تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المُعَلِّم المَسْؤول وَنقيضهُ الكَسول. جزء أول.

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 11:38 م]ـ

:::

والصلاة والسلام على أشرف المُرسلين .. خير مَن أقلته بيداء .. وأعظم من أظلته السماء .. فكان أول الأولين .. عند رب العالمين .. فكتب سبحانه وتعالى اسمه على عرشه .. فكان التوحيد مقروناً بالمُصطفى .. آخر المُرسلين .. ثم أمّا بعد ..

واقعيّات مُقلقة

دخل المعلم الفصل وهو متأففٌ .. على وجه ارتسمت صورة من عدة مُعتقدات .. انعزالية .. انكشارية .. تشاؤمية .. انهزامية .. الطلاب في حالة عفوية تامة .. فمنهم الآكل والشارب .. ومنهم النائم السابح في ملكوت الله .. ومنهم العابث ومنهم الباسم .. ومنهم مجموعة تُناقش آخر ما قد استجدَّ في حياة كل منهم ..

وفجأة أمام هذا الإعصار السريالي المتقوقع في غيابات همومه .. وقف الجميع .. خوفاً وليس تقديرا .. كرهاً وليسَ حبّا .. وضعَ علبة الطبشور على " التّخت " .. وعلبة " السجائر " .. والكشكول ذات الأوراق المزبرجة ظاهرياً فقط أمّا في الداخل فتجلس الكلمات " بلا نظام ولا ترتيب " تساوم بعضها البعض

يتعارك الحبر معها .. تساوم بعضها البعض .. للهروب من سجن الورق .. إلى حياة العقول وفصاحة اللسان .. فالمُعلم الذي خطّ تلك الكلمات العابثة .. في وجهة نظرهم .. " سجّان " .. أخرجَ سيجارة فأشعلها بلا أي تفكر ٍ أو ترددٍ في التحكم في سلوكه الغير منضبط .. سمع قرع طبول عم ذياب أقصد فناجين عم ذياب .. " الساعي القهوجي " .. فانتابته النوبة الصباحية لاحتساء الشاي أو القهوة مع السيجارة .. بعد جلوسه على الكرسي .. أمر بالعفوّ عن الطلاب فأشار إليهم بالجلوس .. كعسكري المرور في ميدان ٍ تملؤه السيّارات .. تمتم الطلاب بصوت مائل ٍ إلى الضجيج .. كالناس تماماً في الحياة العامة .. عندما لا يعجبهم قراراً سياسياً ما .. رشف من الفنجان رشفة تكاد تُشبه شربة المتضرر عطشاً في نهار صيف قاحط .. لا مطر فيه ولا نسمة برد .. أخيراً بدأ في التحرك .. بهامته التي تشبه هامة الحارس الشخصي .. فراح يتطلع في طلابه .. وكأنه يبحث عن مجرم أو يشتبه في أحد طلابه .. وبهذا وبذاك .. قد مرت ثلث السّاعة تقريباً .. وأخيراً قررّ للطبشور أن يعانق يديه معانقة .. الغني للفقير .. أخيراً كتب في منتصف اللوحة السبّورية بخط كبير عدة كلمات .. تشبه عدد أصابعه .. كأنه يوفر الطبشور .. ليزف لطلابه التباشير .. وينطق أخيراً .. بلسانه الجريح الخالي من الكلام الفصيح .. تلك حصة مناقشة وتعارف .. رغم أن

الموسم الدراسي قد قاربت شمسه على الأفول .. إلا أنَّ وعلى ما يبدو .. المُعلم في حاجة اليوم .. للراحة من عناء الشرح ..

يُتبع بإذن الله.

ـ[المدرس اللغوي]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 05:47 م]ـ

أخي نور الدين, هتان من الشكر على هذه الكلمات الجميلة المعبرة.

ـ[أبو لين]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 07:16 م]ـ

رائع وأكثر من رائع ....

باركك المولى أخي نور ونفع بك.

نحن متابعون.

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 10:16 م]ـ

جزيت خيراً أخى الحبيب ليتى أحاول متابعة هذا الموضوع الجميل وأتمنى أن تجمع الموضوع فى النهاية فى ملف واحد حتى يتسنى للجميع الاستفادة بارك الله فيك أخى الحبيب.

ـ[نور عبدالرحمن]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 11:20 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته:

كلمات معبرة تزيدنا شوقا لما يأتي نحن بانتظارك ... دائما.

ـ[زورق شارد]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 02:35 ص]ـ

أكثر من رائع أستاذنا

نحن متابعون

عسى ألا يكون النقيض مقلقا كذالك ..

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 08:54 م]ـ

أخي نور الدين, هتان من الشكر على هذه الكلمات الجميلة المعبرة.

بل

الشكر لك َ بغير تحديد على مرورك العبق أخي اللغوي .. بورك فيكَ وزادك الله رفعة ..

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 09:27 م]ـ

رائع وأكثر من رائع ....

باركك المولى أخي نور ونفع بك.

نحن متابعون.

بورك فيك أخي أبا لين أشكر حسن ظنك بأخيك .. ومرورك أروع .. زادك الله علما ورفعة .. شاكرٌ اهتمامك بما أخطه هُنا ..

ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 06:35 ص]ـ

آه وآلاف من الآهات أرسلها , فتلك الكلمات العبقرية هي واقع معظمنا. أخي الجميل أكمل وصف لنا حالنا نحن المعلمين فقد نخجل فنتغير أو ننصح أولئك الذين حولوا مهنة الأنبياء إلي سلعة

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 10:01 م]ـ

جزيت خيراً أخى الحبيب ليتنى أحاول متابعة هذا الموضوع الجميل وأتمنى أن تجمع الموضوع فى النهاية فى ملف واحد حتى يتسنى للجميع الاستفادة بارك الله فيك أخى الحبيب.

ستتابعه يا أخي بإذن الله أعلم أنكَ في حالة شغل ٍ عظيمة .. أعانك الله .. ووفقكَ .. حباً وكرامة إن شاء الله أعدك حين انتهي من كل الأجزاء سوف أستجمعها في مقال واحد .. بورك فيكَ شاكرٌ مرورك الطيّب ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير