تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر أصحابه على الفرار إذا تعرض لهم ظالم بسوء؟!!!

أخي الكريم:

هذا لا يقوله من شم رائحة الوحي، إلا إن أخذته العزة بالاثم فاستكبر عن الفيئة إلى الحق.

كيف يُقِر أصحابه على هذا الفرار المزعوم هذا و الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الجبن و البخل صباح مساء، وعلم أصحابه التعوذ من الجبن؟!

كيف وهو القائل لصاحبه حين سأله عمن يريد أن يأخذ ماله، فقال له:

(قاتله) إلى أن قال له ما معناه: فإن قتلك فأنت في الجنة و إن قتلته فهو في النار.

كيف يكون هذا وهو القائل: (من قتل دون ماله فهو شهيد) وذكر العرض و الحديث معروف عند العامة فضلا عن الخاصة.

إن قائل هذا الكلام كاذب لا محالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، محرف للكلم عن مواضعه، لم ينظر إلى الشريعة كلها كالصورة الواحدة ليفهم، وإنما أهمه أن ينتصر لباطله مهما عاد ذلك على الشريعة بالنقص و التشويه!

المهم أن يثبت له باطله، وإن كان في ذلك إسقاط للمحكمات!

وياليت الأمر بقي على هذا؟!

أرأيت كيف يقول الله تعالى لنبيه في قوله تعالى:

((قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون، فإن تطيعوا يوتكم الله أجرا حسنا، وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما))

فانظر إلى القوم الذين أمر الأعراب بقتالهم بأمر الله، وعدم التولي عن قتالهم = الفرار المزعوم!

قوم شديد بأسهم.

فكيف يقال إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم = فر من المجذوم كما تفر من الرجل الفاتك شديد البأس!!!

أو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقر أصحابه على منقصة ومعرة الفرار؟ اللهم لا.

وانظر إلى مدح الله تعالى لمن ينتصر إذا أصابه البغي:

قال سبحانه:

((و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون))، فذكرهم في معرض المدح و الثناء.

ولا تجد في القرآن الكريم أبدا إقرارا على الفرار، واقرأ عتابه سبحانه:

((إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسسبوا))

فجعل فرارهم عقوبة لهم.

وانظر إلى قوله تعالى كيف عاتبهم

:

((ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ثم وليتم مدبرين))

ومن تأمل أحوال العرب في جاهليتهم و إسلامهم وقرأ شيئا يسيرا من أشعارهم وأمثالهم، يتبين له عين اليقين أن هؤلاء لا يمكن أن يقر أدناهم شرفا أن يفر.

فكيف بالصحابة الذين قال سيدهم:

(أنحن نفر وندعه ...... )

فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يستعيذ بالله من الجبن صباح مساء؟!

فلا حول ولا قوة إلا بالله في علم وفصاحة هذا مبلغها.

فنسأل الله لنا وله ولكم الهداية و الإخلاص.

أخي المشرف الكريم:

قد تبين لك بما لا ريب فيه أن هذا المعنى الذي ذكره لا يخطر ببال أعرابي في بادية بعيدة، فكيف بصحابي فكيف لنبي أن يذكر كلمة فيها إقرار بمنقصة ومثلبة = وهي الفرار من رجل شديد البأس!

أما استدلاله بالقاعدة التفسيرية، فإنه استدل بها غير علم بلوازمها ومقتضياتها، فإن المفسرين قالوا: إن النص المعصوم إذا احتمل معاني كلها صحيح، ولم تتعارض فيما بينها، ولم تعارض منطوقا آخر في كلام معصوم آخر وجب حمل الكلام المعوصم على الجميع لأن ربك لا ينسى، ولو أراد الحصر لحصر المعاني فيما شاء بما شاء من الألفاظ.

فهذا ما فاته في إعمال القاعدة.

وبمثل هذا الإعمال الأعرج دخلت البدع على المسلمين = أن ينظر المرء إلى غرضه ثم يبحث له عن محمل غير ناظر إلى الشريعة كالصورة الواحدة المتكاملة.

هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.

وأسأل الله تعالى لي وله الاخلاص و السداد.

وبقيت كلمة أخيرة:

لم يعد عندي داع للمشاركة في هذا الموضوع لأني ذكرت فيه ما يكفي وقد كفاى الإخوة مرونة ذلك فقد قرأت مشاركاتهم وظهر أنهم سبقوني بمثل هذه الأمثلة إلا أن الرجل هداه الله يصر على باطله.

وليعلم انه اذا أنكر ابن تيمية مصطلح المجاز و الحقيقة، فإن الامام الشاطبي الجبل الأشم في الموافقات قد ذكره واستعمله مقرا له غير ما مرة.

والحق لا يعرف بالرجال فابن تيمية والشاطبي و الشافعي و الشنقيطي كل أولئك جبال رواسي في العلم نحفظ لهم قدرهم ونتأدب معهم، وهم أئمتنا ومع هذا فليسوا بالمعصومين.

والله أعلم.

فانظر أخي الكريم ماذا ترى؟

واحكم بما يرضي الله ورسوله.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 09:15 م]ـ

الحمد لله رب العالمين.

وبعد:

أخي المشرف الكريم:

هذه رسالة لك خاصة ولكل منصف، أشكو إليك فيها ما يفعله هذا الرجل من تحريف للكلم النبوي عن مواضعه في حديث (الأسد) المذكور، ولبس للحق بالباطل بخصوص قواعد أهل العلم.

وقد ازداد يقيني أن الرجل دعي، يفتري على رسول الله ما لم يقله ولا أراده، ويكذب عليه وعلى العرب و العروبة.

ولا تعجب فإن عندي الدليل القاطع و الحجة الساطعة على هذا التحريف و التلبيس الذي يفعله.

وإني و الله سأبين لك بيانا شافيا كافيا – إن شاء الله – في هذا المقال زوره وافتراءه، فاصبر معي على هذه الكلمات رفع الله قدرك.

أظن أننا كنا نرجوكم حسن الحوار, ولكن لا جدوى من ترك مثل هذه الموضوعات متاحة

ستُغلق هذه الصفحة, وستغلق معها كل صفحة تُفتح في هذا الموضوع, وليتكم تراسلون الإدارة قبل فتح أي موضوع جديد, فإن سمحت لكم فدونكم ما تريدون

دمتم طيبين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير