[أثبت جدارتك.]
ـ[الناقد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ولاتك كالدخان يعلو بنفسه
فوق طبقات الجو وهو وضيعلدي سؤال حول هذا البيت:
متى يصح أن نحذف النون في يكن؟ وارجو أن تضمنوا المراجع؟
ـ[أبو تمام]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي الناقد إليك هذه الإجابة.
تحذف نون (كان) جوازا ولكن بشروط:
1 - أن تكون بصيغة المضارع (يكُ-نكُ-أكُ)
2 - أن تسبق بأداة من أدواب الجزم وتكون علامة الجزم السكون نحوقوله تعالى (ولم أكُ بغيّا) ونحو قول النابغة الذبياني في قصيدة الاعتذارية الشهيرة:
فإن أكُ مظلوما فعبدٌ ظلمتهُ **** وإن تكُ ذا عُتبى فمثلُك يعتبُ
3 - أن لا يتصل بها حرف متحرك ويكون ضميرا متصلا نحو: لم يكنهُ الذي قابلته، أي: لم يكن إياه، فهنا يمتنع حذف النون.
4 - أن لا نقف عليها فإن وقفنا عليها بالنطق وجب رد النون في حالة الوقف فإذا وصلناها بالكلمة التي بعدها حذفنا النون.
5 - أن لا تكون الكلمة التي بعدها بادئه بساكن وذلك لأن نونها تكسر من أجل اتصالها بهذا الساكن وقد نصّ على هذا الشرط ابن هشام في شرح الندى صفحة 110 مستشهدا بقوله تعالى (لم يكنِ الذين كفروا من أهل الكتاب) فأنت تلاحظ أن نون (يكن) كسرت لاتصالها بالساكن الهمزةفي (الذين)، هذا ونسب عباس حسن في النحو الوافي هذا الرأي لسيبويه، وقد رجّح عباس حسن رحمه الله ج1ص588رأي ابن مالك في جواز حذف النون سواء أكان بعدها حرف ساكن أم متحرك لعموم قوله:
ومن مضارع لكان منجزم ... تحذف نون وهو حذف ما التزم
أي: لم تلتزم به العرب إشارة إلى جواز الحذف مطلقا.
أعتذر لك عن قلة المراجع فعندي ضعف في الذخيرة النحوية ولعل الموجود يغني.
هذا والله أعلم
لك التحية
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 08:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ثم إشادة بصنيع الأستاذ الكريم أبي تمام، سلمت أنامله.
البيت لموسى بن علي بن موسى بن يوسف بن محمد الزرزاري القطبي ضياء الدين (ت 730 هـ) ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة 4/ 378 وفيه:
تواضَعْ تكُنْ كالنجم لاح لناظرٍ ** على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدُّخَّانِ يعلو بنفسِه ** إلى طبقاتِ الجوِّ وهو وضيعُ
ورواية الدرر:
تواضع كما النجم استبان لناظر
وعجز البيت الذي جاء به الأستاذ الناقد لا يستقيم، والرواية الصحيحة: (إلى طبقات الجو). و (الدّخّان) بخاء مشددة.
أما مراجع حذف لام (يكون) فكثيرة، ولا يكاد كتاب نحوي يغفل ذلك.
انظر مثلاً:
شرح التسهيل، لابن مالك 1/ 366 واختار فيه قول يونس إذ قال:" ويجوز حذف لامها الساكن جزمًا، ولا يمنع ذلك ملاقاة ساكن، وفاقًا ليونس". قال:" لأن هذه النون إنما حذفت للتخفيف، وثقل اللفظ بثبوتها قبل ساكن أشد من ثقله بثبوتها دون ذلك، فالحذف حينئذ أولى. إلا أن الثبوت دون ساكن ومع ساكن أكثر من الحذف، فلذلك جاء القرآن بالثبوت مع الساكن ... وقد استعملت العرب الحذف قبل الساكن كثيرًا، ومنه قول الشاعر:
لم يكُ الحقّ سوى أن هاجه ** رسمُ دار قد تعفّى بالسَّرِرْ
ومنه قول الآخر:
فإنْ لم تكُ المرآة أبدت وسامة ** فقد أبدت المرآةُ جبهة ضيغمِ
ومنه قول الآخر:
إذا لم تكُ الحاجات من همة الفتى ** فليس بمغن عنه عقد الرتائم
ولا ضرورة في هذه الأبيات، لإمكان أن يقال في الأولى: لم يكن حق سوى أن هاجه
وفي الثاني: فإن تكن المرآة أخفت وسامة
وفي الثالث: إذا لم يكن من همة المرء ما نوى".
وهذا بناء على مذهب ابن مالك في الضرورة الشعرية. وقد رد قوله الدماميني في تعليق الفرائد 3/ 236
وانظر:
البسيط لابن أبي الربيع 2/ 722
وأوضح المسالك، لابن هشام 1/ 368
وشرح ابن عقيل 1/ 299
والنحو الوافي لعباس حسن 1/ 588
وغيرها.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 09:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأعزاء السلام عليكم جميعا
كنت قد جهزت لك الإجابة أخي الناقد ولكني تأخرت في عرضها لبعدي عن جهاز الحاسب، وقد وفق الله الأستاذين الكريمين أبي تمام وخالد الشبل للإجابة عن سؤالك، ولكني سأنقلها لك عسى أن يكون فيها فائدة.
لقد نقلت لك الإجابة من كتاب الدكتور فاضل صالح السامرائي (معاني النحو) الجزء الأول، وهذا ما قاله الدكتور:
" يقول النحاة إن نون كان قد تحذف تخفيفا لكثرة الاستعمال، بشرط أن يكون الفعل مجزوما بالسكون وألا يليه حرف ساكن. قال ابن عقيل: " حذفوا النون بعد ذلك لكثرة الاستعمال فقالوا (لم يك) وهو حذف جائز لا لازم، ومذهب سيبويه ومن تابعه أن هذه النون لا تحذف عند ملاقاة ساكن فلا نقول: لم يك الرجل قائما. وأجاز ذلك يونس ...
وأما إذا لاقت متحركا فلا يخلو إما أن يكون ذلك المتحرك ضميرا متصلا، أو لا، فإن كان ضميرا متصلا لم تحذف النون اتفاقا ".
ويرى الدكتور فاضل " وهذا الكلام صحيح غير أن البليغ لا يحذف لمجرد التخفيف، وإنما لغرض بلاغي يقتضيه المقام، نعم قد يضطر إلى ذلك في شعر أو نحوه، ولكن في اختيار الكلام لا بفعل ذلك لمجرد التخفيف ... "
ما نقلته من كتاب معاني النحو، وقد تناول القضايا البلاغية التي تنتج عن الحذف أو عدمه وكذلك ناقش هذه المسألة في كتابه (التعبير القرآني) وأسهب في الموضوع، فإذا أحببت أخي الكريم التوسع في المسألة عد إلى الكتابين وستجد ما يسرك.
شكرا مرة أخرى للجميع وشكر خاص لأستاذي القدير خالد الشبل
أخوكم قمر لبنان
¥