[سؤال ...]
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 11:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما معنى "التوسع" في الكلام؟
آمل أن أجد إجابة هذا السؤال عندكم ...
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" التوسع في المعنى "
" قد يؤتى بالعبارة محتملة لأكثر من معنى، وقد يؤتى بها لتجمع أكثر من معنى، وهذه المعاني كلها مرادة مطلوبة "
من مواطن التوسع في المعنى:
1 - الألفاظ المشتركة: في العربية ألفاظ تشترك في عدة معان كالعين والقرء والواو وإن وما وقد يؤتى بعبارة تحتمل أكثر من معنى تبعا للاختلاف في معنى اللفظة، كقوله تعالى " إن المتقين في جنات ونهر "فقد وحد النهر ولم يجمعه مع أن الجنات قبله جمع ... أنه جمع في لفظ النهر عدة معان وأعطى أكثر من فائدة لا يفيدها فيما لو قال " أنهار "، ذلك أنه علاوة على أن فواصل الآيات تقتضي " النهر " لا " الأنهار "
فإن المعنى يقتضي ذلك من جهات أخرىمنها: أن "النهر " اسم جنس بمعنى الأنهار وهو بمعنى الجمع وقد يؤتى بالواحد للدلالة على الجمع والكثرة. ومنها أن من معاني النهر أيضا السعة والسعة ههنا عامة تشمل سعة المنازل وسعة الرزق والمعيشة ...
ومنها أن من معاني النهر أيضا الضياء.
وهذه المعاني كلها مرادة مطلوبة فإن المتقين في جنات وأنهار كثيرة جارية، وفي سعة من العيش والرزق والسكن وعموم ما يقتضي السعة، وفي ضياء ونور يتلألأ ليس عندهم ليل ولا ظلمة.
2 - الصيغ المشتركة: قد تشترك معان متعددة في صيغة واحدة وذلك كاشتراك اسم المفعول والصفة المشبهة في " فعيل "
نحو " حكيم " فقد تكون اسم مفعول بمعنى محكم وقد تكون صفة مشبهة من الحكمة بمعنى صاحب الحكمة ...
3 - الجمع بين الألفاظ والصيغ ذات الدلالات المختلفة وذلك كأن تقول " أعطيته عطاء حسنا " فتأتي بالفعل واسم المصدر وهذا يحتمل معنيين: معنى المصدر أي أعطيته إعطاء حسنا ويحتمل الدلالة على الذات أي أعطيته مالا حسنا ...
4 - العدول عن تعبير إلى آخر يحتمل أكثر من وجه إعرابي وأكثر من معنى: وذلك كقوله تعالى " ولا تظلمون فتيلا "
فهذا يحتمل أن المقصود ولا تظلمون ظلما مهما كان قليلا فيكون " فتيلا " مفعولا مطلقا، ويحتمل أن يكون المقصود بالفتيل معناه الحقيقي وهو مقدار فتيل والفتيل هو الخيط الذي في شق النواة فيكون مفعولا به والمعنيان مرادان.
5 - الحذف الذي يؤدي إلى إطلاق المعنى وتوسعه: الحذف قسمان: قسم لا يؤدي إلى إطلاق في المعنى ولا إلى توسع فيه وهو ما تعين فيه المحذوف كقوله تعالى " وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا "
أي أنزل خيرا.
والقسم الآخر وهو الذي يؤدي إلى التوسع في المعنى وذلك إذا لم يتعين فيه المحذوف بل يحتمل عدة تقديرات
وذلك كقوله تعالى " فاصدع بما تؤمر " فهذا يحتمل أن يكون المراد فاصدع بأمرنا أوفاصدع بما تؤمر به والمعنيان مرادان
6 - التضمين كقوله تعالى " عينا يشرب بها عباد الله "
7 - التقديم والتأخير: كقوله تعالى " وجعلوا لله شركاء الجن ".
8 - احتمال الخبر والإنشاء كقوله تعالى " ويل للمطففين "
9 - الإخبار بالعام عن الخاص، كقوله تعالى " والذين يمسكون بالكتب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين "
10 - اكتساب المضاف التذكير والتأنيث من المضاف إليه، كقوله تعالى " إن رحمة الله قريب "
11 - العطف بين المتغايرين" وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس "
12 - جمل تحتمل أكثر من معنى كقوله تعالى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
" من خلق " يحتمل أن تكون "من " فاعلا ويكون المعنى ألا يعلم الخالق وهو اللطيف الخبير؟
" من خلق " يحتمل أن تكون "من " مفعولا به، فيكون المعنى: ألا يعلم الله مخلوقاته؟
كل ما سبق منقول من كتاب للدكتور فاضل السامرائي " الجملة العربية والمعنى "
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..