وشروح أهل القرن التاسع على العموم تتصف بالتحقيق الدقيق في المتن المشروح، والجمع المستقصي للآراء. وإن كان يعيبها التكلف الشديد لدى بعضهم، والبحث عن مكامن الضعف لدى خصومهم. وأعتقد أن من المفيد أن نكمل الخطوات التي خطاها نحاة ما قبل العهد العثماني بإعادة النظر في ذلك التراث الكبير كماً وكيفاً، فننسق بين الشروح المتعددة للكتاب الواحد، شريطة أن تكون شروحاً حسنة، فنصنع منها مؤلفاً واحداً على نحو ما فعل البرقوقي بشروح ديوان المتنبي. ونضع البقية من التراث الذي لا يساوي أكثر من قيمته التاريخية في مكانه اللائق، فنريح بذلك مطابعنا وقراءنا وطلابنا الباحثين عن مخطوطات للتحقيق، تكون مرتقى لهم إلى الدرجات العلمية، خير من أن نسوق الجميع بعصاً واحدة، فننكر على أمثال ابن يعيش والرضي أعمالهم العظيمة.
* * *
الحواشي:
(1) مقدمة ابن خلدون 1230.
(2) ظهر الإسلام 2/ 115.
(3) أما ابن جني فقال في الخصائص 1/ 109: "ألا تراك إذا قلت: ضرب سعيد جعفراً، فإن (ضرب) لم تعمل في الحقيقة شيئاً، وهل تحصل من قولك (ضرب) إلا على اللفظ بالضاد والراء والباء، على صورة (فعل)، فهذا هو الصوت، والصوت مما لا يجوز أن يكون منسوباً إليه الفعل، وإنما قال النحويون: عامل لفظي، وعامل معنوي، ليروك أن بعض العمل يأتي مسبباً عن لفظ يصحبه، كمررت بزيد، وبعضه يأتي عارياً من مصاحبة لفظ يتعلق به، كرفع المبتدأ بالابتداء .. هذا ظاهر الأمر، وعليه صفحة القول؛ أما في الحقيقة ومحصول الحديث فالعمل من الرفع والنصب والجر والجزم إنما هو للمتكلم نفسه، لا لشيء غيره. وإنما قالوا: لفظي ومعنوي، لما ظهرت آثار فعل المتكلم بمضامه اللفظ للفظ، أو باستكمال المعنى على اللفظ، وهذا واضح".
وأما ابن مضاء فهو ظاهري المذهب، لا يؤمن بالتأويل والقياس فيجري في النحو مجراه في الفقه، فلا تأويل لعامل، ولا عمل له.
(4) كشف الظنون 35.
(5) مقدمة ابن خلدون 1232.
(6) مقدمة ابن خلدون 1227 وكشف الظنون 35.
(7) شرح قطر الندى 43.
(8) المصدر السابق 10.
(9) المغني 30.
(10) المنصف من الكلام على مغني ابن هشام 1/ 41.
(11) مغني اللبيب 601.
(12) مغني اللبيب 460.
(13) فرحة الأديب مقدمة المحقق 23.
(14) انظر مثلاً ص51 - 53 - 74 - 76 - 105.
(15) فرحة الأديب ج2، ص101.
(16) مقال الكاتب في التراث العربي العدد 30 بعنوان: أسباب الخلاف اللغوي وأسلوب البحث في تراث العالم.
(17) في أصول النحو 78.
(18) الخصائص 1/ 357.
(19) الخصائص 1/ 146 - 147. والمقصود بالصحة مقابل الاعتلال. وما يسميه النحاة شاذاً يعده ابن جني باقياً على أصله منبهة على بابه، مثل صحة الواو في (القود) والياء في (الغيب) تبنيها على أصل (باب) و (عاب).
(20) شرح المفصل 3/ 85.
(21) المصدر السابق 3/ 86.
(22) المصدر السابق 3/ 91.
(23) المصدر السابق 3/ 85.
(24) في أصول النحو ج1، ص137.
(25) انظر مغني اللبيب 44، ص137.
(26) الأنفال 8/ 23.
(27) المطول 128 - 129 والمنصف.
(28) البقرة 3/ 179.
(29) الكشاف 1/ 333.
(30) المائدة 5/ 117.
(31) الكشاف 1/ 657.
(32) الحجرات 49/ 12.
(33) الكشاف 3/ 568
(34) مغني اللبيب 21.
(35) حاشية على المطول 139 والمنصف 1/ 28.
(36) النحل 16/ 68.
(37) انظر المغني 47 والمنصف 1/ 69.
(38) النجم 53/ 1.
(39) الليل 92/ 9.
(40) المنصف من الكلام، مخطوطة الظاهرية 58/أ.
(41) المائدة /5/ 6.
(42) انظر مغني اللبيب 76 والمنصف 1/ 107.
(43) البيتان في شرح المفصل لابن يعيش 1/ 107 ومع الخبر في خزانة الأدب 2/ 69 وشرح أبيات المغني 1/ 124 والمبسوط 6/ 77.
* * *
المصادر والمراجع:
-الإنصاف في مسائل الخلاف للأنباري. دار الجيل 1982.
-حاشية على المطول للشريف الجرجاني 1289هـ.
-خزانة الأدب للبغدادي. مطبعة بولاق 1299هـ.
-الخصائص لابن جني. ت محمد علي النجار. دار الهدى –الطبعة الثانية.
-شرح أبيات المغني للبغدادي. ت رباح ودقاق. مطبعة زيد بن ثابت 1973.
-شرح قطر الندى لابن هشام. مطبعة السعادة. ط 11، 1963.
-شرح المفصل لابن يعيش. بيروت. عالم الكتب.
-ظهر الإسلام لأحمد أمين. دار الكتاب العربي. بيروت 1969م.
-الكشاف للزمخشري. البابي الحلبي 1966م.
-كشف الظنون لحاجي خليفة. مطبعة المعارف. استانبول 1941.
-المبسوط للسرخسي.
-المطول للتفتازاني استانبول 1304هـ.
-مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام للشمني، وبهامشا الدماميني على المغني. المطبعة البهية مصر 1305هـ.
-المنصف من الكلام. مخطوطة الظاهرية رقم 8685 عام.
-مجلة التراث العربي. العدد 30 كانون الثاني 1988.
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 35 و 36 - السنة التاسعة - نيسان وتموز "أبريل ويوليو" 1989 - رمضان وذي الحجة 1409