[ما معنى قول سيبويه ... ؟]
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
* جاء في " كتاب سيبويه " (1/ 88):
’’ هذا باب ما يختار فيه إعمال الفعل مما يكون في المبتدإ مبنيا عليه الفعل ‘‘.
ما معنى قوله هذا؟
* وما إعراب " فريقا " في قوله تعالى: {فريقًا هدى}؟ هل هي مفعول به مقدم للفعل " هدى "، أم هي مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 07:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذة الفاضلة سمط اللآلئ:
هذا الباب ذكره سيبويه ضمن أبواب الاشتغال، وقد بين سيبويه - في باب ما يكون فيه الاسم مبنياً على الفعل قدم أو أخر
وما يكون فيه الفعل مبنياً على الاسم - المفعولَ به، سواء أقدم أم أخّر، نحو: ضربت زيدًا، أو زيدًا ضربت، وهذا يكون فيه الاسم مبنيًا على الفعل، أي: معمول له.
وأما ما يكون فيه الفعل مبنيًا على الاسم فنحو: زيدٌ ضربته، وقال في هذا: وإنما تريد بقولك مبنى عليه الفعل أنه في موضع منطلق إذا قلت: عبد الله منطلق، فهو في موضع هذا الذي بني على الأول وارتفع به، فإنما قلت: عبد الله، فنسبته له، ثم بنيت عليه الفعل ورفعته بالابتداء.
فأنتِ إذا قلتِ: زيد ضربته، فالأول مبتدأ، والثاني في جملة الخبر، فالفعل بني على الاسم، وكانت جملته في محل خبر، والخبر - كما تعلمين - معمول للمبتدأ. ومن ذلك قوله، تعالى: (وأما ثمودُ فهديناهم)
وفي الباب الذي ذكرتِ بيّنَ - رحمه الله - أن النصب مختار في نحو: رأيت زيداً وعمراً كلمته، فجملة: عمرًا كلمته، أختير فيها إعمال الفعل، ولم يختاروا: رأيتُ زيدًا وعمرٌو كلمته، مما بني فيها الفعل على الاسم، لطلب المشاكلة بين الجمل المتعاطفة، فهو في: رأيت زيداً وعمراً كلمته، عطف الفعلية على مثلها للتشاكل، ولهذا قال في الباب المترجَم:"وإنما اختير النصب ههنا لأن الاسم الأول مبني على الفعل، فكان بناء الآخر على الفعل أحسن عندهم، إذ كان يبنى على الفعل وليس قبله اسم مبني على الفعل، ليجري الآخر على ما جرى عليه الذي يليه قبله، إذ كان لا ينقض المعنى لو بنيته على الفعل، وهذا أولى أن يحمل عليه ما قرب جواره منه إذ كانوا يقولون: ضربوني وضربت قومك لأنه يليه فكان أن يكون الكلام على وجهٍ واحدٍ - إذا كان لا يمتنع الآخر من أن يكون مبنياً على ما بني عليه الأول - أقرب في المأخذ ".
ومما مثل به سيبويه - رحمه الله - قول الله، تعالى: (فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة) فـ (فريقًا) الأولى مفعول مقدم للفعل (هَدى) فالاسم بُني على الفعل. و (فريقًا) الثانية منصوبة على الاشتغال بفعل مفسَّر تقديره: وأضَلَّ فريقًا. واختير فيها النصب على الرفع، لأن الأول جملة فعلية، طلبًا للتماثل، فلم يكن: فريقًا هدى وفريقٌ حق عليهم الضلالة، مما يُبنى الفعل عليه.
أرجو أن يكون الأمر اتضح الآن، وهذا مما فهمته من الأبواب وكلام سيبويه فيها، فإن لم يبِِنْ لكِ فأنا أجيء بإيضاح أبي سعيد السيرافي، رحمه الله، وغيره، فالعلم يؤخذ من منبعه. والله أعلم.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 11:31 ص]ـ
الأستاذ الفاضل / خالد الشبل ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح الشافي الكافي، وزادكم الله علما وفهما ...
ولدي سؤال - إذا سمحتم -:
قرأت في " فتح القدير " للإمام الشوكاني - رحمه الله - ما نصه:
’’ {فريقا هدى} منتصب بفعل يفسره ما بعده ‘‘.
فهل إعرابه هذا صحيح؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 11:34 ص]ـ
ولدي سؤال آخر ـ إذا سمحتم ـ:
ما المطبوع من شروح كتاب سيبويه؟ وما أيسر هذه الشروح لطالب العلم المبتدئ؟
والسلام عليكم ...