تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في قوله تعالى: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) المائدة.

وتواصل دخول أمم النار يوم القيامة إلى أن يكتملوا جميعًا فيها؛

في قوله تعالى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا (38) الأعراف.

ومثلها في قوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) الملك.

وتواصل مرور قوم نوح عليه السلام عليه عندما كان يصنع السفينة؛

في قوله تعالى: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ (38) هود.

وتواصل دعوة نوح عليه السلام لقومه؛

في قوله تعالى: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي ءاذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) نوح.

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة السابعة عشرة: قطع ووصل في ما

وردت "فيما" في القرآن: (33) مرة؛ وصلت في (22) موضعًا، وقطعت في (11) موضعًا؛

فقد قطعت في قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ في ما ءاتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (48) المائدة.

وقطعت في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ ألأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ في ما ءاتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) الأنعام.

ما أتانا الله تعالى هو عطاء منقطع للابتلاء، قد يزول، وقد يبدل في أي وقت، وقد يفارقه صاحبه ليكون من نصيب ورثته، وعين العطاء عمره قصير، ويجدد على انقطاع بغيره؛ كان العطاء مما تنبت الأرض، أو من بهيمة الأنعام، أو كان بناءً، وليس هو بالعطاء الدائم كعطاء الآخرة، وعلى ذلك فقد وافق الرسم حال العطاء في الحياة الدنيا.

وقطعت في قوله تعالى: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ في ما رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) الروم.

وفي الآية مقطوعان؛ قطع لملك اليمين على الشراكة في مال مالكه، وقد بيناه في قطع "من ما"، وقطع للرزق عن صاحبه؛ لأنه من عطاء الله تعالى غير الدائم، وقد جاء الرسم بالقطع موافقًا لذلك، ومع ذلك هم لا يقبلون مما ملكت أيمانهم الذين أعملوهم في رزقهم شركاء لهم فيه.

فكيف يقبل الله عز وجل شراكة من أعملهم في الأرض واستعمرهم فيها؟!.

وقطعت في قوله تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ في ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الأنعام.

الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يقطع بتحريم شيء إلا ما ورد في تحريمه نص؛ ولذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لما عليه الحكم بالإباحة إلا ما استثني بالتحريم.

وقطعت في قوله تعالى: (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسهَا وَهُمْ في ما اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) الأنبياء.

الأصل في الاشتهاء أن يكون للمفقود وغير الموجود، ونعيم الجنة من الكثرة بما لا يعد ولا يحصى، فيمر وقت طويل بالانشغال عن بعضها بما لذ وطاب من أنواع أخرى من النعيم، فعند ذلك تشتهيه أنفسهم، فيقولون؛ (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا (25) البقرة. فقد وافق القطع حال المشتهي مع ما يشتهيه.

وقطعت في قوله تعالى: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ في ما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) النور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير