أفعالنا عز وعلا , وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً , لأنه ليست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو , ولسنا نثبت له سبحانه علماً؛ لأنه عالم بنفسه , إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال عمرو , ونحو ذلك (الخصائص: (2/ 449 - 453)) اهـ
قلت: فأطال ابن جني كل تلك الإطالة , ولبَّس كل ذلك التلبيس , وتكلم بما لم يتكلم به عاقل من الناس , فلما ظنَّ أنه أحكم التلبيس صر بالشرِّ وأعلن البدعة , وقال: إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض مجازاً , وأنه لم يخلق أفعال عباده , وأنه سبحانه يعلم ما في السماوات والأرض مجازاً , ولا يعلم أفعال خلقه , وأنه لا يثبت لله سبحانه علماً , تعالى الله عن قوله علواً كبيراً , وذلك الكلام حجةٌ بينة على ضلال ابن جني وشيخه ابن الفارسي وأصحابهم من المعتزلة , وأنهم إنما اتخذوا القول بالمجاز طريقا لنصر بدعتهم , ولا حجة على أن قام وضع في أصل اللغة ليدل على كل قيام كان في الدنيا والآخرة ولكن قام عند العرب والعجم يدل على أنه كان منه قيامٌ , أي قيام ويعرف ذلك القيام بمن ينسب إليه , فإذا قيل: قام زيدٌ. عرف أنه قام قيام رجل من الناس , وكذلك أحب كل الحب , أحب كل حبٍّ يكون رجل من الناس , وكذلك كل فعل , والألف واللام في الأسد وما يشبهه قد يدل على الكل , ويدل على الجماعة والواحد () , ولا حجة على أنها كانت وضعت أولاً للكل ثم نقلت مجازاً للواحد , ولا على أنها كانت وضعت للواحد , ثم نقلت للكل , وما أدري ابن جنِّي ولا غيره أنهم كانوا وضعوها أولا للكل ثم نقلوها للواحد , أو وضعوها ثم نقلوها للكل , وكل ذلك مزاعم لا حجة لها , وقول ابن جني إن الحقيقة ما أقرَّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة , والمجاز ما كان بضد ذلك , هو نفس قول أبي عبد الله البصري المعتزلي , وزاد عليه ابن جني أن كل مجاز فلابدَّ فيه من ثلاث , وهي: التشبيه , والتوكيد , والإتساع؛ وكل ذلك تكلف باطلٌ , وخطأ مبين.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:15 م]ـ
وإنكار المجاز بدعة من؟؟
وحمار من؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:22 م]ـ
أما موضوع نقاشك هنا فقد هدمته بعنوانك:)
إذ أنك استعملت المجاز فيه بإضفائك كلمة الحمار المقصود بها الحيوان على شيخ المعتزلة
ألم أقل لك أنكم ترفضون المجاز اصطلاحا وتمارسونه فعلا وسلوكا؟؟
حتى أن الشيخ الشنقيطي رحمه الله يقول عما أدخله من مجاز في تفسيره
أنه أسلوب من أساليب العربية وكل غرضه هو الحرص على عدم القول بالمجاز، فكأنهم أنكروا المصطلح دون إنكار جوهر المجاز وكنهه ..
رحمهم الله جميعا ..
أما تصدي شيخ الإسلام لمثبتي المجاز فكان بسبب محاولة بعض الناس
في فترة من الفترات تفسير ما يدخل في باب العقائد و التوحيد بالمجاز
وليس رفضا منه للمجاز بالمطلق
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:26 م]ـ
بارك الله فيك ...
الحمار يُستعمل في موضع الحيوان .. ويستعمل في موضع ما يُركب ويستعمل في مواضع أخرى كثيرة ... واستعمال اللفظ في أكثر من موضع ليس مما ننكره ...
نحن ننكر أن يكون واحد من تلك المعاني يعرف ويقضى أن المتكلم أراده بغير قرينة ويُسمى حقيقة .. ونقول بأن هذا زعم ونطلب القرائن المعينة لمراد المتكلم من تلك المعاني في كل موضع ... وإذا استوت كل المعاني في وجوب طلب الدلالة عليها = لم يبق فيها ما يستحق أن يكون حقيقة وما يستحق أن يكون مجازاً ..
أما السب والشتم = فلو دللتني على موضعه أكون لك من الشاكرين ..
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:40 م]ـ
أما الطعن و الشتم ففي العنوان واضح
وكان كل ما طلبته منك هو تجنب الكلمات الجارحة للحيّ أو للميّت وكل
غرضي أن يبقى حوارنا دون تشنج .. ومع هذا فقد عدلت مشاركتي
وحذفت النصيحة ..
أما قبولك باستعمال اللفظ في أكثر من موضع فهو إن لم يكن قبولا بالمجاز
وتعاملا به سلوكا و فعلا مع رفضه قولا فهو نصف إقرار ..
و ما يعلمه الجميع أن من يطلق كلمة الحمار على شخص ما فهو يقصد الحمار الحيوان
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 07:28 م]ـ
إذا كان الذي في العنوان هو الحمار في موضع المركب فأين السب والشتم؟؟
واين في عنواني إطلاق لفظ الحمار على شخص ما؟؟
ومن قال إن إطلاق لفظ الحمار على شخص ما يعد سباً وشتماً في لسان العرب؟؟
ولا يوجد شيء في البحث العلمي اسمه نصف إقرار وربع إقرار .. واستعمال اللفظ في أكثر من موضع لا ينكره فقيه وإنما البحث في تفسير تلك الظاهرة بتلك النظرية الباطلة ... ولو كان كل من أثبت ظاهرة قد وافق نصف موافقة على نظرية باطلة لتفسير الظاهرة = لما بقي في الدنيا شيء يقال له الضبط العلمي ..
وأنتَ والناس جميعاً تثبتون ظاهرة وجود المخلوقات فهل يعد هذا نصف موافقة على تفسير وجودها بنظرية الانفجار العظيم؟؟!!
¥