تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دعوة لغوية]

ـ[فارس السبع]ــــــــ[29 - 01 - 2010, 08:25 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة مشاركة

المدرسة اللغوية الثالثة

هذا مقال تحذيري،عالي الخطورة، موجه أساسا إلى أولياء التلاميذ والمعلمين ومن يعنيهم أمر اللغة العربية، قصد المشاركة الفاعلة في هذا المشروع الذي بدأته، وسأدافع عنه، عن أهم حق من حقوق التلميذ، وهو امتلاك لغة عالية الكفاءة، يستطيع أن يفكر بها ... هذا الحق الواجب أهملته المدارس العربية جميعا .. أنا أتكلم كباحث ورجل علم فقط، يحمل رسالة إجبارية القراءة، العاطفة والكلام الزائف لا مجال لهما، سأستخدم أسلوبا يشبه الصعقة الكهربائية التي يوجهها الطبيب لقلب قد توقف، المكاشفة عمل أخلاقي، والسكوت عمل غير أخلاقي، يقول النبي سليمان: الكلام العادل فضة خالصة، أ ي له قيمة حقيقية كالمال. المقال سينشر بالعربية والفرنسية والإنجليزية.

الآباء الكرام، عليكم أن تحذروا تماما، عليكم أن تخافوا، أولادكم يسبحون في بحيرة الخطر، هم ضائعون -لقد بلغتكم-. من واجب المدرسة، بعد تعليم الكتابة والقراءة أن تعلم التلميذ لغة ما، عملية التفكير لا تتم إلا باللغة، اللغة هي الطاقة التي يعمل بها العقل البشري،لا تفكير بلا لغة، كلما كانت هذه الطاقة عالية الجودة كانت نتائج التفكير أكبر وأفضل، المدرسة العربية لا تعلم التلاميذ اللغة العربية نعم المدرسة العربية لا تعلم التلاميذ اللغة العربية تأكدوا من هذا الكلام .. إنها تخدعهم وتسيء للغة العربية أشد إساءة، هذا من صفات هذه المدرسة العجيبة بين مدارس العالم. سكوتكم يعني قبولكم الضرر الذي يصيب أبناءكم.

أنتم أيها الآباء، لا تحسنون العربية – تتفقون معي- وتواجهون أزمة حقيقية في سيولة المفردات والتراكيب، أنتم تفكرون باللهجة الدارجة، نفسها المستخدمة منذ قرون وهي ذات مستوى هابط ورديء أمام المتغيرات المتسارعة في العلم والمعرفة، إذن كيف سيكون سلوككم أمام الأحداث اليومية المتنوعة .. ؟ المشاكل التي تحاصرك وتتعبك هو نتيجة نوعية ومستوى التفكير- لا تنس هذا الكلام-.اللغة مصباح، المصابيح تختلف قوتها فأي مصباح تحمل أنت أيها الأب الكريم .. ؟

يقول الدكتور شوقي ضيف – عام 1986 - وهو كبير رجال اللغة والأدب في مصر والعالم العربي: (جميع البلاد العربية اليوم تشكو مر الشكوى من أن الناشئة لا تحسن النطق بالعربية نطقا سليما وكأنما أصيبت ألسنتها بشيء من الاعوجاج والانحراف).

-تيسير النحو التعليمي ص 3 -

هذا اعتراف كتابي خطير جدا، و (شهادة وفاة)، من أكبر لغوي معاصر، للطريقة والمنهجية التي تعمل بها المدرسة، ولا زالت، إنها تعني أيضا شهادة شل وتدمير قدرة وإمكانية وحيوية مجتمع وأمة، هذا سر تخلف و ضعف وتشتت العرب جميعا، هذا ما لا يعلمه عرب اليوم عن أنفسهم، الذي لا يحسن الكلام لا يحسن التفكير ولا يمكنه أن يكون شيئا في هذا العالم.العرب لايعرفون العربية.

ماذا حدث بالضبط .. ؟ من نتائج الحملة الفرنسية على مصر، إرسال حاكم مصر، محمد علي - 1820 - بعثات علمية إلى فرنسا، وكان منهم رائد النهضة العربية في ذلك الوقت (رفاعة الطهطاوي) (1801 - 1873)، وكان أفضل كتاب يعتمد عليه في اللغة (الكتاب) لسيبويه، قد طبع في باريس سنة 1801، وقام بتحقيقه، المستشرق الفرنسي Artuing Derenbourg لكن عند عودة رفاعة إلى مصر وشروعه في تأليف كتب اللغة إعتمد على كتاب (الأجرومية)، وألف كتاب (التحفة المكتبية في تقريب العربية)، وهو بهذا العمل قد ضيع الكنوز اللغوية الثمينة في كتاب سيبويه حيث عاد علم النحو ومن جديد لغزا، ومغلقا أبواب التجديد اللغوي المطلوب، لقد تبدل اتجاه وهدف اللغة، من لغة خطب وشعر ومناسبات ولهجات، إلى لغة تجارة وعلوم وتكنولوجيا وغيرها، وهذا يعني إجبارية إحداث تغيير في نوع وأهمية الدرس، وهذا لم يحدث، اللغة أصبحت سلعة ثمينة، لها سوق يقوم على العرض والطلب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير