تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لليس معنى الإستقراء التام هو أن يجمع عالم اللغة أو عالم أي فن آخر جميع جزئيات القاعدة التي يرغب في استنباطها بنسبة مائة في المائة فهذا لا يحدث أبدا مهما بلغ هذا العالم من التتبع والتقصي

ولكن يكفيه أن يجمع أقصى ما يمكنه من هذه الجزئيات بدون تفريط حتى يصل إلى القاعدة السليمة

ومثال على ذلك تتبع علماء الحديث المتقدمين لمرويات الراوي لمعرفة حاله هل هو ثقه أم ضعيف أم متروك فمن الصعب بل من المستحيل جمع هذه ا لمرويات بنسبة مائة في المائة

ولكن إذا إجتمعت له نسبة كبيرة من هذه المرويات بحيث يتأكد أنه لم يفته إلا القليل الذي لايؤثر في الحكم

فهنا يمكن له أن يحكم على هذا الراوي.

والله المستعان

وتلاه ابن تميم الظاهري فقال:

أخي الكريم ..

أنت تريد أن تعرف وجهة نظر ظاهرية ..

وصرحت أنك لا تعرف وجهة نظرهم وأنك تحاول أن تفكر كتفكيرهم ..

إلا أنك لم تصل إلى شيء ..

هذا ما قلته أنت في سؤالك في منتديات أخرى ..

فهذه واحدة ..

أما الثانية ..

لا فرق بين الاستقراء وورود الشيء عن الكافة دون ظهور مخالف له ..

ولا تنظر إلى هذه المسألة كما تنظر إلى مسائل الفقه ..

فالعرب مذ نطقت بالعربية لم يرد في كلامها خلاف نطق معين بطريقة معينة ..

فهذا أصبح كخروج الشمس من مشرقها كل يوم ..

بل من شكك فيه يجب أن تشك فيه ..

وليس هذا كمسائل الفقه التي ما وردت إلا بعد الإسلام ..

ولم أقل في كلامي أن العالم ليس له قول شيء حتى يعرف بقية قول العلماء ..

وإنما قلت أن النقل للشيء على مر مئات السنوات دون نكير من أحد كالنقل المتواتر بلا فرق ..

كالنقل أن الماء يسقي الزرع، ويحيي الأرض، فهذه لا يختلف عليها أحد ..

سواء العالم والجاهل ..

فطرق ثبوت الأشياء قد يكون بنقل الكافة وإن لم يكن عن سند ..

ومن هنا علمنا التاريخ وعلمنا أحوال الناس ممن مضت دولهم وأياهم وليس لنا إسناد واحد في ظهور دولة كذا أو زوالها، وإنما نقل الكافة عن الكافة أن الشيء هذا موجود كما هو ..

فإذا ورد علينا أن من فعل الشيء فهو لا بد أن نرفع آخره حين النطق، ولم يأت إنكار ولا خلاف مذ نطق العرب بالعربية ونقل هذا الكافة عن الكافة فلا تستطيع أن تأتي في أحد الأزمان فتقول نريد برهان على أن الذي فعل الشيء يجب أن يكون آخره مرفوع ..

وأما الثالثة ..

لم أقل أن الاستقراء يشترط له أن تمر عليه سنوات طويلة، ولكني قلت أن النقل لشيء ما على اختلاف الزمان والمكان يوجب أن ثمة حق ما ..

وأظنك تعلم أول من نطق بالعربية إلا أنني لم أضع عدد سنين أو أشترط طول السنوات ..

فالعالم كالخليل بن أحمد وغيره يسمع كل يوم كلام العرب، ومن قبله أحمد الفراهيدي، ومن قبله جده، وهكذا ..

فهل يأتي الخليل بن أحمد بشيء لم يسمعه ولم يكن في لغة العرب ثم يستخرج له قاعدة .. ؟!

بالطبع لا، وإنما يستخرج ما سمعه فقط دون ما لم يسمعه ..

أما الرابعة ..

أنت تجمع بين مسألة عدم العلم بالمخالف في مسائل الفقه وبين ما ذكرت من نقل الكافة عن الكافة لشيء من الأشياء ولا يخالف أحد في زمن من الأزمان ..

والفرق أن العلم بالمخالف في مسائل الفقه متعلق بالفقيه، بخلاف ما ذكرت من تاريخ، أو لغة، أو غيرهما من علوم ..

فاللغة يعرفها الفقيه وغير الفقيه في ذلك الزمان، ولم يقل أحد أن اللغة لا يصح قبولها إلا من فقيه ..

لذلك قلت بداية أنك لا تعرف أصول أهل الظاهر وهذا شاهده ..

فلا علاقة لمسائل الفقه بشيء ينطق به كل أحد من الناس مذ نطق العرب بالعربية ..

أما الخامسة ..

فيبدو لي أنك متسرع في ردك الأخير لذلك وضعت مسائل لا مكان لها ..

فكلامي السابق لم أقل فيه أن نقل الكافة مقيد بالعالم، فراجع ما ذكرت على مهل يا أخي حتى لا نخرج عما نحن فيه ..

فإذا كان العرب كل يوم ينطقون بما تسمع وتعلم من كلام، فكيف يأتي أحد فيقول لم يسبقكم في هذا أحد .. ؟!

فحاول أن تفرق بين شيء يعرفه الخاصي والعامي ونقله إلينا الكافة عن الكافة بلا إسناد أو بإسناد ..

وبين النقل المتواتر في مسائل الفقه التي اختص بها العلماء ..

فاللغة ونقلها وطريقة النطق بها لا تتعلق بالعالم وإنما بكل من عرف كيف ينطق بلغة العرب ..

أما السادسة ..

فقولك أنك كررت السؤال مراراً ولم تجد الجواب ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير