تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر: ظن – حسب – زعم - خال- علم … .. نحو: ظن محمد (الامتحانَ سهلًا)؛ فالمفعولان (الامتحان سهلا) كانا في الأصل مبتدأً وخبرًا (الامتحانُ سهلٌ).

ومما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر: أعطى – منح – منع –ألبس - كسا … نحو: ألبس محمد (الفقيرَ ثوبًا)، وهنا نرى أن المفعولين (الفقير ثوبا) لا يصلح أن يكونا جملة لها معنى فلا يصح أن نقول (الفقيرُ ثوبٌ) ويكون الكلام ذا معنى.

ومما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل: أعْلَمَ وأرى، نحو: أعلمَ محمدٌ (صديقَه الامتحانَ سهلًا).

الفعل من حيث البناء للمعلوم والمجهول

انظر المثالين التاليين:

ضَرَبَ محمدٌ اللصَ.

ضُرِبَ اللصُ.

في المثال الأول نعلم مَنْ (الفاعل) أي الذي ضَرَبَ، وهو (محمد)، وهنا يسمى الفعل (مبنيا للمعلوم) أما في المثال الثاني، فلم نعرف شيئا عن الضارب بل نجهله، ولذا يسمى الفعلُ (مبنيا للمجهول)، ومن البدهي ألا نبني فعل الأمر للمجهول؛ لأنه لا يعقل أن نأمر مَنْ نجهل.

كيف يُبْنى الفعل للمجهول؟

1. الماضي: إذا كان ثلاثيا غير أجوف، ضم أوله وكسر ما قبل آخره، نحو نَصَرَ/ نُصِرَ، أما إذا كان أجوف مثل (نامَ)، قلب الحرف الأجوف ياء وكسر ما قبله، فنقول: نامَ / نِيمَ- صام / صِيم – باع / بيع.

وإذا كان غير ثلاثي، كسر ما قبل الآخر، وضم كل حرف متحرك قبله، فنقول: انتَصَرَ/ انتُصِرَ-اسْتَخْرَجَ / اسْتُخْرِجَ، وإذا اشتمل على حرف ألف قبل الحرفين الأخيرين نحو (تَقَابَلَ وتعاهَدَ) قلبت الألف واوًا؛ مناسبة للضم قبلها، فنقول (تُقُوبِلَ / تُعُوهِدَ)، وإذا كان ما قبل آخره ألفا قلبت ياء، وكسر ما قبلها؛ لأن الألف لا تتحمل حركة الكسر، لأننا لا نستطيع أن نكسر ما قبل الآخر وهو اللألف، وهذا ما يمكن أن نقوله تسهيلا، لا كما يقول النحاة في باب الإعلال والإبدال، فنقول: استقام/ اسْتُقِيمَ – استجارَ / اسْتُجِيرَ.

وكما مر في القسم النحو، أنه إذا وجد في الجملة المفعول به لا ينوب عنه غيره، وإذا تعددت المفاعيل، فالنيابة للأول منها (راجع قسم المرفوعات).

2. المضارع:

- عند بناء الفعل المضارع للمجهول، يضم أوله ويفتح ما قبل آخره، فنقول: يَضْرِبُ / يُضْرَبُ – يَتَذاكَرُ / يُتَذاكَرُ، وإذا كان ما قبل آخره (واوًا أو ياءً) قلب (ألفا)، مناسبة للفتحة، فنقول: يصوم / يُصامُ – يستجير / يُسْتَجارٌ. فأصل يُصام، يُصْوَم، ففتحت الواو وسكن ما قبلها فقلبت ألفا، وكذا الياء في يسْتَجْيَرُ فتحت وسكن ما قبلها فقلبت ألفا.

... هناك أفعال ملازمة للبناء للمجهول، ويعرب ما بعدها على أنه فاعل وليس نائب فاعل، من هذه الأفعال:

تُوُفِّيَ-استُشْهد-أُولع-عُنِيَ-دُهِشَ-غُمَّ-حُمَّ-فُلِج-وُعِك-امتُقِع-زُكِم-جُنَّ- ..

توكيد الفعل بالنون

- الفعل الماضي لا يؤكد بنون التوكيد خفيفة أو ثقيلة، ولكنه يؤكد بمؤكدات أخرى.

- فعل الأمر يجوز توكيده بدون قيد أو شرط، نقول: ذاكرْ دروسك أو ذاكرنَّ دروسك ..

- الفعل المضارع، له ثلاث حالات:

أ. يجوز توكيده بالنون إذا سبق بطلب (لام الأمر – لا الناهية)، والاستفهام كالطلب، نحو: لتذاكرَنَّ دروسك ولا تُهملَنَّ، أو: لتذاكرْ دروسك ولا تُهملْ.

ب. يجب توكيده بالنون إذا كان جوابا لقسم بشرط أن يتصل بلام القسم، ويكون مثبتا، ودالا على استقبال، نحو قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: تالله لأكيدنَّ أصنامكم، وقوله سبحانه على لسان إبليس: "فبعزتك لأغوينَّهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين".

ج. يمتنع توكيده بالنون إذا فقد شرطا أو أكثر من شروط وجوب توكيده، والتي سبق ذكرها في (ب)، في نحو: والله لأذاكرُ دروسي الآن؛ (لأنه غير دال على استقبال) أو والله لسوف أذاكر دروسي؛ (لأنه فصل عن لام القسم بفاصل) أو والله لن أذاكر دروسي؛ (لأنه منفي).

تم بحمدلله وعونه وفضله.

والله َ نسأل ُ أن يلقى الموضوع القبول واتمنى من المخضرمين بعلوم اللغة إن وجدوا خطأ ألا يترددوا في تصويبه .. هذا والله اعلم واعلى واحكم والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير