تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمربّي إنما يُؤَثِّرُ بأفْعالِهِ قبلَ أَقْوالِهِ.

ولنقفْ هذه الوقَفَاتِ التَّربَوِيّةِ مَعَ قدواتٍ كانَ لهمْ أثرٌ عبرَ التاريخِ::

- قصّةُ التّحَلُلِ مِنَ العُمْرَةِ ..

لمّا فَرِغَ رَسُولُ اللهِ - صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ - مِنْ قَضِيّةِ كِتَابةِ الصُّلحِ،

قالَ لأصحابِه: «قُوْمُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا» حتّى قَالَ ذلكَ ثلاثَ مراتٍ، فلمّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُم أحدٌ،

دَخلَ على أمِّ سَلَمةَ، فَذَكَر لهَا مَا لَقِيَ منَ النّاسِ، فَقَالتْ أمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ أتُحِبُّ ذَلكَ؟

اُخْرُجْ، ثُمَّ لَا تكلمْ أحدًا مِنهُم كَلمةً حتّى تَنْحَرَ بُدَنَك، وتَدْعُوَ حالِقَكَ فَيَحلِقكَ،

فَخَرَجَ فَلمْ يُكَلّمْ أحدًا منهُم حتّى فَعَلَ ذلكَ، نَحَرَ بُدَنَه، وَدَعَا حاَلقَهُ فَحَلَقَه،

فلمّا رَأَوْا ذَلك قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بعضُهُم يَحلقُ بعضًا، حتّى كَادَ بعضُهم يَقْتُلُ بعضًا غمًّا.

وفي هذِهِ الحادِثة، تَسْتَوقِفُنَا أمورٌ فِيْهَا دُرُوسٌ وعِبَرٌ منها:

أهميَّةُ القُدوةِ العَمليّةِ، فقد دَعَا رسولُ اللهِ - صلّى اللهُ عليهِ وسلّم - إلى أمْرٍ وكَرّرَهُ ثلاثَ مراتٍ،

فلمّا قّدِمَ رسولُ اللهِ - صلّى اللهُ عليهِ وسلّم - على الخُطْوَةِ العَمليّةِ الّتِي أشَارتْ إليْهَا أمُّ سَلَمَةَ تَحَققَ المُرادُ،

فالقُدْوةُ العمليّةُ في مِثْلِ هذِهِ المَوَاقِفِ أجدَى وأنْفَعُ ..

- القصةُ المشهورةُ للحَسَنِ والحُسَيْنِ - رضيَ الله عنهُما -

حينما أرادا أن يلفِتا انتباهَ الرّجلِ الّذي كانَ يتوضأُ بِطَرِيقةٍ غيرِ صحيحةٍ ..

لَم يقولَا لهُ إنّكَ تتوضأُ بِشكل خَاطِيء، وإنّما حكَّماهُ في كيفِيةِ وضوئِهِمَا ..

فَجَاءَ الأوّلُ وَتوضّأَ بِطَريقةٍ صحيحة، وأعْقَبَهُ الثّانِي وَتَوَضّأ بطَرِيقةٍ صحيحةٍ أيضًا ..

فلاحظَ الرّجُلُ أنّهُمَا يتوضّآنِ بِشَكْلٍ مُختلفٍ عنْ كَيفيّةِ وضوئِهِ هو ..

وقالَ لهُما:إنّ وضُوءَكُمَا أفضلُ من وُضُوئِي، وفَهِمَ الرّسالةَ التّي أرادا أنْ يُوَجِهَاهَا له .. [/ size]

فَنِعْمَ القُدْوَةُ ..

مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ؛ * فقلدَ شكلَ مَشيتهِ بنوهُ

فقالَ: علامَ تختالونَ؟ قالوا: * بدأْتَ به، ونحنُ مقلِدوهُ

فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ * فإنا إن عدلْتَ معدلوه

أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ * يجاري بالخُطى من أدبوه؟!

وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا * على ما كان عوَّدَه أبوهأما مقابلُ القدوةِ الحسنةِ فمعروفٌ هوَ القدوةُ السيئةُ ومعروفٌ نتائجها!!

فالحذرَ الحذرَ!! أنْ تخالِفَ أقوالُنا أفعالَنا أمامَ الطفلِ فينْشَأَ الطفلُ مترددَ الأخلاقِ والفكرِ.

فالأبُ المدخنُ لنْ يستطيعَ أنْ يَنْهَى أبناءَهَ عنِ التّدخينِ،

وكذلكَ الّذي لا يُحافظُ على الصّلاةِ،فلا يَتوقَّعُ أنْ يَجِدَ أبناءِهُ محافظينَ على الصلاةِ،

والأمُّ الّتِي لا تَلتَزِمُ بِحِجَابِهَا فلا تنتظِرُ أنْ تَخْرُجَ منْ بينِ يَدَيْهَا فَتَاةٌ مُحَجَّبَةٌ،

وبذلك فنحنُ ندعو لصياغةِ أنفسِنا منْ جديدٍ لتتحققَ القدوةُ الحقيقيةُ لأطفالِنا ..

وحتماً علينا أن نراعِيَ بينَ أقوالِنا وأفعالِنا ..

والابنُ الصَّالحُ قُرّةُ عَيْنِ وَالديهِ في الدُّنيا والآخرةِ.

قال تعالى:

(والّذِيْنَ يَقُوْلُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أزْوَاجِنَا وَذُرّيَّاتِنَا قُرّةَ أعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْنَ إمَامَاً)

سورة الفرقان

ـ[أم أسامة]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 04:19 م]ـ

بوركت عزيزتي سمية ..

موضوع رائع وواقعي الإنسان قبل أن يبدأ بإصلاح غيره عليه بنفسه ... جزيت خيرا

ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 05:09 م]ـ

شكرًا لك أختنا سميَّة، موضوع على جانب كبير من الأهمية وهو التعلم بالقدوة

ولكن لا تخلو المجتمعات الإسلامية من القدوة لكل زمان رجاله، لا نعدم القدوة الطيبة

ـ[سمية ع]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 12:21 م]ـ

بوركت عزيزتي سمية ..

موضوع رائع وواقعي الإنسان قبل أن يبدأ بإصلاح غيره عليه بنفسه ... جزيت خيرا

حياك الله أم أسامة أسعدني مرورك الكريم

ـ[سمية ع]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 12:24 م]ـ

شكرًا لك أختنا سميَّة، موضوع على جانب كبير من الأهمية وهو التعلم بالقدوة

ولكن لا تخلو المجتمعات الإسلامية من القدوة لكل زمان رجاله، لا نعدم القدوة الطيبة

جزاك الله خيرا أستاذ على مرورك الكريم

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 02:17 م]ـ

وإنما هوَ سُلوكٌ ينعكسُ على ذِهْنِ الطفلِ بأنه يجُوزُ الكذبُ في المَواضِعِ التي ينقذُ فِيها نفسَهَ من الآخرينَ!!

فالأبُ في غيرِ ذلكَ الوقتِ تجدُهُ ناصحٌ لطفلِهِ وينهاهُ عن الكذبِ!

لله در الكاتب ودرك أخيتي سمية

شتان شتان بين الواقع المتقدم في بداية

المقال والواقع المُتأخر في وسط المقال

فلكل شمخ أو ذل أسبابٌ يُرفع بها القوم

أو يعيشون بها في تخلف وهوان ويعدون

في الدنيا من سقط المتاع كالبعير لا وجود

ولا تواجد وهذا بالفعل حالنا الآن ليرحمنا الله

شكراً لكِ أخيتي سمية على هذا الموضوع

المُتميزالذي ,

ويلامس بثناياه واقعنا المُنثني.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير