تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

طلبا للقمة خبز رديئة تأنف كثير من الدواب من تناولها وهي، مع ذلك، مغموسة في الذل فندفع من ديننا وكرامتنا ما ندفع ثمنا لها، فهي ثمن ما نحن فيه الآن من عجز بلغ حد القعود عن نصرة النساء اللاتي تجب نصرتهن على من ظلمهن، ولو كافرات، فذلك مقتضى الأخلاق الطبعية كالمروءة والشهامة التي صارت أشباحا في زماننا، فكيف بالأخلاق الشرعية التي توجب نجدة المظلوم أيا كان دينه، وكيف بالمسلمات اللاتي نسلمهن بأنفسنا إلى الكفار ليفتنوهم في دينهم، فهل بعد هذا الذل ذل؟!، وأما إن تنصرت أمثال تلك الحشرة الحقيرة التي تأذى منها حتى من دفع لها لتتنصر، فضج بفضائحها وألاعيبها، إن تنصرت وسبت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على شاشات الفضائيات، فلا أحد يتكلم، لأن هذه حرية فكر تكفلها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وحقوق المرأة في الكفر والدعارة والسفالة وقلة الأدب، فتلك هي التي تتبناها الجهات الخارجية، فتثور إذا ارتد مسلم وتفتح له أحضانها لتستقبله، وينبري رءوس الكفر بأنفسهم للدفاع عنه، كما وقع لذلك المرتد الأفغاني الذي صدر حكم القتل ردة عليه في بلاد الأفغان فتدخل المأفون: بيندكت بنفسه ليخلصه واهتمت الحاجة: كوندوليزا رايس شخصيا بقضيته المصيرية!، فهي تثير شفقة أي إنسان، فقد اختار الرجل لنفسه الدين الذي يرتضيه فعلام التعصب والإرهاب أيها المسلمون المتزمتون؟!، فهلا كلتم لنساء المسلمين بنفس المكيال مع اعوجاجه، فليتكم طبقتموه، كما وضعتموه، فلماذا لا يتكلم أحد الآن من أدعياء السوء من العلمانيين ونساء جمعيات حقوق المرأة عن تلك الأخت المسلمة التي تفتن الآن في دينها، وهي مع ذلك صابرة محتسبة، حتى اضطر رأس الكفر بنفسه إلى محاولة إقناعها بالرجوع، ولو ظاهرا، عن إسلامها، وتلا عليها بعض تخاريفه فأشاحت بوجهها عنه مرددة بصوت خافت آيات من سورة يس كفيلة بإبطال وساوس ذلك الشيطان الأثيم، فرفضت حتى رجاءه أن تظهر على شاشات فضائية الكنيسة لتعلن ردتها إلى النصرانية، مع ما تعرضت له من محاولات غسيل مخ بالصدمات الكهربية وعقاقير الهلوسة لتفقد عقلها، مما أوقع ذلك الجبان وثلته في ورطة كبيرة نظرا لتصاعد الضغط الشعبي شيئا فشيئا للمطالبة بغلق هذا الملف الذي أصاب المصريين في رجولتهم، إن كان ثم بقي شيء منها!، وتلك أنباء تسربت الأنباء من مكان اعتقالها الذي يحيطه البواسل من قوات الأمن!، فتسهر في حماية الكفار وهم يفتنون مسلمة في دينها، وهي وحيدة أسيرة، فهل لرجل في مصر، مع الاعتذار للإخوة المصريين في المنتدى، هل لرجل في مصر الآن أن يزعم أنه رجل، وهل يقدر على معشار ما قامت به تلك الأخت المسلمة، ثبتها الله وفك أسرها، وقصتها مبثوثة في كثير من المنتديات، وهي، كما تقدم مرارا، شاهد عدل على صحة هذا الدين، وصحة هذه الرسالة التي ورثناها فلم نرعها حق رعايتها، بل تنصل كثير منا منها، بلسان مقاله أو حاله، فتلك حالنا، عموما، فلم يسلم أحد تقريبا من نوع حرج في نفسه لأنه مسلم، ولو إحساسا بالضعف والمهانة وأنه دون أقرانه من أبناء الغرب، فهذه حقيقة، وإن كانت مؤلمة، وهي أحد أسباب هذه الصور المهينة من الذل والخضوع للكفار في بلادنا وهم أقلية، فكيف لو كنا في بلادهم وهم الأكثرية، وهل تحظى الجالية المسلمة في صربيا الأرثوذكسية، على سبيل المثال، بما تخظى به الأقلية النصرانية الأرثوذكسية في مصر، وهل تقوم قوات الأمن هناك بتسليم المتنصرين إلى المسلمين ليقيموا عليهم حد الردة؟!.

فلم نرع حق هذا الدين ولم نحط جنباته بالحماية، بل وقعدنا عن نصرة أبنائه وبناته، في الوقت الذي صبرت فيه نساء كأولئك الحرائر على الأسر بل والقتل، فلم يرجعن عن دينهن، مع عدم الناصر، فأي شيء قدمه المسلمون في مصر لهن، وهم، مشغولون بسب اللاعبين والحكام على كراسي المقاهي، بل وربما سب الدين لمن أضاع فرصة محققة للتهديف؟!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير