تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والعجيب من بعض الفضائيات الإسلامية المسارعة إلى التصديق، وإن شئت الدقة فقل التنويم للهمم التي بدأت في الاستيقاظ من سباتها، على نحو يوحي بعدم متابعة الأمر ابتداء، فالمهم تخدير المشاعر لنفرح بالعيد والأخت كاميليا في الأسر!، فهو نوع هروب من تحمل المسئولية لا أكثر!، فعلام الفتنة وهي قد صرحت في شريط لا نسب له بأنها لا زالت كافرة، فالحمد لله على كفرها الذي سيطفئ نار الفتنة!، وماذا عن الفترة الماضية لماذا لم تظهر تلك الشخصية إلا بعد نحو شهرين، فهي حيلة لا تنطلي إلا على الأطفال، بل ربما ردتها عقولهم، وقد قبلتها أو تقبلتها بتكلف ظاهر: عقول البالغين فرارا من تبعة التكليف الشرعي بواجب النصرة للمستضعفين من أهل الديانة، ولما داخل الدكتور حسام أبو البخاري، حفظه الله وسدده، وهو أحد الفضلاء الناشطين في هذا الشأن الجليل، في غيرة ظاهرة ولا نزكيه على ربه جل وعلا، لما داخل ليفند هذه الأكذوبة الباردة، فسرد جملة من الأدلة اليقينة التي لا تزول بالشك، كما قال، فكيف بوهم لا يرقى حتى إلى مرتبة الشك عند أي عاقل، قوطع بحجة أن اليوم يوم فرح فنريد أن نفرح أو بعبارة أدق: نريد أن نهرب من المسئولية ونفرح على خيبتنا في قعود كثير من رواد العمل الإعلامي الإسلامي عن واجب النصرة في نازلة تعين فيها وجوب الدفع!، ولو بكلمة صادقة، فضلا عن بقية أدوات الضغط المشروع دون غلو يصل إلى حد إشعال فتنة، تشتعل الآن رغما عن كل عاقل، أو جفاء يصل إلى حد القعود برسم البرود.

مما يخشى من هذه النازلة: فقدان الثقة في كثير من أهل الفضل لتجاهلهم الأمر، فمن يلجا إليه الناس لمعرفة الحكم الشرعي في هذه النازلة، إن كان أهل العلم قد ركنوا إلى السكوت إلا آحادا، فلسان الحال الظاهرة والله أعلم بالحال الباطنة: أنهم آثروا السلامة!، وإن التمس لهم العذر فهم عاجزون لضغط واقع عليهم، مع أنه لم يقع على كثير من أهل الغيرة من المسلمين الذين اندفعوا في تلقائية حارة إلى تفعيل الأمر على هذا النحو الظاهر، فلن يعود حق بلا مطالبة، فمن يرشد هذه التلقائية لئلا تزيد فتصير فتنة، ولئلا تبرد فتصير محض نشوة لا تحقق شيئا، من يرشدها وقد سكت أهل العلم فهم أدرى الناس بحكم الشرع في تلك النوازل العامة؟!.

ويا أيها الإعلامي المحترف: هل تصلح جريدة اليوم السابع التي يمتلكها نجيب ساويرس رجل الأعمال النصراني، ومقالة لكمال جرجس الصحفي النصراني، والمواقع النصرانية هل يصلح أولئك: مستندا في نازلة كهذه، وهل هذا هو الاعتماد على النقل الصحيح الذي يتباهى به كثير من المنتسبين إلى منهج السلف في زماننا؟!.

ونحن بانتظار عودة كاميليا إلى أهلها لتمارس حياتها الطبيعية كما يقول مجدي خليل الناشط النصراني في واشنطن دون غيرها! فلا ينشط أولئك إلا في عاصمة الشر العالمية فهي مهد كثير من الفتن التي تشتعل في بلادنا!

ويا أهل الكلمة من أهل العلم والدعوة والعمل الإعلامي سوف يسأل كل منا بقدر تكليفه، فمن لم يستنفد طاقته لرفع الظلم عن أي مظلوم، ولو كافرا، فضلا عن مؤمن له أخوة الدين، فبماذا يحتج أمام الرب الجليل تبارك وتعالى، وذلك غرم الاشتهار فلا يحسن نيل الغنم دون تحمل الغرم والحمد لله الذي عافانا من كثير مما ابتليتم به من واجب البيان العام فليست الرخصة لأهل الصدارة، وإنما هي لأمثالنا من أهل الجهالة.

وإلى الله المشتكى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير