ـ[علي المعشي]ــــــــ[24 - 02 - 2007, 09:39 م]ـ
"يجوز حذف العائد المنصوب إن كان متصلا وناصبه فعل أو وصف غير صلة (أل) " أوضح المسالك: 1/ 153
والظاهر من هذا الكلام أنه يدخل في ذلك الفعل التام والناقص.
والله تعالى أعلم.
ولكن هناك من شراح الألفية من منع حذف العائد المتصل المنصوب بفعل أو وصف ناقص كابن عقيل حيث قال:
" ... وكذلك يمتنع الحذف إن كان متصلا منصوبا بغير فعل أو وصف وهو الحرف نحو جاء الذي إنه منطلق، فلا يجوز حذف الهاء، وكذلك يمتنع الحذف إذا كان منصوبا متصلا بفعل ناقص نحو جاء الذي كانَه زيد ... ". (شرح ابن عقيل)
أما ابن هشام في المغني فقد عرض مثالا هو (ما أحسن ما كان زيدٌ) وقد قدم كون (ما) مصدرية، ثم جوز وجهين آخرين ـ عند قوم ـ وضعَّف ثانيهما الذي يحذف الضمير العائد المتصل منصوب كان، فقال:
" وتقول (ما أحسن ما كان زيد) فما الثانية مصدرية، وكان زيد صلتها، والجملة مفعول، ويجوز عند من جوز إطلاق ما على آحاد من يعلم أن تقدرها بمعنى الذى، وتقدر كان ناقصة رافعة لضميرها وتنصب زيدا على الخبرية، ويجوز على قوله أيضا أن تكون بمعنى الذى مع رفع زيد، على أن يكون الخبر ضمير ما، ثم حذف، والمعنى ما أحسن الذى كانه زيد، إلا أن حذف خبر كان ضعيف .... "
على أن بعض المتأخرين مثل عباس حسن وأحمد الهاشمي في بعض مؤلفاتهما قد وافقا ابن عقيل في منع حذف العائد الضمير إذا كان ناصبه فعلا ناقصا كـ (كان).
كما اختار المنع أستاذنا الدكتور مسعد زياد في موقعه (موسوعة النحو والإعراب ( http://209.85.165.104/search?q=cache:6Tje1xft3HsJ:www.drmosad.com/index14.htm+%D8%AD%D8%B0%D9%81+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%AF+%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8+%D8%B3% D9%8A%D8%A8%D9%88%D9%8A%D9%87&hl=ar&ct=clnk&cd=10&gl=sa)) حيث قال:
" ثانيا ـ إذا كان العائد في حالة النصب، فلا يجوز حذفه إلا بشروط ثلاثة من غير الشرط العام الذي ذكرناه أنفا في الحديث عن الحذف.
أ ـ أن يكون ضميرا متصلا.
ب ـ أن يكون العامل فيه فعلا تاما، أو وصفا تاما.
ج ـ أن يكون الوصف التام لغير صلة " أل " الموصولة التي يعود عليها الضمير. "
وأحسب أن ابن عقيل ومن وافقه إنما استندوا إلى آراء قوية للنحاة، ولكن لضيق وقتي لم أتمكن من بحث المسألة بشكل كاف، وليت أحد الإخوة يتكرم بما رآه أعلام النحاة في المسألة مشكورا مأجورا إن شاء الله.
مع وافر الود.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 02 - 2007, 11:34 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ علي حفظه الله
دعك من قيل وقال وانظر إلى المعنى المتحصل من كل توجيه، ووازن بينها تهتد للصواب بإذن الله، وانظر إلى المثال الذي قدمته: هل يخل الحذف بالمعنى المراد؟
ثم هؤلاء المانعون ما أدلتهم على المنع؟
دعنا نناقش قول ابن عقيل:
وكذلك يمتنع الحذف إذا كان منصوبا متصلا بفعل ناقص نحو جاء الذي كانَه زيد
فمثاله قبل الحذف مما لا تجده في الكلام الفصيح، ذلك أنه يؤدي إلى أن تكون الجملة الاسمية قبل دخول كان: زيد هو، بجعل الضمير خبرا عن زيد، فهل مر معك مثل هذا التعبير في كلام العرب؟
لو قيل: هو زيد، قبل دخول (كان) لكان حسنا إذا كان (هو) عائدا على مذكور، ولذلك إذا جُعل (زيد) في مثاله خبرا للضمير العائد للموصول لكان مقبولا في الصناعة نحو: جاء الذي كان زيدا، مع أني لا إخال أن العرب يمكن أن تقول مثل هذا، لأنه يكاد يشي بأن هذا الذي كان زيدا هو الآن غير زيد.
وقد علل الخضري لقول ابن عقيل هذا بأن الخبر عمدة، والفعل أشبه بالحرف، وهذا لعمري تعليل بارد، فنحن نعلم أن العائد إذا كان مبتدأ جاز حذفه وهوأعرق من الخبر في باب العمد، وليس بصحيح أن الفعل هنا يشبه الحرف، ألا ترى أن الحرف لما أشبه فعلا جامدا من هذا الباب عمل عمله؟
وللحديث صلة لمناقشة قول ابن هشام، أما أقوال المحدثين فهي مأخوذة من ابن عقيل وغير فلا تحتاج إلى مناقشة.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[25 - 02 - 2007, 12:31 ص]ـ
ذلك أنه يؤدي إلى أن تكون الجملة الاسمية قبل دخول كان: زيد هو، بجعل الضمير خبرا عن زيد، فهل مر معك مثل هذا التعبير في كلام العرب؟
مرحبا أستاذي د. الأغر
ألا يمكن أن تعود غرابة المثال إلى عدم شواهد على الحذف في هذه المسألة؟ أي أن العرب لم تحذف الضمير العائد المنصوب بالناقص أصلا، وبالتالي كان المنع لعدم استعماله عند العرب؟
فما موصولة، والعائد كما ذكرته ابنة الإسلام، أي: كنا كالذي كناه،
ثم أليس (كناهُ) هي مثل مثال ابن عقيل تماما، حيث إن الجملة قبل دخول كان: (نحن هو)؟؟ فهل من فرق بين (زيد هو) و (نحن هو)؟
وتقبل أزكى تحياتي.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 02 - 2007, 01:38 ص]ـ
ألا يمكن أن تعود غرابة المثال إلى عدم شواهد على الحذف في هذه المسألة؟ أي أن العرب لم تحذف الضمير العائد المنصوب بالناقص أصلا، وبالتالي كان المنع لعدم استعماله عند العرب؟
حياك الله يا علي
بل مثاله قبل الحذف غريب لذلك بعد الحذف صار أغرب، ولن تجد شواهد تشبهه قبل الحذف لا بعده، فقوله صلى الله عليه وسلم: إن يكنه فلن تسلط عليه، الجملة قبل دخول يكون هي: هو هو، والعرب قد تقول: هو هو، وأنت أنت.
ثم أليس (كناهُ) هي مثل مثال ابن عقيل تماما، حيث إن الجملة قبل دخول كان: (نحن هو)؟؟ فهل من فرق بين (زيد هو) و (نحن هو)؟
نعم هناك فرق ..
فلو أخذت تكملة كلامي لوجدت الفرق، لأن الأصل: كان حالنا كحالنا الذي كانه، فالجملة قبل دخول كان هي: هوهو. فبين المثالين فرق.
وسأعود لمناقشة قول ابن هشام إن شاء الله.
¥