و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين، والفتح مع التنوين، وحيهلا بالألف. فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي،
37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي:
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
وتعال بمعنى أقبل، وحذار بمعنى احذر.
ـــــــــ
1 ـ 7 الفاتحة.
2 ـ 111 البقرة.
38 ـ ومنه قول الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي
وهيّك وهيا بمعنى أسرع، ومنه قول الراجز:
" فقد دجا الليل فهيا هيا "
استعمال أسماء الأفعال:
تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع، مع التذكير والتأنيث، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب.
نحو: صه أيها الولد. أو أيتها البنت. وصه أيها الولدان. أو أيتها البنتان.
وصه أيها الأولاد. أو أيتها الفتيات.
أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف، طابقت الكاف المخاطب.
فتقول: إليك الكتاب. وإليكِ الكتاب. وإليكما الكتاب. وإليكم الكتاب. وإليكن الكتاب.
عمل أسماء الأفعال:
تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها، فترفع الفاعل ظاهرا، أو مضمرا.
مثال الفاعل الظاهر: شتان خالدٌ ومحمدٌ. ومنه قولهم: هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل.
ومنه قول الشاعر:
هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله
ومثال الفاعل المضمر قولهم: نزال، وصه، ومه.
ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة. ومنها اسكت، واكفف.
وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة.
أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا، وتنصب مفعولا به. نحو: دراك محمدا. أي: أدركه. وضراب عليا. أي: اضربه. فالفاعل في دراك، وضراب ضمير مستتر.
أما " محمد، وعلي " فهما مفعولان بهما. كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا. 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري:
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
يتعدى أيضا بالباء (1). نحو: حيَّهل بخليل.
ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر.
ويجب تأخير معمول اسم الفعل، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه.
فنقول: دراك محمدا. كما نقول: أدْرك محمدا.
ونقول: محمدا أدرك. ولا نقول: محمدا دراك (2).
أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير:
تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا، ومن قبل اللفظ أسماء، جعل لها تعريف وتنكير.
وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين، وعلامة النكرة منها استعماله منونا.
وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ: نزال، وبله، وآمين. وألزموا
بعضها التنكير كـ: كواها وويها. وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة. فما نونوه
قصدوا تنكيره كقولهم: صهٍ، وأفٍ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ، وأفْ بلا تنوين (3).
ــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم ص613.
2 ـ الكافية في النحو لابن الحاجب ج2 ص68، واوضح المسالك ج3 ص120.
3 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص207 بتصرف.
وهذه بعض أسماء الأفعال للفائدة:
آمين: اسم فعل أمر بمعنى استجب، وتأتي بعد الدعاء، كما بعد قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) 1 فنقول آمين.
ومنه قول ابن زيدون:
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن تغص فقال الدهر آمينا.
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا
أمامك: اسم فعل أمر بمعنى تقدم، نحو أمامك أيها المجاهد.
آه: اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، ويبنى على الكسر بدون تنوين نحو: آهِ، أو على الكسر مع التنوين فنقول: آهٍ من الظلم، ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
آه من تياك آها تركت قلبي متاها
أوه: اسم فعل مضارع بمعنى أشكو وأتألم مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. ومنه قول المتنبي:
أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها
إيه: اسم فعل أمر مبني على السكون وقد ينون بمعنى استمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: إيه.
¥