تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

متطرف معتدل .. فتح حماس .. قسام جلجلت .. قاعدة صحوة .. سني شيعي .. جعفري إسماعيلي .. إنقلاب حسم .. زيدي حوثي .. باشتون طاجيك .. عرب فرس .. غزة ضفة .. أوزبيك قرغيز .. كردي تركي .. جنوبي دارفوري .. ماضي مستقبل .. يميني يساري .. إرهابي ساتياجراها .. سلام مقاومة .. ممانعة إنبطاح .. بدوي فلاح .. حارة الضبع حارة أبو النار .. تلولحي يا داليه زغرتي يام بربور .. ثنائيات وهمية تبدأ من دوائر الإنتماء العليا وتتدرج في الهبوط إلى أدناها. دوائر هى فى حقيقتها مركبات ثقافية خلاقة لحضارة فريدة كما وصفها ريسلر ..

لقد إتخذ الشيخ قراراً شكل منعطفاً تاريخياً لما يحمله من تحول فكري تحدى عجرفة المفاهيم وكسر قيود الإنغلاق ونظرته المطلقة، ولم يكن ليحدث هذا التغير لولا أن هناك معلومات جديدة أطاحت بالقديمة عند الشيخ فالمؤمن كيس فطن نوره من نور الله ولن تخدعه المسميات الصورية ديمقراطية دكتاتورية ليبرالية راديكالية .. تغير جوهري في بنية العقل السلفي يعد أهم ركيزة لوقف كل صور التناحر الداخلي والإنتحار الذاتي، فماذا كنا ننتظر من عدونا الأزلي والتاريخي إزاء فتوى أفقدته صوابه لما تحمله من أبعاد آنية تحدد مصيره الوجودي؟! كان الشيخ يعلم أنه عنوان العقل السلفي بشقيه الدعوي والجهادي فالأمانة كبيرة وضربتها حاسمة في المعادلة السياسية والصراع الوجودي، ما العجب أن يلقي بكل ثقله الروحي والفكري والكفاحي مدججاً بجيش من الشهداء لسد الثغرة في عروة الحكم .. هل يجرؤ أحد على التشكيك بصدقية وطهرية الشيخ وفتواه المعمدة بالدم؟! .. منح بجسده الطاهر عروة الحكم حصانة لعشرات الأجيال، إيماناً راسخاً بأنها رصاصة الرحمة على إستراتيجية مكر القرون وإحتلال العقل قبل الأرض .. ولكن هذا لا يعني بأن هذه الحصانة ستمنع حدوث إشكالات داخلية ليست أكثر من أعراض إرتدادات زلزلة الشيخ .. إرتدادات ستبقى ثانوية محدودة التأثير، لا تتجاوز تعرقات حبة الدواء دلالة خروج المرض الكامن في الجسم إلى السطح علامة التعافي والشفاء فالضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة ..

علاوة على ذلك، يعلم العدو أن كل أدواته وأسلحته لن تجدي نفعاً لزعزعة إستقرار وإسقاط هذا النظام الرشيد الذي بهر بسحره العدو قبل الصديق حين تجلت لطائف نزاهته بحرص كل الفرقاء على الظفر بثقة الناخب وتفادي سيفه لتقويم الإعوجاج .. وكل فريق يريد ضمانات هذا يريد توسيع دائرة الوطن وذاك يريد توسيع دائرة المحافظة لإختزال إشعاعات منارة عرسه الفكروية بعدد المقاعد!! وكأن نجاحنا رهناً بعدد مقاعد هذا الفريق وذاك وليس بوجود كل مكونات الطيف السياسي تحت قبة الحكم الرشيد ..

ليس هذا فحسب بل يدرك العدو أن هذا المولود الجميل لن يقتل أو يشوه إلا بسيف سلفي بتار .. من هنا كان العدو يراهن على قائد سلفي متطرف وقوي وصادق أيضاً ولكن قائد منفعل يتقوقع في دائرة الخوف من القفز لينجز المهمة .. كان العدو الخبيث يترقب بفارغ الصبر مجيء الشهيد عبد العزيز الرنتيسي محل الشيخ عسى أن يسحب الحصانة ويعيد فتح الثغرة بإخراج التيار السلفي من تحت القبة لنعود إلى المربع الأول. يا ترى هل تعلمنا الدروس والعبر من إغتيال الشيخ أم أغتيلت أيضاً وتلاشى بريقها في غمرة رياح ظلمة العصاب الصوتي السلفي والحداثي معاً عقب إستشهاد الشيخ .. جاء عبد العزيز .. إنتظره العدو قليلاً .. ثم قليلاً .. ثم قليلاً .. ثم فرفطت روحه .. ثم: أنا على خطى الشيخ .. سننتصر يا بوش .. سقط عبد العزيز؟!!!!! .. هنيئاً عبد العزيز .. شكراً عبد العزيز ..

يتبع .. إبتسامة الغار ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير