ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم:
أحببت-إن سمحتم لي- أن أدلي بدلوي.
أرجح كلام مَنْ قال "ما"موصولة وفي التحليل النحوي:
الذي -استقر- بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله -فيه شيئاً-من حاله إلى حال آخر له.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 01:21 ص]ـ
إخوتي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله
القول بموصولية (ما) يعني ـ غالبا ـ أحد أمرين:
1ـ إما أن تكون (ما) مبتدأ وخبره جملة (يغير) وهنا إشكال في الإخبار بالجملة دون رابط مذكور، أو مقدر يحتمله المعنى، فلو قلنا الرابط محذوف (الهاء في يغيره) أصبح التغييرـ من حيث المعنى ـ جاريا على الأمر الذي بين الغمضة والانتباهة، وهذا خلاف المراد الذي هو أن الله يغير أحوال العباد في وقت قصير كالوقت الذي بين الغمضة والانتباهة.
2ـ أو تكون (ما) الموصولة مفعولا به مقدما للفعل (يغير) وبهذا يظل المعنى كما هو عليه في حال إعراب (ما) مبتدأ، وكلا المعنيين غير مراد.
وأما القول بأن (ما) مصدرية ظرفية فليس معناه أن (ما) نفسها تكون ظرفا بمعنى وقت أو مدة حتى يقف الإشكال عند مسألة دخول الظرف على الظرف فحسب، بل يتطلب القول بأن ما مصدرية ظرفية أن يكون بعد (ما) جملة لكي يتم تأويل (ما) مع الجملة التي بعدها بمصدر، وهذا المصدر من ما والجملة يكون أصله مضافا إليه والمضاف هو ظرف محذوف تقديره (مدة) فلما حذف المضاف (مدة) ناب المصدر (ما + الجملة) عنه فكان في محل نصب على الظرفية. هذا هو ما يلزم للقول بأن (ما) مصدرية ظرفية ..
فهل توجد جملة بعد (ما) ليصح التأويل؟ إنّ ما بعد (ما) ليس جملة وإنما هو ظرف (بين) وهو متعلق بالفعل (يغير) وعليه لا يمكن تأويل (ما) مع الظرف الذي بعدها بمصدر إلا تكلفا.
لذا أرى أن (ما) زائدة، لا يتأثر المعنى بحذفها؛ لأن (بين) ظرف زمان حيث أضيف إلى (غمضة وانتباهة) وهما حدثان يكون ما بينهما زمنا لا مكانا، والظرف (بين) بحسب المضاف إليه فإن قلت: ... بين المنزل والمسجد كان ظرف مكان، وإن قلت: ... بين الظهر والعصر أو بين النوم واليقظة كان ظرف زمان، ومثل ذلك الغمض والانتباه، وعليه لا أرى ضرورة لتكلف التأويل ما دام لا يضيف إلى المعنى شيئا ذا بال.
هذا ما أراه والله أعلم بالصواب.
ـ[الحامدي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 05:22 ص]ـ
إخوتي الأعزاء.
في نظري أنَّ أيَّ توجيه نحوي في هذه المسألة يبقى مقبولا، ما دام لا يؤدي إلى فساد في المعنى أوتكلف في التأويل.
وسأعرج على الاعتراض الذي ساقه الأخ المعشي على التوجيه القائل بابتدائية "ما" وذلك قوله:
إما أن تكون (ما) مبتدأ وخبره جملة (يغير) وهنا إشكال في الإخبار بالجملة دون رابط مذكور، أو مقدر يحتمله المعنى،
قلت: لو قال أصحاب هذا التوجيه إنَّ تقدير الرابط المحذوف هو: (فيه)، فيكون التقدير: [يغير الله فيه الأمر من حال إلى حال]، ألا يحتمل المعنى ذلك؛ وبذلك يندفع اعتراض الأخ الفاضل المعشي.
ثم إنك تعلم، أخي الكريم، أن "ما" أكثرُ ما تزادُ بعد أسماء الاستفهام، وأدوات الشرط؛ ومع ذلك لا أستبعد توجيهك، ولكن الحكم بزيادة الكلمة لا يلجأ إليه إلا بعد التأكد من خلوها من أي وظيفة إعرابية أخري ــ حسب علمي المتواضع ــ.
ولدي خلاصة حول مداخلات الإخوة المشاركين والموازنة بين توجيهاتهم:
ـــ القول بجر "ما" بحرف جر محذوف، وهو غير ممكن كما تقرر لدينا، وقد رد عليه الأخ أبو تمام، وأحسنَ.
ـــ القول بأنها مصدرية ظرفية، وهو مردود بالاعتراض الرائع الذي ساقه الأخوان أبو الفوارس والمعشي.
ـــ القول بأنها زائدة، ويقتضي خلوها من أي وجه إعرابي آخر لها، لأننا لا نحكم بزيادة الكلمة حتى نستنفد احتمالات الإعراب فيها دون العثور على وظيفة نحوية لها، مع أن هذا الموضع ليس من المواضع التي تغلب فيها زيادة "ما"؛ وهي في الغالب بعد أدوت الشرط وأسماء الاستفهام.
ـــ القول بأنها موصولة في محل رفع مبتدإ، وهذا الذي أرجحُه؛ أما الرابط فهو محذوف تقديرُه (فيه). ويكون المعنى: [ما بين الغمضة والانتباهة يغير الله فيه الأمر من حال إلى حال].
هذا رأيي، والله أعلم، وهو يحتمل الصواب والخطأ.
تحياتي إلى الجميع.
ـ[أبو الفوارس]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 09:50 م]ـ
السلام عليكم إخوتي الفصحاء
والله لقد أفرحتموني بهذه الهدايا الثمينة المتمثلة بهذه الإجابات الرائعة ..
أستاذنا الكريم علي المعشي .. بدا لي بعد التتبع لمعاني (ما) واستعمالاتها أنها لا تأتي زائدة في أول الكلام، بل أكثر ما تأتي بين شيئين متلازمين كقوله تعالى: (فبما رحمةٍ) فـ (ما) زائدة وجاءت بين الجار والمجرور، وكذلك بين الجازم والمجزوم كقوله تعالى: (وإمّا نُرِيَنَّك)، أي: إنْ ما نرينّك، أما في شاهدنا فجاءت ما في أول الكلام، وهذا ليس مندرجاً ضمن الحكم المذكور ..
أما أستاذي الحامدي فقد أحسن وأجاد التلخيص والتوضيح وهو ما حصلت القناعة برأيه، فجزاك الله عنا خيراً.
¥