لـ: " يكون " بالرفع على قراءة الجمهور، وفيها ثلاثة أوجه، وسؤالك أخي الحامدي يقتضي تخريج النصب في " يكون " على قراءة ابن عامر 00
ولا أدري أنكون مع قراءة الجمهور، أم نتقلب في تأويل قراءة منفردة؟؟!!
أنقل إليك قول صاحب الدر المصون حول ذلك " وأمَّا ما انفرَدَ به ابنُ عامر في هذه المواضع فقد اضطرب كلامُ الناس فيها " 0
لعلك تلاحظ معي قوله: انفرد به ابن عامر!!، كذلك قوله: " اضطرب "!!
ولابن مجاهد رأيه في ذلك: "قرأ ابن عامر "فيكونَ" نصباً وهذا غيرُ جائز في العربية " 0
وقول الزجاج: "كن فيكونُ: رفعٌ لا غيرُ". 0
هذا ما لدي وإن كان ثمة فضل نظر وتأمل فهات سلمك الله 0 أستاذي الحبيب و الفاضل فهمت من كلامك و أسلوبك أنك تضعف أو في نفسك شئ من قراءة ابن عامر - ولعلي مخطأ-
فاقول بارك الله فيك و لكل من يكتب في هذا الموضوع أن قراءة ابن عامر سبعية متواترة لا يصح الطعن فيها لعجز عاجز أو قصور فهم وهي قد ذُكرت في الأصلين الأصيلين حرز الأمان و وجه التهاني للشاطبي رحمه الله تعالى بقوله
عَلِيمٌ وَقَالُوا الْوَاوُ اْلأُولَى سُقُوطُهَا ... وَكُنْ فَيَكُونُ النَّصْبُ في الرَّفْعِ (كُـ) ـفِّلاَ
و يقصد ب (ك) في (كُـ) ـفِّلاَ ابن عامر
وطيبة النشر لابن الجزري بقوله رحمه الله تعالى
واواً كَسَا كُنْ فَيكُونُ فَانْصِبَا ... رَفْعًا سِوى الحَقِّ و قَولُهُ كَبَا
ولنعلم أن العلماء يشترطوان في القراءة الصحيحة أن توافق وجها من أوجه اللغة العربية و لو كان ضعيفا
ثم لا يعقل أن يتعبد الناس ربهم ومنهم العلماء طيلة هذه المدة بقراءة لا تصح ولا يتفطنوان لمثل هذا و إلا ما معنى قول الله تعالى (إنّا نحن نزلنا الذكر و إنّا له لحافظون)
قال ابن شامة في شرحه الممتع على متن الشاطبية المسمى إبراز المعاني من حرز الأماني لما بلغ الى البيت أعلاه قال: ففي النظر في وجه قراءة النصب في فيكون شغل شاغل ولست أقصد بهذا تحبيط الهمم أو سد باب البحث لكن لابد من التأدب مع ما نبحث فيه ولا سيما كتاب الله تعالى و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم - (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق و المغرب) -أجارنا الله من النار- ثم ذكر رحمه الله - أبو شامة - أقوال العلماء في المسألة
قال الزجاج كن فيكون رفع لا غير من جهتين إن شئت على العطف على يقول وإن شئت على الاستئناف المعنى فهو يكون وقال ابن مجاهد قرأ ابن عامر (كن فيكون)، نصبا قال وهذا غير جائز في العربية لأنه لا يكون الجواب للأمر هاهنا بالفاء إلا في يس والنحل فإنه صواب وذلك نسق في ذينك الموضعين لا جواب وقال في سورة آل عمران قرأ ابن عامر وحده (كن فيكون)، بالنصب قال وهو وهم وقال هشام كان أيوب بن تميم يقرأ فيكون نصبا ثم رجع فقرأ (فيكون)، رفعا واعلم أن قراءة ابن عامر بالنصب مشكلة لأن النصب بالفاء في جواب الأمر حقه أن ينزل منزلة الشرط والجزاء فإن صح صح فتقول قم فأكرمك أي إن تقم أكرمتك ولو قدرت هذا فيما نحن فيه فقلت إن يكن يكن لم يكن مستقيما كيف وأنه قد قيل إن هذا ليس بأمر على الحقيقة وإنما معناه أن لله إذا أراد شيئا أوجد مع إرادته له فعبر بهذه العبارة عنه فليس هذا مثل قم فتقوم
فقيل جاز النصب لوجود لفظ الأمر ولا اعتبار بالمراد به فلا يضر أن يكون المراد به غير ذلك قال أبو علي الفارسي أماكن فإنه وإن كان على لفظ الأمر فليس بأمر ولكن المراد به الخبر أي يكون فيكون أي يوجد بإحدائه فهو مثل أكرم بزيد أي إنه أمر بمعنى الخبر قال ومنه (فليمدد له الرحمن مدا)، والتقدير مده الرحمن وبنى أبو علي على هذا أن جعل فيكون بالرفع عطفا على كن من حيث المعنى وضعف عطفه على يقول لأن من المواضع ما ليس فيه يقول كالموضع الثاني في آل عمران وهو (ثم قال له كن فيكون)، ولم ير عطفه على قال من حيث أنه مضارع فلا يعطف على ماض فأورد على نفسه عطف الماضي على المضارع في، (ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت)، فقال أمر بمعنى مررت فهو مضارع بمعنى الماضي فعطف الماضي عليه، قلت و-يكون-في هذه لآية بمعنى-كان-فليجز عطفه على قال ثم قال أبو علي وقد يمكن أن يقول في قراءة ابن عامر لما كان على لفظ لأمر وإن لم يكن المعنى عليه حمل صورة اللفظ قال وقد حمل أبو الحسن نحو قوله تعالى (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة)، على أنه أجرى مجرى جواب لأمر وإن لم يكن جوابا له في الحقيقة فكذلك قول ابن عامر يكون قوله فيكون بمنزلة جواب الأمر نحو ائتني فأحدثك لما كان على لفظه
هذا والله أعلم
ـ[إكليل]ــــــــ[23 - 02 - 2007, 10:59 م]ـ
أعتقد أن الفاء في (فيكون) فجائية وهذا ما يدل عليه المعنى .. ومن ثم يصبح الفعل (يكون) التامة مع فاعلها المضمر في محل رفع خبر المبتدأ المحذوف بعد (فاء) الفجائية .. والتقدير: فإذا هو يكون .. والله اعلم
وفيما يتعلق ب (ايتني) فأنا مع الأستاذة مريم .. إذ تتحول الهمزة إلى ياء عند الابتداء للتخفيف من تجاور الهمزتين (الوصل والفصل) ..
¥