تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شرعية من بعض فصائلها فليس ذلك مبررا لهضمها حقها من الإشادة والتقدير، فلولا أن قيض الله، عز وجل، أولئك، ومن قبلهم قوات الإمارة الإسلامية في بلاد الأفغان بعد انحيازهم، لولا أن قيض الله، عز وجل، أولئك، لكسر أنف أمريكا التي تهزم الآن فعليا في الجبهتين مع استنزاف كامل لقواها العسكرية والاقتصادية والإنسانية، لولا ذلك لكان الدور قد جاء علينا، فقد حمل أولئك الرجال عنا المؤنة، ونحن جلوس في بيوتنا!، وليتهم سلموا من ألسنتنا، بل قد شنع كثير منا عليهم فرماهم بالإرهاب في ترديد ساذج لخطاب أمريكا وأذنابها من العلمانيين في بلادنا.

وما يقع الآن من صراع بين الحق والباطل في وقائع من قبيل هذه النازلة، ونازلة تعدي المرتد القابع في لندن على أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنه، إن كان قد ثبت له عقد إسلام ابتداء فذلك محل نظر!، وما وقع من التهديد بحرق المصاحف، كل أولئك، هو تأويل لآي الكتاب العزيز فـ: (لَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، و: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، ولا يزيد ذلك الحق إلا ظهورا، فقد أدت الأحداث الأخيرة في مصر إلى يقظة كثير من عقلاء النصارى ففضحت الكنيسة نفسها بنفسها حتى بين جموع المؤمنين بهرطقتها، وزادت نسبة الإشهار الرسمي فضلا عن الإسلام الفعلي لكثير من النصارى بعد واقعة خطف وتسليم الأخت كاميليا، حفظها الله وفرج عنها وعن أخواتنا من الأسيرات، وتطلع كثير من الأمريكيين إلى دراسة الكتاب العزيز الذي حاول السفيه تيري جونز حرقه، وأخيرا، كما يقول مفتي المملكة، انهدم بتصريحات ذلك المرتد في لندن ركن ركين من أركان بنيان التقريب الهش، لا سيما بعد إحجام رءوس البدعة عن استنكار خطاب ذلك النكرة، واعتذار بعض كتابهم باعتذارات باردة مجملة من جنس اعتذارات شنودة، ولعلها فرص مواتية لعرض الحق على عقلاء المخالفين بعد ظهور خبل رءوسهم الذين يحظون عندهم بالتعظيم الذي يصل إلى حد التقديس والسمع والطاعة العمياء.

و: (اللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير