وقوله: «بين زوجاته في القسم» ظاهر كلامه سواءٌ كن حرَّات أم إماء؛ لأنه لم يستثنِ، لكن قال بعض العلماء ـ وهو المذهب ـ: إن للحرة مع الأمة ليلتين وللأمة ليلة؛ لأنها على النصف، وفي هذا نظر،
والصواب أنه يجب العدل في القسم حتى بين الحرة والأمة.
قوله: «لا في الوطء» فلا يجب أن يساوي بينهن في الوطء؛ لأن الوطء له دوافع من أعظمها المحبة، والمحبة أمرٌ لا يملكه المرء، فقد يكون إذا أتى إلى هذه الزوجة أحب أن يتصل بها، وتلك لا يحب أن يتصل بها، فلا يلزمه أن يساوي بينهن في الوطء، وقد قال الله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129]، ولأن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقسم بين زوجاته ويعدل ويقول: «هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك» (1) وهذا حق؛ لأنه إذا كان لا يرغب إحداهما، فإنه لا يملك أن يجامعها إلا بمشقة، ثم إن تكلف الإنسان للجماع يلحقه الضرر.
وقال بعض العلماء: بل يجب عليه أن يساوي بينهن في الوطء إذا قدر، وهذا هو الصحيح والعلة تقتضيه؛ لأننا ما دمنا عللنا بأنه لا يجب العدل في الوطء بأن ذلك أمرٌ لا يمكنه العدل فيه، فإذا أمكنه زالت العلة، وبقي الحكم على العدل، وعلى هذا فلو قال إنسان: إنه رجل ليس قوي الشهوة إذا جامع واحدةً في ليلة لا يستطيع أن يجامع الليلة الثانية ـ مثلاً ـ أو يشق عليه ذلك، وقال سأجمع قوتي لهذه دون تلك، فهذا لا يجوز؛ وذلك لأن الإيثار هنا ظاهر، فهو يستطيع أن يعدل، فالمهم أن ما لا يمكنهالقسم فيه فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وما يمكنه فإنه يجب عليه أن يقسم.
مسألة: هل يجب أن يعدل بين زوجاته في الهبة والعطية؟
يقول الفقهاء رحمهم الله: أما في النفقة الواجبة فواجب، وما عدا ذلك فليس بواجب؛ لأن الواجب هو الإنفاق، وقد قام به، وما عدا ذلك فإنه لا حرج عليه فيه، لكن هذا القول ضعيف.
والصواب أنه يجب أن يعدل بين زوجاته في كل شيء يقدر عليه، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل»)) أهـ
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[23 - 09 - 2010, 11:25 ص]ـ
أنا العانس رقم 4 ملايين .. ولا فخر
أقسى ما تعانيه بناتنا العوانس؛ النظرات القاتلة الشامتة ممن حولهن، فيلذن بالصمت، ويلتحفن الانكسار والانهزامية، ويمتن في مناسبات الأفراح مرات عدة،
وينصرفن منها كأشباح لا حياة فيها
في أيام العيد هذه؛ والفرح يتطاير حولنا، ويصبغ أجواءنا بألوانه الزاهية، وتشيع زغاريدُه البهِجة في نفوسنا، يتخيّر العرسان ـ كتقليد اجتماعي ـ شهر شوال لإقامة حفلات الزواج، وتُحجز صالات الأفراح باكراً؛ ولربما امتد التزامك بحضور دعوات الفرح كلَّ ليالي شوال في أسبوعيه الأولين.
جلست في إحدى هذه الصالات قبل يومين، وفيما الكل حولي سعيدٌ ومبتهجٌ في أجواء الفرح هذه؛ إلا أن كآبة تغشتني، وانقبض صدري حزناً، وشعرت بغصة حارة؛ فقد انبجست من ذاكرتي صرخة الدكتور عبدالله الفوزان (أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود) وهو يُورد دراسة مسحية أعدتها وزارة التخطيط السعودية بأن "عدد غير المتزوجات وصل إلى المليون ونصف المليون عانس، وأن الرقم سيرتفع إلى أربعة ملايين عانس في السنوات المقبلة" .. يا للهول!! شعرت بمعاناة بناتنا، وتخيلت مدى الألم النفسي الذي يعشنه من بقائهن دون زواج، شعرت بحسراتهن وأزهى فترات حياتهن شباباً، وأكثرها خصوبة وعواطف، تمرُّ أمام أعينهن وتسقط كأوراق خريف صفراء. تصورت حالهن وهن يأتين مناسبات الزواج هذه، وتتخطفهن الأنظار الحارقة، تحكي لغة واحدة برسالة قاتلة تقول: أنت عانس!!. تسوط بناتنا هؤلاء بمدلولات هذا الوصف الآثم، أي أنّ بك من العيوب والمثالب والنقص إن كان في خلقتك أو سلوكك أو تربيتك أو ثقافتك؛ ما جعل الشبان يحجمون عنكِ ويتركونك لغيرك، وأنك لا تصلحين شريكة حياةٍ مثالية ..
أقسى ما تعانيه بناتنا؛ النظرات القاتلة الشامتة ممن حولهن، فيلذن بالصمت، ويلتحفن الانكسار والانهزامية، ويمتن في ذات المناسبة مرات عدة، وينصرفن منها كأشباح لا حياة فيها ..
¥