تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 10:00 م]ـ

مرحبا بالغالي الحامدي

لو قال أصحاب هذا التوجيه إنَّ تقدير الرابط المحذوف هو: (فيه)، فيكون التقدير: [يغير الله فيه الأمر من حال إلى حال]، ألا يحتمل المعنى ذلك؛ وبذلك يندفع اعتراض الأخ الفاضل المعشي.

بلى يحتمل المعنى ذلك، ولست أدري كيف غاب عني هذا فاستبعدته؟!!

القول بأنها زائدة، ويقتضي خلوها من أي وجه إعرابي آخر لها

لعلك تريد (خلوها من فائدة معنوية) لأنه قد يوجد للفظ وجه إعرابي ويصح الأخذ بذلك الوجه أو القول بأنه زائد، إذا كان الوجه الإعرابي لا يضيف إلى المعنى شيئا، ولست بحاجة إلى التمثيل لأنك تعلم أن كثيرا من الألفاظ يصح إعرابها زوائد ويصح أن يكون لها مواقع إعرابية في الوقت نفسه، وذلك يكون تبعا لنوع اللفظ والتركيب الذي جاء فيه.

أعود إلى القول بابتدائية (ما) وموصوليتها على التقدير الذي تفضلت به فأقول:

تقتضي موصولية (ما) أن يكون الظرف (بين) صلة لها، وأن يكون متعلقا بعامله المحذوف وجوبا (الكون العام)، فيما لو كانت (ما) زائدة لتعلق الظرف مباشرة بالفعل (يغير) الذي هو محور معنى البيت.

وتقتضي موصوليتها أيضا أن تصبح جملة (يغير الله ... ) جزءا من الجملة الاسمية الكبيرة (ما بين ..... ) ولو كانت (ما) زائدة لاحتفظت جملة (يغير) بأهميتها في المعنى العام.

ولك أن تتأمل قوة المعنى مع زيادة ما، أي على هذا المعنى (يغير الله الأحوال ما بين غمضة عين وانتباهتها) وقوته مع موصوليتها أي على هذا المعنى (الذي بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله فيه الأحوال)

وأحسب أنه لو لم يكن التركيب في سياق شعري لكانت جملة (يغير) أحق بالتقديم وأحق بتعلق الظرف (بين) بفعلها، وحينئذ لن تكون موصولية (ما) واردة!

وعليه رأيت زيادة (ما) قبل (بين) على مثال: وقفت ما بين زيد وعمرو. فإن صحت زيادة ما فلا أرى بأسا بزيادتها في حال تقدم الظرف (ما بين زيد وعمرو وقفتُ). والله أعلم.

وتقبل خالص ودي واحترامي.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 03:09 م]ـ

السلام عليكم

تحية لأخي الحامدي، وأخي أبي الفوارس، وأخي عليّ، وبعد ...

أخواني لا شك أن المسألة بالنسبة لي بحاجة من المزيد من الإيضاح، فأولا القول بزيادة (ما) في صدر الكلام فيه نظر، إذ تنتفي العلة التي من أجلها زيدت (ما) وهي كونها بين متلازمين، أو بما هو بحكم المتلازمين كالفعل والفاعل مثلا.

ولم يقل أحد من النحاة قاطبة - على ما أحسبه- بزيادتها في صدر الجملة، وعلى ذلك فالقول بزيادتها مردود.

أما مثال أستاذنا وأخينا عليّ، (وفقتُ ما بين زيد وعمرو - ما بين زيد وعمرو وقفتُ) ففيه بعد نظر يغبط عليه، غير أنه ليس كل تقدم قد يبقي اللفظة على استعمالها، فأنت تعلم أن ظنّ متى ما تقدم عليها منصوباها تُهمل، ويصبحان مبتدآن، وشتان بين الابتداء، والمفعول به.

كذلك (إذن) التي متى ما أخّرت عن صدارة الجملة ألغيت، ولم تعمل النصب في المضارع.

فليس شرطا أن زيادة (ما) في (وقفت ما بين زيد وعمرو) تكون كذلك إذا تقدت، إذ هذا ينتفي بأن (ما) تصبح في صدر الجملة ولم يقل أحد بزيادتها لانتفاء العلة وهي كونها بين متلازمين (كالفعل، والفاعل).

فلذا أستبعد الزيادة لأنه ليس من مواضعها هنا، كذلك يحتم أن (بين) تصبح ظرف مكان، والشاعر أرادها زمانا، فالغمضة إطباق الجفن على الجفن، والانتباه، انفتاحه عنها، فإذا قلت: بين غمضة العين، وانتباهها أردت إما المسافة القصيرة التي بينهما، أو المكان الصغير الذي بينهما.

ملاحظة لأخي أبي الفوارس: بين ظرف متوسط التصرف، أي قد تتصرف وقد لا تتصرف، قال تعالى:" هذا فراق بينِي وبينك"، وقال أيضا:" لقد تقطّع بينُكم "، وقال أيضا:" مودة بينِكم".

أما القول بأنها مصدرية ظرفية (كما ذكرته) فهو مردود بكون المصدرية لا تدخل إلا على الجمل.

أما قول أخي الحامدي فأراه هو الأصح في هذه المسألة إن حملناها على حذف الرابط بالمبتدأ، غير أني أصر على الظرفية فيها لكي لا يحتم ذلك المكانية في (بين) إذ الشاعر أراد الزمن بين غمضة العين، وانتباهها، فبدا لي توجيه أتمنى أن أرى آراءكم فيه، وهو:

أنّ (ما) موصولة، وهي مبتدأ، غير أنها في الأصل مضاف إليه، فحذف المضاف، ونابت (ما) عنه، فتقدير الكلام قبل الحذف:

الوقت الذي بين غمضة عين وانتباهها يغير الله فيه من حال إلى حال.

فحذف المضاف (الوقت) ونابت (ما الموصولة) عنه فأعربت مبتدأ، ونظير حذف المضاف وإنابة المضاف إليه كثير في العربية لا حاجة لسردة.

والذي دفعني لذلك أننا إن لم نقدر زمنا أو ما يدل على زمن، فيحتم ذلك أن الذي تدل على مكان، بين غمضة العين وانتباهها، والشاعر يريد المدة أو الوقت الذي بينهما.

والله أعلم

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:25 م]ـ

أخي الكريم أبا تمام

يجوز أن تكون ما زائدة والنية بها التأخير، فأصل التعبير: يغير الله من حال إلى حال ما بين غمضة عين وانتباهتها، والمراد ما بين وقت غمضة عين وبين وقت انتباهتها، فناب عن الوقت المصدر كما تقول: أتيتك خفوق النجم، أي/ وقت خفوق النجم.

ويجوز أن تكون ما موصولة ولكن لا تكون مبتدأة، وإنما تكون ظرف زمان متعلق بالفعل يغير، أي: يغير الله من حال إلى حال في الزمن الذي بين غمضة عين وانتباهتها، فما في الأصل صفة للظرف المقدر، وقدرتُ التركيب بإدخال (في) لأن الظرف في الأصل على معنى (في).

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير