تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لأن رضا مصدر رضى يرضى رضا، والنعت بالمصدر كثير، فإذا نعت بالمصدر فإنه يلزم الإفراد والتذكير، بمعنى أنه يكون مفردا مذكرا مع المثنى والجمع والمؤنث فنقول: " هذا رجل رضا وهذه امرأة رضا وهذان رجلان رضا .... ".

يقول ابن مالك:

وَنَعَتُوا بِمَصْدَرٍ كَثِيْرَاً ... فَالتَزَمُوَا الإِفْرَادَ وَالتَّذْكِيْرَا

ومعنى البيت كما قال الشيخ ابن عثيمين:

قول المؤلف رحمه الله: (ونعتوا بمصدر كثيراً)، إذاً: فالمسألة مسألة استعمال، فيعود الضمير في (نعتوا) على المستعملين وهم العرب، لا النحاة. قوله: (بمصدر كثيراً)، كثيراً: مفعول مطلق لنعتوا، يعني: نعتوا نعتاً كثيراً بالمصدر، ولهذا يمر بكم في القرآن وفي السنة وفي كلام العرب وفي كلام الناس النعت بالمصدر كثيراً؛ فتقول مثلاً: هذا رجل عدل، فكلمة (عدل) هي مصدر عدل يعدل عدلاً. كذلك تقول: هذا رجل ثقة، فـ (ثقة) مصدر وثق يثق ثقة كوعد يعد عدة، وتقول: هذا رجل رضا، ورضا مصدر رضى يرضى رضا. فإذا نعت بالمصدر يقول المؤلف (فالتزموا الإفراد والتذكير)، أي: العرب الذين نعتوا بالمصدر التزموا الإفراد ولو كان المنعوت مثنى أو جمعاً، والتزموا التذكير ولو كان المنعوت مؤنثاً، يعني أنهم أبقوا المصدر على حاله، فتقول: هذا رجل عدل، وهذه امرأة عدل، وهذان رجلان عدل، وهؤلاء رجال عدل، وهؤلاء نساء عدل، وهاتان امرأتان عدل. فالتزموا الإفراد والتذكير؛ وذلك لأن المصدر لا يجمع ولا يثنى، بل يبقى على ما هو عليه، لكن كيف يكون تأويل هذا المصدر؛ لأننا نعرف أن المصدر نعت، والنعت صفة دالة على ذات، فالعدل غير العادل، والرضا غير المرضي؟ ذكروا في تأويله ثلاثة أوجه: الأول: أن المصدر بمعنى اسم الفاعل إن كان قائماً بالمنعوت، أو بمعنى اسم المفعول إن كان واقعاً على المنعوت، فقولك: رضا بمعنى مرضي، وعدل بمعنى عادل، الأول بمعنى اسم الفاعل والثاني بمعنى اسم المفعول. يعني أن المصدر مؤول بمشتق، إما اسم الفاعل أو اسم المفعول. الثاني: أن المصدر على حاله وإنه على تقدير مضاف أي: ذو عدل، تقول: هذا رجل ذو عدل وهذان رجلان ذوا عدل، ورأيت رجلين ذوي عدل، قال الله تعالى: وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ [الطلاق:2]. الثالث: أن هذا النعت دال على صفة وصاحبها، فقولك: مررت برجل قائم (قائم) دال على صفة وعلى ذات وهي صاحبة الصفة، فجعلنا هذا المنعوت نفس المصدر من باب المبالغة، وكأنه هو نفس ذلك المنعوت، فقولك: هذا رجل عدل، جعلت العدل كأنه هذا الرجل. ولكن في كتب الفقه: (يثبت دخول الشهر غير رمضان بشهادة عدلين) فثني المصدر، وهذا من باب تسامح الفقهاء، والأصل أن يقال: بشهادة اثنين عدل أو ذوي عدل، مثلما قال الله تعالى: وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ [الطلاق:2]، ولم يقل سبحانه وتعالى: وأشهدوا عدلين.

ـ[عين الضاد]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 09:42 م]ـ

أستاذي الفاضل " السلفي1 " قد زورت هذه المشاركة قبل أن اضطر للخروج بسبب انشغالي، فعذرا لإضافة مشاركتي دون أن أحدث الصفحة فأرى مشاركتك.

ـ[السلفي1]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 10:16 م]ـ

أستاذي الفاضل " السلفي1 " قد زورت هذه المشاركة قبل أن اضطر للخروج بسبب انشغالي، فعذرا لإضافة مشاركتي دون أن أحدث الصفحة فأرى مشاركتك.

بسم الله.

قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:

أحسنت أستاذتي الكريمة , وبارك الله تعالى فيك ,ونفع بك ,

لقد وفيتِ وكفيتِ.

والله أعلم.

ـ[نبض القصيد]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 11:05 م]ـ

الأفاضل

نور القمر

السلفي 1

عين الضاد

لا أجد ما أجزيكم به إلا صادق دعائي بأن يبارك الله لكم في علمكم , وينفع بكم , وييسر لكم سبل الخير , ويرزقنا وإياكم وكل مسلم الفردوس الأعلى , إنه تعالى ولى ذلك والقادر عليه.

ـ[السلفي1]ــــــــ[25 - 06 - 2009, 11:27 م]ـ

أحسن الله إليك أختي الكريمة , وبارك فيك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير