تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهما من مقطوعة هي سبعة أبيات لذي الخرق الطهوي قد شرحناها في أول شاهد من

شواهد الشرح.

والبيت الثاني هو ثاني الأبيات، والأول هو خامسها. وكأنه نقل البيتين من سر الصناعة

لابن جني، فإنهما كذا وقعا فيه، والصواب أيضاً فيستخرج اليربوع بالفاء كما مر.

وقد ذكر الشارح المحقق هنا أن حق الإعراب في نحو الضارب والمضروب إنما هو لأل

الموصولة، لكن لما كانت في صورة الحرف، نقل إعرابها إلى صلتها عاريةً، كما في إلا بمعنى

غير.

وحقق أن أصلهما الضرب والضرب، فكرهوا إدخال اللام الاسمية المشابهة للحرفية لفظاً

ومعنى على صورة الفعل.

فظاهر هذا الكلام أن إعرابها ينقل أيضاً إلى صلتها إذا كان فعلاً، لأن علة النقل موجودة،

بل ولو كانت الصلة جملة اسمية. وعليه فجملة: يجدع ويتقصع في محل جر على الوصفية للحمار.

فإن قلت: أل مبنية والبناء يقابل الإعراب، فأي إعراب نقل منها إلى ما بعدها؟ قلت:

أراد أنها في محل لو كان بدلها معرب لظهر إعرابه، فإعرابها محلي.

وقد صرح ابن هشام في تذكرته أن الجملة الواقعة صلة لا محل لها من الإعراب تطرد فيما

عدا نحو قوله:

إنّي لك الينذر من نيرانها فاصطل

وقوله:

من القوم الرّسول اللّه منهم

لأنها في هذه حالة محل المفرد المعرب من قولك: الضارب والمضروب. وبحث مثله الدماميني في شرح التسهيل فقال: أطلقوا القول بأن جملة الصلة لا محل لها من

الإعراب، وينبغي أن يستثنى من ذلك الجملة التي تقع صلة لأل، لأنها واقعة موقع المفرد.

وتعقبه الشمني، بأنا لا نسلم أن كل جملة واقعة موقع المفرد لها محل من الإعراب، وإنما ذلك

للواقعة موقع المفرد بالأصالة، والواقع بعد أل ليس مفرداً بطريق الأصالة، لأنهم قالوا: إن

صلة أل فعل في صورة الاسم، ولهذا يعمل بمعنى الماضي، ولو سلم فإنما ذلك للواقعة موقع

المفرد الذي له محل، والمفرد الذي هو صلة أل لا محل له، والإعراب الذي فيه بطريق العارية

من أل، فإنها لما كانت في صورة الحرف نقل إعرابها إلى صلتها بطريق العارية. انتهى.

وعلى هذا الكلام أيضاً يرد أن علة النقل موجودة.

وقد خطر لي بتوفيق الله تعالى ما أرجو أن يكون سديداً، وهو أن أل لما كانت مبنية وكان الوصف بعدها من جنسها وهو الاسمية، وكان صالحاً لظهور الإعراب فيه حيث كان غير

مشغول بإعراب عامل من حيث كونه صلةً، وكان الغرض ظهور إعرابها المحلي، نقل إعرابها

إلى الوصف على سبيل العارية.

وفي اليجدع لما كان الفعل مخالفاً لها في جنسها، وكان مشغولاً بإعراب عامله وهو التجرد،

كان غير صالح لظهور إعراب آخر فيه.

ولو نقل إعرابها إلى الجملة لما كان يظهر لفظها، لكونه غير صالح له.

ولو نقلوه إلى محلها لنافى الغرض، وكان نقل إعراب مما لا يظهر فيه إلى ما لا يظهر فيه،

وهذا لا وجه له.

فظهر الفرق بين نقل إعرابها إلى الوصف دون المضارع والجملة.

أخي معمر

لب القضية في البيت دخول أل على الفعل، فهل أنت مع التوسع في هذا؟

فاجتهادي أن يظل شذوذا، من الجميع منبوذا

ـ[هيثم محمد]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 10:15 م]ـ

نعم دخول أل الموصولة على الفعل المضارع هو من الشواذ

وأصلها أن تدخل على اسم الفاعل أو اسم المفعول أو الصفة المشبهة

ـ[أبومصعب]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 11:20 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي علامين، ولا ترفعني فوق قدري ولو اطلعت على حالي لغيرت رأيك المرة، فاللهم اجعلني أحسن مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون

هذه شواهد أخر في المسألة

يقول الخنى وأبغض العجم ناطقاً * إلى ربنا صوت الحمار (اليجدع)

ما أنت بالحكم (الترضى) حكومته * ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

وليس (اليرى) للخل مثل الذي يرى * له الخل أهلاً أن يعده خليلا

ما (كاليروح) ويغدو لاهياً فرحاً * مشمر يستديم الحزم ذو رشد

لا تبعثن الحرب إني لك (ال * ينذر) من نيرانها فاتق

فذو المال يؤتي ماله دون عرضه * لما نابه والطارق (اليتعمل)

أحين اصطباني أن سكت وأنني * لفي شغل عن دخلي (اليتتبع)

من لا يزال شاكراً على (ألمعه) * فهو حر بعيشه ذات سعه

وغيرني ما غال قيساً ومالكاً * وعمراً وحجراً وبالمشقر (المعا)

بل القوم (الرسول) الله فيهم * هم أهل الحكومة من قصي

وقد يخرج اليربوع من نافقائه * ومن جحره بالشّيحة (اليتقصّع)

إنّي لك (الينذر) من نيرانها فاصطل

وبعد،

ما رأيك أخي علامين بالقول بأن (أل) هذه جزء من (الذي) وبذلك نفر من القول بالشذوذ إلى الضرورة الشعرية لا غير، ونبقي الأفعال والجمل وأشباه الجمل على أصالتها؟

أخوك أبو مصعب

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 03:31 م]ـ

وداعا معمر، متاعا أبا مصعب

لعل الوظيفة النحوية في الكلام هي مطلب النحوي وصناعته، فمن السائغ لديه التأويل والتقدير، أما السامع غير الخبير، فمن أين له أن يعرف المحذوف (لذي)، وقد جاء في اللسان: أنه لا يجوز نزع (أل) من (الذي) فكيف يجوز نزع (لذي) من (الذي).

ولو استساغ القدامى أقحاح اللغة التوسع في هذا لتوسعوا فيه، لكن هذا الاستخدام جاء في الشعر اضطرارا، ولم يجيء في النثر إلا اختبارا ونادرا اختيارا، وكما اقترحتَ، لنفر من الشذوذ إلى الضرورة الشعرية، الضرورة الشعرية التي تمخضت عن الارتجال. واليوم لا ارتجال ولا سجال.

أما تأويلك المقبول، فن تأويلات النحاة العدول.

للك القَدْرُ، فوقا ففوقا، ما زلت تعلو سبقا فسبقا

أما عن حالي فأقول:

تماديتُ في الإصرار صوبَ لُقيمةٍ

لعلَّ بسيطَ القوتِ تُدركهُ الزُّغْبُ

بخٍ أيها الطفلُ المُطِلُّ رجولةً

مضى العيدُ والثوبُ القديمُ هو الثوبُ

أبوك يخيط ُالزهد بُرْدَ تقشفٍ

فلا تلتحفْ بُرْدَ العتاب، لكَ العَتْبُ

أبوك هو المنكودُ خِلُّ وظيفةٍ

شهادتُها البلوى ثقافتُها الكَرْبُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير