في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) ألاّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) الرحمن.
وفي التأسف على استمرار بقائهم بغير إيمان؛
في قوله تعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ألاّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) الشعراء.
وفي التأسف على استمرار بقائهم بغير سجود لله؛
وفي قوله تعالى: (ألاّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) النمل
تفسير القرطبي: قرأ أبو عمرو ونافع وعاصم وحمزة: "ألاَّ يسجدوا لله" بتشديد "ألاَّ" قال ابن الأنباري: "المعنى: وزين لهم الشيطان ألاَّ يسجدوا. قال الأخفش: " أي وزين لهم لئلا يسجدوا لله ... وعلى هذه القراءة فليس بموضع سجدة; لأن ذلك خبر عنهم بترك السجود, إما بالتزيين, أو بالصد, أو بمنع الاهتداء. وقرأ الزهري والكسائي وغيرهما: "ألا يسجدوا لله" بمعنى يا هؤلاء اسجدوا; لأن "يا" ينادي بها الأسماء دون الأفعال.
قال الكسائي: ما كنت أسمع الأشياخ يقرءونها إلا بالتخفيف على نية الأمر.
وقال الزمخشري: فإن قلت أسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعا أم في إحداهما؟ قلت هي واجبة فيهما جميعا; لأن مواضع السجدة إما أمر بها, أو مدح لمن أتى بها, أو ذم لمن تركها, وإحدى القراءتين أمر بالسجود والأخرى ذم للتارك.
وعلى التخفيف فهي كلمة واحدة خارجة عن موضوعنا، وأما بالتشديد فهي كلمتان وصلتا مع الإدغام والحذف للنون.
وقد وصلت في استمرار رفع الريبة بين المتبايعين:
في قوله تعالى: (وَلا تَسْـ (ءَ) ـمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى ألاّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ (282) البقرة.
وفي النفي الدائم لوجود حظ للكافرين في الآخرة:
في قوله تعالى: (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ ألاّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) آل عمران.
وفي استمرار ادعائهم بعهد الله إليهم بأن لا يؤمنوا لنبي إلا بشرط:
في قوله تعالى: (الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ألاّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) آل عمران.
وفي النفي الدائم لامتلاك الناس على الله حجة بعد أن أرسل إليهم الرسل:
في قوله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حكيمًا (165) النساء.
وفي النفي الدائم لامتلاك الناس حجة على المؤمنين بعد بيان أمر الله تعالى في كتابه؛
في قوله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) البقرة.
وفائدة دخول لام التعليل على "ألا" في المواضع التي جاءت فيها "لئلا"؛ حتى تمنع ما يؤدي إلى القطع؛ فيبقى الكفار وأهل الكتاب دون حجة، ودون القدرة على تخصيص فضل الله لهم،
ووصلت "أن لا" في استمرار عدم قدرة الفقراء على الإنفاق:
في قوله تعالى: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا ألاّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة
وفي استمرار جهل الأعراب بحدود ما انزل الله لبقائهم في بواديهم:
في قوله تعالى: (الأعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ ألاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) التوبة.
¥