وذلك لمجيء أحد الضدين أو أحد المتقابلين حقيقة والآخر مجازا، فهمود الأرض واهتزازها ضدان؛ لأن الهمود السكون، والاهتزاز حركة خاصة، والربو والإنبات ضدان وهما حقيقتان، فالأرض تربو حين نزول المطر عليها، وهي لا تنبت في تلك الحالة، ولكن حينما ينقطع المطر ويجف الهواء، الماء يخمد الربو، فتعود الأرض إلى الاستواء، وتتشقق وتنبت، فصدر الآية يُعد تكافؤا، وما قابله طباقا.
4 - الإرداف: ـ
وهو أن يريد المتكلم معنى فلا يعبر عنه بلفظه الموضوع له، ولا بلفظ الإشارة الدال على المعاني الكثيرة، بل بلفظ هو ردف المعنى الخاص، وتابعه، قريب من لفظ المعنى الخاص، فقد عدل عن لفظي الحركة والسكون الحقيقيين إلى أردافهما من لفظي الهمود والاهتزاز؛ لملاءمتهما للمعنى المراد؛ لأن الهمود يُراد به الموت، وعدل عن لفظ الحركة العام إلى لفظ الحركة الخاص، فجاء بـ[اهتزت] ليشعر بما يسرها، وتعطي من النبات الكثير.
5 - حسن الترتيب:
لما فيه من حسن الترتيب، حيث تقدم لفظ الاهتزاز على لفظ الربو، ولفظ الربو على الإنبات.
6 - الجمع مع التفريق:
الجمع في قوله تعالى: ?فَإنَّا خَلَقناكم مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ..... ?.
والتفريق في قوله تعالى: ? وَمِنكم مَن يُتَوفّى ومِنكم مَن يُرَدُّ إلى أرذل ... ?
مع حسن التقسيم، إذ إن الناس فئتان، فئة تموت في مقتبل العمر، أو قبل أن تصل إلى سن الشيخوخة، وفئة أخرى تصل إلى سن متقدمة فتعود كما كانت في صغرها من حيث الإدراك، ولا توجد فئة ثالثة، وقد فرّق بين الناس إلى الفئتين السابقتين، وفيه تفصيل.
7 - الاستقصاء (1):
إذ نجد القرآن قد استقصى كل مراحل تكوين الإنسان منذ أن كان نطفة، وتدرّج في مراحل تكوينه ومراحل حياته تدرجا بترتيب زمني حسب الزمن والعمر.
8 - الإرصاد: ـ
من خلال الآيات تتضح نهاية، أو يذكر قبل الفاصلة، فالآيات تتحدث عن قدرته تعالى، فختم الآية بما يناسب ذلك وهو قوله تعالى: ?وأنه على كل شيء قدير ?
9 - الائتلاف: ـ
بما يُلاحظ من انسجام وتوافق بين الألفاظ ومعانيها، وبين اللفظ وما يجاوره من ألفاظ أخرى.
10 - التفريع (1):
إذ أثبت الله ـ سبحانه و تعالى ـ قدرته على الخلق، ثم على إحياء الأرض ليثبت قدرته على إحياء الموتى وبعثهم يوم القيامة.
وسنواصل الحديث عن المحسنات البديعية بإذن الله
ـ[ظل الشجر]ــــــــ[17 - 06 - 2009, 10:50 م]ـ
أشكرك شكرا جزيلا سعادة الدكتورة فلقد آنفت الأسماع، وأدخلت السرور.
ولكن بودي لو شرحتي لي معنى المذهب الكلامي في البلاغة بما يتيسر.
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 12:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت يا أخي وزادك الله علما
المذهب الكلامي كما عرّفه الخطيب القزويني: هو إيراد حجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام، نحو قوله تعالى:" لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"بمعنى: أن السماوات والأرض لم يخرجا عن النظام، وهذا ينفي تعدد الآلهة.
وقوله تعالى:" وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه". فجاء أولا ببيان أن الله سبحانه خالق الإنسان من عدم، ومن قدر على ذلك فهو قادر على إعادة الحياة، فالإعادة أهون من البدء، والأهون من البدء أدخل في الإمكان من البدء.
ـ[ظل الشجر]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة (روضة النعيم) وجعلك من أهل جنة النعيم.
فلقد بان المعنى لي ووضح.
أشكرك لك تلبية طلبي.