، والعِلم المفيد.
مع عاطر التحايا
¥