تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ ألاّ تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) الإسراء.

ونذكر إلى أنه قد جاءت: (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ)؛ مرة بالقطع، وخمسًا بالوصل، والسبب للقطع فقد بيناه من قبل، ويعود ذلك لاتهامهم بالشرك؛ لقول نوح عليه السلام لهم: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) هود، فكن الطلب فيه؛ قطع الشرك أولاً، والتوحيد لله في العباد ثانياً؛ فكتبت مقطوعة.

أمّا في مواضع الوصل فجاء الطلب في بتوحيد الله في العبادة، والدليل على ذلك في عدم التصريح باتهامهم بالشرك، وإن كانوا متلبسين بالشرك، وهو أسلوب آخر في الدعوة؛

ففي سورة هود: قال تعالى: (ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) هود

لقوله لهم بعد ذلك؛ (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) هود؛ لأنه لا تصح الدعوة لهم بترك ما هم عليه من الشرك قبل أن يدعوهم إلى البديل له، وهو توحيد الله في عبادته، وترغيبهم فيها؛ فقد قال لهم: (وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (3) هود.

أما قول هود عليه السلام في الأحقاف: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) الأحقاف، فهو دال على تلبسهم بالشرك بالله، ولكن هذه التحذير جاء بعد بيان فعل السابقين له: (وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ) بالحض على التمسك بعبادة الله تعالى، قبل تفشي الشرك به، واستحقاقهم للهلاك بعد ذلك.

ولنفس السبب كان وصلها؛ في قوله تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ألاّ تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ (14) فصلت.

فالنذر الذين سبقوا لهؤلاء الأقوام كانت دعوتهم إلى التمسك بعبادة الله وحده: (ألا تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ (14) فصلت، فهذا قول النذر السابقين بالدعوة إلى المحافظة على توحيد الله في عبادته، ولو كانت دعوهم إلى ترك الشرك، أو كان الشرك متفشيًا وغالبًا عليهم؛ لأهلكهم الله قبل أن يرسل إليهم هود وصالح عليهما السلام، ثم كان ردهم على رسلهم؛ (قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فصلت، وانتهى أمر عاد وثمود المقصودين في الآية بالهلاك.

أما في سورة يوسف والإسراء؛ فلم يأت مع الحض على عبادة الله وحده؛ ذكر الشرك، ولا العذاب.

وعلى نفس الحال يقاس وصل؛ (ألاَّ نعبد)؛

في قوله تعالى: (قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ألاّ نَعْبُدَ إلاّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران.

ووصلت "أن لا" في مواضع التحذير الدائم من الشرك واتخاذ الأولياء من دون الله؛

في قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ألاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الأنعام

وفي قوله تعالى: (وَءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَاءِيلَ ألاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (2) الإسراء

والتحذير من طلب علو لم يكن لسبأ على سليمان عليه السلام من قبل، والإذعان لأمره؛

في قوله تعالى: (ألاّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل.

وفي النهي الدائم عن الطغيان في الميزان؛

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير