[تخصص غير المسلمين في دراسة اللغة العربية]
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الكليات المعنية بتدريس اللغات، وتحديدا في أقسام اللغة العربية في مصر، نجد جميع الطلاب مسلمين وجميع الطالبات مسلمات.
ليس هناك مسيحي واحد ولا مسيحية.
ومنذ عدة سنوات مضت، حاولت إحدى المسيحيات أن تنتسب إلى قسم اللغة العربية وأن تتخصص في هذا المجال، وأعلنت عن عزمها أن تكون أستاذة مساعدة في هذا التخصص، وعن رغبتها الشديدة في الغوص في هذا البحر.
على مستوى رد فعل المواطن، فإن مصريين كثيرين استنكروا هذا الأمر، لأن دراسة اللغة العربية تتطلب دراسة للقرآن الكريم وبعضا من علومه.
لا يوجد في مصر مدرس لغة عربية مسيحي أبدا، و لا يوجد هيئة أعضاء تدريس للغة العربية بينهم زميل مسيحي سواء أكانوا في المدارس أم في أقسام الكليات.
فماذا يحدث في الجامعات العربية في هذا الصدد؟ وهل يَدرس الجامعيون غير المسلمين اللغة العربية؟ وهل يمكن أن أجد مثلا في بلد مسلم عربي مدرسا مسيحيا يُدرّس للطلاب اللغة العربية؟
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 07:21 ص]ـ
أحسنت أختي أمة الله.
ومن أين أتانا المستشرقون؟!
تعرفين - أختي - أن المستشرقين الآن كثروا، وصاروا يبحثون مثلنا، ويؤلفون عن لغتنا، ويجمعون آراء علمائنا، ويناقشونها، بل ويحصون المخطوطات العربية في العالم، فهذا على سبيل المثال (كارل بروكلمان) الذي بحث ونقب واطلع على أدبنا وحقق وتكلم، وأدخل سمه في عسلنا، ونحن في غمرة ساهون، بل إن كثيرا من أحكامه دخلت وجرت على ألسنتنا، ونحن لا تعرف!!
وأمثال بروكلمان كثير جدا، منهم (ت.م جونسون)، ومنهم (برجشتراسر) اليهودي
وغيرهم كثير جدا، ولقد ألقى هؤلاء المستشرقون محاضرات كثيرة في الأدب والنحو في جامعة مصر أيضا، فكتاب التطور النحوي لبرجشتراسر اليهودي أصله محاضرات ألقاها على طلاب في جامعات مصر، وهذا الكتاب متوفر في المكتبات الآن، الجدير بالذكر أن هذه المحاضرات كادت أن تذهب أدراج الرياح حتى عثر عليها الدكتور رمضان عبدالتواب مخطوطة بخط برجشتراسر، فترجمها، وهي الآن بالأسواق.
ولقد تفوق المستشرقون على كثير منا في البحث في أدبنا - ولا تستغربي ذلك -، ولقد اعترف بهذا كثير من الباحثين، وأما نحن ... فأترك لك التعليق. هم يهملجون في باطلهم، ويسرعون، ويركضون ركضا، ونحن مازلنا متخاذلين!!
وللمستشرقين مؤلفات ومختارات في أدبنا،فهذا (لويس شيخو) يجمع في الكتاب الذي سماه (حدائق الأدب مختارات من أدب العرب) وربما يكون اسمه قريب من هذا، فاسمه لا يحضرني الآن.
وأين أنتم يامسلمون؟!
نمت، وأدلج الناس! أو كما قال أبو الوفاء المهندس لأبي حيان التوحيدي: (لقد رقدت فحلمت فخيرا رأيت وخيرا يكون)!
تحية لك أختي أمة الله.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 08:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات ثرية أستاذي عبد العزيز , بارك الله فيك.
لا أدري تحت أي مسمّى يستطيع أحفاد العرب الذين نزل فيهم القرآن الكريم وتحداهم في اللغة - ولا يكون التحدي إلا لمن تفوق في شئ - يقبلون دراسات لغوية لمستشرقين، فبأي مبررحاولنا أن نقنع به أنفسنا؟
ألا يكفي استيرادنا للمنتجات الأجنبية فبحثنا عمن يعلمنا لغتنا ويبحث في شتى علومها ونحن مشدوهون به كأنما أتى بشئ لم نعرفه من قبل ولم يترك لنا فيه علماؤنا كتبا تسد الأفق.
إن كان المستشرقون فعلوا ذلك فعلى الأقل نعلم أنهم مستشرقون لا يدينون بديننا ولا ينطقون بلساننا.
أمّا تعليقي على اعتراف كثير من الباحثين بتفوق المستشرقين علينا في دراستهم، فأعتقد -الرأي خاص بي ولا يلزم أحدا - أن هؤلاء الباحثين لم يتأثروا فكريا بكتب المتقدمين ربما لعوامل ومتغيرات خاصة بهم جعلتهم يركنون إلى الأخذ عن الغرب والمستشرقين فلا يمكن فصل العوامل الاجتماعية والبيئية في تكوين فكر الباحث، لهذا ربما أشادوا بالمستشرقين بينما نجد باحثا آخر تأثر بعوامل أقوى لا يعتد بدراسات المستشرقين ويراها غثاء كغثاء السيل لا تقدم نفعا للعربية بل هي سم في عسل كما ذهبتم أستاذي الكريم.
لقد بدأ الوضع على اللغة والدين منذ أن دخل الموالي الإسلام، وازداد عددهم بصورة كبيرة في عهد الدولة العباسية، وكانوا يضمرون شرا للإسلام والمسلمين لأن المسلمين كانوا يتولون المناصب العليا بينما الموالي يتولون المناصب الدنيا، ورغبة ً من الموالي في الكيد بالإسلام أعلنوا إسلامهم لفظا، وأخذوا في الوضع عليه وعلى اللغة، حتى انتبه إلى هذا الأمر علماء مسلمين فبدأوا ينقحون الموضوعات ويشيرون إليها.
هل يوجد مدرسون للغة العربية من غيرالمسلمين في بلادنا العربية؟
هل يوجد مبرر لأن يُعلم غير المسلم اللغة العربية؟
لعل سؤالي هذا سيثير رأيا قد طُرح من قبل في مصر وهو: رغبة الطلاب غير المسلمين في عدم تعلم اللغة العربية وجعلها خارج المواد الإجبارية للطالب، وهذا الأمر في حد ذاته كفيل بفقدان القومية العربية لغير المسلمين من العرب، ولكن ليس معناه أن يتولى تدريس اللغة العربية غير المسلم.
¥