وقد وصلت "يومهم" في خمسة مواضع أخرى في القرآن الكريم؛ لأن اسم الإشارة فيها "هم" مضاف إلى الظرف الذي قبله "يوم"؛
في قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) الزخرف.
وفي قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) الذاريات.
وفي قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) الطور.
وفي قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) المعارج.
واليوم يعرف بأشهر ما يكون فيه، وما يحدث فيه لأهل الكفر هو الأعظم يوم القيامة، وهم الأكثر يوم القيامة؛ لذلك وصف هذا اليوم بأنه يومهم من دون بقية الناس الناجين فيه من أصحاب الجنة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أصحاب الفردوس الأعلى فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الخامسة عشرة: ابن أم
ذكرت "ابن أم" في القرآن مرتين قطعت في أولاهما، ووصلت في الثانية منهما؛
في قوله تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) الأعراف.
ووصلت في قوله تعالى: (قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه.
لما رجع موسى عليه السلام إلى قومه بعد ميقات ربه؛ غضبان أسفًا على ما فعله قومه من عبادتهم للعجل أثناء غيابه عنهم، وكان غضبه شديدًا على أخيه هارون عليهما السلام، الذي استخلفه من بعده ... إذ كيف يحدث هذا أمام هارون عليه السلام، ولا يستطيع أن يمنعهم عنه، أو يتركهم فيلحق به؟!
فألقى الألواح وأخذ يجر أخيه إليه آخذًا برأسه ولحيته.
فالذي جرى بين موسى وهارون عليهما السلام في الآيتين؛ هو حدث واحد، في مكان واحد، في زمن واحد.
فلماذا قطعت إذن (ابن أم) في آية الأعراف، ووصلت (يبنؤم) في آية طه؟!
هارون هو الذي يخاطب موسى عليهما السلام في الآيتين، لكن الطلب اختلف فيها؛
في آية الأعراف يطلب هارون من موسى عليهما السلام أن يقربه ويضمه إليه، لأنه أبعده عنه بغضبه عليه؛ فقال له: (فَلا تُشْمِتْ بِي الأَعْدَاءَ)؛ بقطع الصلة بينهما، (وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)؛ المبعدين الذين غضب عليهم موسى عليه السلام ...
ولا يطلب أن يقربه إليه إلا إذا كان مبعدًا ومفصولاً عنه؛ فكتبت (ابن أم) مفصولة على الحال والواقع الذي بين موسى وهارون عليهما السلام بسبب هذا الحدث.
أما في آية "طه"، فالوضع مختلف؛ فموسى عليه السلام ماسك برأس أخيه ولحيته، ولا يفكهما، وهو يجره بهما إليه، فهما مشتبكان ومتصلان جسديًا مع بعضهما، فكان طلب هارون من موسى عليهما السلام أن يتركه وينفصل عنه، ويفلت رأسه ولحيته من بين يديه الآخذتين بهما؛ (لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي)، فكتبت (ابن أم) موصولة؛ (يبنؤم)، ومعهما أيضًا أداة النداء "يا"، و"يا" في كل القرآن موصولة بالمنادى؛ لأن المنادى عليه موصول بالمنادي ويسمعه، ولا مناداة للبعيد الذي لا يسمع، فوافق الوصل في الرسم الوصل في الواقع.
فلاختلاف الطلب الحاصل في الآيتين، والواقع الذي كانا عليه؛ اختلف الرسم باختلافهما؛ فما كان في الواقع موصولاً؛ كتب موصولاً، وما كان في الواقع مقطوعاً؛ كتب مقطوعاً.
ـ[العرابلي]ــــــــ[16 - 03 - 2009, 09:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السادسة عشرة: كل ما
وردت "كلما" في القرآن في ثمانية عشر موضعًا؛ قطعت في ثلاث منها؛
¥