والسبب أن أي مشكلة تعترض العبّارة قد تكون مؤذية، لأن "ماكينزي" يتحول إلى يابسة من الجليد خلال شتاء طويل يعصف بدءاً من أواخر أكتوبر (تشرين الأول) بكل المنطقة المعروفة هناك باسم الشمال الكندي الكبير، المحصور بدوره ضمن الدائرة القطبية الأولى للطرف الأقصى والأعلى من الأرض، أو ما يطلقون عليه اسم "الشفق القطبي" للمحيط المتجمد الشمالي، حيث اللاشيء هو جليد أبدي قد يستمر حتى قيام الساعة.
كلف 49 ألف دولار لنقله بعبّارة نهرية
http://media.alarabiya.net/img/pix_hi_fade.gifhttp://images.alarabiya.net/mosque_2_7881_2390.jpg المسجد على ظهر شاحنة
أما تكاليف نقل "مسجد نهاية العالم" بالعبارة النهرية إلى إينوفيك "فهي تقريباً 49 ألف دولار"، بحسب ما قال المهندس أحمد الخلف. وهو يضيف أن المسجد لن يكون كاملاً حين يصل، فهو بحاجة إلى المزيد من السجاد والثريات ووضع اللمسات الهندسية الأخيرة عليه، لذلك فأول صلاة ستقام فيه ستكون بعد أسبوعين تقريباً من وصوله الموعود إلى بلدة ليس فيها مقبرة ولا مدرسة إسلامية إلى الآن، وفيها حدثت حالة وفاة واحدة لمسلم غاب عن الدنيا هناك، فنقلوا جثمانه بالطائرة إلى مقبرة إسلامية في إدمنتون، حيث يقيم ذووه.
ويفكر المهاجرون المسلمون في إينوفيك بإقامة مدرسة ومقبرة إسلامية، وربما مركز ثقافي في الأرض الثانية التي اشتروها، لكن هذا الحلم مستحيل التحقيق وسط الصعوبات المالية التي يعيشونها جراء التزامات وقعوا عليها، فالمسجد حين يصل يحتاج إلى 40 ألف دولار لتركيبه وتثبيته وتجهيزه بالكامل، فيما خزينة "جمعية إينوفيك الاسلامية" خالية من أي مبلغ يشفي الغليل.
ويتحدث المهندس خلف عن إينوفيك وبيئتها فيقول: إن مواقيتها صعبة على المسلمين، ففي رمضان نصوم بين 17 و18 ساعة يوميا. ويذكر أن ثلث عدد العرب يعملون سائقي تاكسي في المدينة التي تشهد 30 يوماً في العام، أي من 7 دسيمبر إلى 7 يناير، حيث يبتلعها الظلام خلالها بشكل كلي، ومن دون أي شمس على الإطلاق.
ومعظم العرب في إينوفيك هم من السودان، وفيها مصريان وأردنيان، أحدهما يملك دكانين للبقالة والسمانة والآخر يملك صالوناً للحلاقة، إضافة إلى عدد من اللبنانيين وآخر من الفلسطينيين، معظمهم من مواليد لبنان وأحدهم يملك فيها مطعماً.
أما أقدم العرب في إينوفيك فهو السوري الوحيد المقيم فيها، واسمه طلال الخطيب، وهو الآن في الستينات من عمره، ووصل إليها قبل 28 سنة، ويعتبرونه أغنى الجالية الصغيرة التي يعمل معظمها سائقيين لسيارات تاكسي بالأجرة. وبملك أحد السودانيين في إينوفيك شركتين، إحداهما للإسعاف والثانية لسيارات التاكسي، فيما يملك سوداني آخر شركة للأمن والحراسة.
كما زود الدكتور حسين قستي "العربية. نت" بمعلومات عن صيف المدينة المطلة في مشاهد خلابة على جبال ريتشاردتسون الشهيرة هناك، مع أنه لم يقم بزيارتها إلى الآن، فيقول إن إينوفيك، التي تحتوي على إشارة مرور ضوئية واحدة فقط، تشهد 57 يوماً تبدأ من أواخر مايو مروراً بيونيو إلى أوائل يوليو، حيث لا تغيب فيها الشمس أبداً، وتظل بادية للعيون طوال 24 ساعة باليوم الذي بالكاد ينام فيه السكان 4 ساعات على الأكثر.
هذه الظواهر الطبيعية النادرة هي أكثر ما يحمل السياح لزيارة البلدة التي يحملهم إليها أيضاً الصيد في براريها بالربيع وخلال الصيف القصير. أما العرب فلم يأتوها سياحاً ولا صيادين، بل مدفوعين بطفرة غاز طبيعي ظهرت مكامنه فيها قبل 40 سنة، ثم انتهت الطفرة بتقلص احتياطات الغاز، وبقي فيها موظفون في الدولة الكندية وآخرون يبحثون عن الثروات ويعتقدون أنها قد تكون أكبر محضن لاحتياطات ضخمة من النفط.
وإذا صحت توقعاتهم فستزدهر إينوفيك كما مدن الخليج العربي بثروة من السائل الأسود تفنى مع الزمن، إلا أن "مسجد نهاية العالم" سيستمر فيها باعتباره ثروة لا تنتهي.
ـ[المجيبل]ــــــــ[16 - 09 - 2010, 01:07 م]ـ
ما شاء الله، اللهم بارك فيهم وارزقهم الثبات.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[16 - 09 - 2010, 01:49 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: عامر مشيش
جزاك الله خيرا، موضوع مثير وقيم، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
ما شاء الله، اللهم بارك فيهم وارزقهم الثبات.
اللهم آمين.
أسأل الله أن يجزل لهم بالثواب والأجر.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[16 - 09 - 2010, 04:18 م]ـ
تباشير جداً رائعة، اللهُ أكبر في الصقيع، اللهُ أكبر في حرارة الشمس القاسية، اللهُ أكبر في (رخاء الأرض وشدتها حياتها ومماتها)، شكراً لك أستاذي عامر موضوع قيّم للغاية، أثابك الله على نشره وأثاب كل من سيجعل لمسجد نهاية العالم صدىً في كل أرجاء الدنيا.
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[16 - 09 - 2010, 04:55 م]ـ
ما شاء الله، اللهم بارك فيهم وارزقهم الثبات.
آمين
والدعوات موصولة لك أستاذ عامر
¥