تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا ليس خاصا باللغة كما تفضلتم، بل في جميع العلوم كما ذكرتم، وأنا لا أعرف قاعدة في أي علم من العلوم ثبتت بالاستقراء التام، فأرجو أن تخبرني بقاعدة واحدة فقط في أي علم من العلوم خضعت للاستقراء التام.

وجزاكم الله خيرا

فجاوبه ابن تميم الظاهري فقال:

أخي الكريم ..

سبب عدم فهمك لما أقول متعلق بعدم ضبطك لأصول أهل الظاهر ..

الاستقراء التام إما بإحصاء لكل جزئية بأن تعرف كل جزئية، ويعتبر أيضاً من الاستقراء التام وإن لم يكن عن إحصاء ما يكون بنقل الكافة عن الكافة بغير إسناد أو بإسناد بلا فرق، إذ هو استقراء أيضاً من حيث عدم وجود ما يخالفه على مر تلك الأزمنة.

فإذا علمت أن النقل لشيء ما من تاريخ، أو لغة، أو سيرة، أو أي علم كان أو معلومة، وكان النقل كافة عن كافة، فهو يوجب اليقين عند أهل الظاهر، وإن لم يكن النقل مسنداً، لاستحالة التواطؤ على كذبة على اختلاف الزمان والمكان.

فإذا أنت فهمت ما ذكرت فهماً صحيحاً، ستفهم ما قلت آنفاً، وستعرف كيفية استخراج القواعد اللغوية ..

وأما ابن حزم فكتابه التقريب ذكر الكثير من هذا، وكذلك الإحكام، وقد أشار إلى ذلك مؤلف كتاب النظرية البيانية عند ابن حزم بشيء من الإيجاز ..

فلذلك قلت أن هذا التقعيد لا يتعلق باللغة فقط، بل بكل علم وإن لم يكن متعلقاً بالشرع، وطريقته كما ذكرتها في الرد السابق، والذي قبله.

والله الموفق ..

فرد أبو مالك العوضي فقال:

الشيخ ابن تميم الظاهري

عندما يأتيك سائل يسأل عن توجيه مذهبكم تقول له: أنت لم تفهم لأنك لا تضبط أصول أهل الظاهر؟!!

السؤال أصلا صادر مني لكي تخبرني عن أصل من أصول أهل الظاهر!!

كلامكم الأخير يفيد أن الاستناد إنما يكون لتواطؤ النقل، وليس لنفس الاستقراء، وبناء عليه لا يصح أن يقوم أحد علماء اللغة بالاستقراء حتى يعرف أن بقية العلماء تواطئوا على موافقته!!

وبناء عليه لا يصح أن نأخذ قاعدة نحوية إلا إذا وردتنا من طريق متواتر!!

وكلامكم يفيد أيضا أنه يشترط أن تمر على هذا الاستقراء مدة طويلة حتى يصح الاستناد إليه، وبناء عليه لا يمكن العالم الذي يتلقى كلام العرب بنفسه أن يستخرج شيئا من القواعد!!

وكلامكم يفيد أيضا أنه يشترط أن لا يكون هناك من يخالفه على مر الأزمان، وهذا استناد إلى عدم العلم بالمخالف، وأنتم لا تقولون به، فعندما يُحتج عليكم في مسألة بأنه لا يُعرف فيها مخالف تردون عليه بأنه يحتمل أن يكون هناك مخالف ولم يصلنا!!

وعندما يُحتج عليكم في مسألة بأنه لم يسبقكم أحد لهذا القول، تقولون لا يشترط أن يسبقنا أحد!!

فإذا كان عندكم أن تواطؤ النقل على مر الأزمان عن أهل العلم بلا خلاف بينهم حجة قاطعة للنزاع في جميع العلوم كما تفضلتم، فكيف خالفتم هذه القاعدة؟!

الشيخ الفاضل (ابن تميم الظاهري)

أنا سؤالي كررته مرارا، ولم أر جوابه حتى الآن، فليس سؤالي عن أحوالنا الآن، وإنما سؤالي عن كيفية استخراج العالم الذي يتلقى عن العرب مباشرة للقاعدة، وما تفضلت بذكره سابقا ليس فيه جواب عن ذلك.

أنا أسأل عن الخليل بن أحمد وأبي عمرو بن العلاء وغيرهم من العلماء الذين تلقوا عن العرب ولم يكن أحد قبل عصرهم يعرف شيئا من قواعد النحو، وإنما كانوا يتكلمون بالسليقة.

تخيل نفسك الخليل بن أحمد أو أبا عمرو بن العلاء وأخبرني كيف ستستنبط القاعدة النحوية؟

وأما ما ذكرتَه من الاستناد للنقل المتواتر فليس فيه شيء من الاستنباط مطلقا، وإنما هو اتباع محض لاتفاق أهل العلم، وأنا سؤالي عن الاستنباط لا عن النقل، ثم أنتم أصلا لا تقولون بهذا الاتفاق؛ لأن الإجماع عندكم مقصور على إجماع الصحابة فقط.

فإن رددتَ عليَّ بأن إجماع أهل كل فن معتبر في فنهم دون غيره، فأقول لك: إنكم أيضا لا تقولون بذلك؛ لأن النحويين متفقون على اعتبار الاستقراء الناقص في النحو، وهذا معروف متواتر عنهم بنقل الكافة عن الكافة.

يتبع ..

ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 01:13 ص]ـ

هنا تدخل أبو مريم المصري - مشارك جديد- فقال:

الأخ أبو مالك العوضي

بارك الله فيك وعفا الله عنك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير