تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وذلك في قوله تعالى:?فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت?، فرتب الاهتزاز على الربو، ولفظ الربو على الإنبات.

5 - ائتلاف اللفظ على اللفظ:

في قوله:?ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت? إذ جاء بكلمة [خاشعة] بمعنى يابسة وخامدة، جاء بألفاظ تناسب لفظ خاشعة وهي: اهتزت وربت، ولم يقل مثلا: اخضرت وأنبتت.

6 - التذييل:-

في قوله تعالى:?إنه على كل شيء قدير?، إذ أكدت الجملة قدرته ـ تعالى ـ على كل شيء، ومنها إحياء الموتى.

7 - حسن النسق:-

جاءت الجمل مرتبة ترتيباً حسناً، خالية من عيوب النظم، وهذا في جميع آيات القرآن الكريم.

ومنه قوله تعالى: ? وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم? ().

من المحسنات البديعية التي تضمنها المثل ما يأتي:

1 - المذهب الكلامي:

وقد استخدم في غالبية الأمثال المضروبة لبيان قدرته تعالى على الإحياء، وهو في قوله تعالى:"وهو الذي يَبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه"، فالإعادة

أهون عليه من البدء، " والأهون من البدء أدخل في الإمكان من البدء، فالإعادة أدخل في الإمكان من البدء، وهو المطلوب ..... " (2). فجاء بمقدمة وحجة تبيّن قدرته ـ تعالى ـ على إحياء الموتى، وإعادة الأموات؛ لأن من قدر على الخلق وإنشائه من عدم، قادر بل أهون عليه إعادة الحياة لمن كانت له حياة.

2 - الطباق:

في قوله تعالى:- " السموات، الأرض".

3 - فن الاستخدام (1):

4 - أي: إطلاق لفظ مشترك بين معنيين مطلقا، فيزيد بذلك اللفظ أحد المعنيين، ثم يعيد عليه ضميرا يريد به المعنى الآخر، بعد استعماله في معناه الثالث، وقد أعاد في الآية الضمير في قوله: ـ " وهو أهون عليه" على الخلق بمفهومه الآخر، وهو المخلوق، لا بمفهومه الأول وهو المصدر.

وفي تفسير الآية أن الأهون" بمعنى الهين، فيوصف به الله ـ عز وجل ـ وكان ذلك على الله يسيرا كما قالوا: الله أكبر، أي: كبير، والإعادة في نفسها عظيمة، ولكونها هونت بالقياس إلى الإنشاء، أو هو أهون على الخلق من الإنشاء؛ لأن قيامهم بصيحة واحدة أسهل من كونهم نطفا ثم علقا، .... " (2). وقد أعاد الضمير على الخلق، أي: المعنى الثاني وهو المخلوق.

5 - المبالغة:

فقد جاء قوله تعالى: ـ ?وهو العزيز الحكيم ?على صيغة المبالغة [فعيل]؛ ليبيّن مدى قدرته، فهو العزيز" القاهر لكل مقدور، [الحكيم] الذي يجري كل فعل على

قضايا حكمته وعلمه .... " (3)، على أن صفات الله ـ تعالى ـ التي على صيغة المبالغة يعتبرها بعضهم مجازا؛ لأنها موضوعة للمبالغة، ولا مبالغة فيها؛ لأن المبالغة أن يثبت للشيء أكثر مما له، وصفاته تعالى متناهية في الكمال لا يمكن المبالغة فيها (4)، فالمبالغة هنا هي بالنسبة إلى كثرة المتعلق لا الوصف.

ومنه كذلك قوله تعالى:

?يأيُها النّاس إن كنتم في ريبٍ مِنَ البعثِ فإنّا خلقناكم مِن تُراب ثم من نُطفةٍ ثّمّ مِن علَقَةٍ ثُمّ مِن مُضغةٍ مُخَلّقَةٍ وغيرِ مُخَلّقةٍ لِنُبين لكم ونُقِرُّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مُسمّى ثم نُخرِجُكم طِفلا ثم لِتَبلُغُوا أشُدّكم ومنكم مَن يُتوفّى ومنكم مضن يُرَدُّ إلى أرذلِ العُمُرِ لِكيلا يَعلمَ مِن بعد عِلمٍ شيئا وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماءَ اهتزت وَرَبَتْ وأنْبَتَتْ من كلِ زوج بهيج ذلك بأن اللهَ هو الحق وأنه يُحيى الموتى وأنه على كل شيء قدير? ()

تضمنت الآيتان فنونا كثيرة من البديع، منها:

1 - المذهب الكلامي:

جاء ببيان قدرته تعالى على الخلق، ثم إحياء الأرض كدليل على إحياء الموتى. وقد استخدم هذا المحسّن لأنه يعتمد على المنطق، والحجة في الإقناع.

2 - الاستطراد:

إذ خرج الكلام عن الغرض الذي من أجله ذكرت الآية إلى آخر لمناسبة بينهما، ثم ختم المثل بالعودة إلى قضية البعث، وقدرته على إحياء الموتى بعد أن أثبت قدرته على خلق الإنسان من لا شيء، وإحياء الأرض الميتة.

3 - ائتلاف الطباق والتكافؤ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير