[الكتاب يرتطم بجمجمة مار!]
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 02:34 م]ـ
في مثل هذه الأيام تنتاب تلاميذنا القلق إزاء ماهم مقدمون عليه ..
فأراهم يتكدسون حلقا في فناء المدارس ويشبعون آخر رمق لما تبقى من زمن على دخول قاعات الامتحانات ..
التوتر يتصاعد، والقلق يزداد نبضه، والأنفاس تتلاحق .. إلى هنا والأمر طبعي نتيجة الرهبة التي تسببها الامتحانات ..
ما علينا ..
المهم، أنه ما أن يعلن عن انتهاء زمن الاختبار، يخرج فلذاتنا وكأنهم يخرجون من معتقل سياسي .. الفرح يدوي في الأفنية والممرات
وموج الصخب يتدافع!
والذي يلفت انتباهي هو أرتال الكتب والكراسات أكواما هنا وهناك!
كتب متراكمة ومتراكبة تدعو للشفقة على حالها .. أشعر بها تئن وتتوجع على فراق الأحبة ..
.. أيضا، الأمر طبعي، ولا غرابة في الموقف أو المشهد ..
وإنما تكمن الغرابة، بل تتجلى الدهشة في موقف ترى فيه بعضهم وهو يلوح بالكتاب، ثم بقدرة قادر تجد الكتاب يعانق حائطا أو جمجمة مار .. !
الغريب أن تجد بعضهم يتفنن أمام بوابات المدارس وهو يمزق الكتاب أشلاء
وتشعر كأن عداوة بينهما، وحانت ساعة الانتقام ..
وتتطاير الأوراق
لا أطيل، وحتى نثري أريد أراءكم حول ما سلف، والأسباب الداعية إلى مثل تلك المواقف ..
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 10:44 م]ـ
لعلّها آثار الكبت أستاذ, فلم يجدوا ما يُبردوا به حرّتهم غير هذا الكتاب المسكين ... أنا لا ألوم الطالب فحسب .... بل ألوم النظام التعليمي بأكمله ...
لماذا يذهب الطالب للمدرسة و كأن سلاحاً موجهاً له إن لم يذهب؟
لماذا يشعر الطالب بأنه يدرس رغماً عنه؟
لماذا يشعر الطالب فترة الامتحانات أنه في كابوس مزعج؟
هل الامتحانات شبح مرعب لهذا الحد؟
هل نحن العرب فقط الذين نعاني من هذه المشكلة , أم يعاني منها الغرب أيضاً؟
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 11:25 م]ـ
لقد فعلت ما هو أفظع و أغرب من هذا أخي مغربي
أذكر أني في المرحلة الإبتدائية،
بعد الانتهاء من مادة الدراسات _ و هي أسوأ مادة في حياتي درستها_ عدت إلى المنزل
و أحضرت عصا:):):)
و قعدت أضرب في الكتاب حتى كلّت يدي:):)
أما الآن فقد نضجت كثيرا و الحمد لله.
فالكتاب الذي أواجه صعوبة في تعلّمه و تحصيله، أرسله بعد الانتهاء من الامتحان إلى محل " طعمية " قريب؛ يستخدم أوراقه كقراطيس؛ لتعبئة أقراص الطعمية اللذيذة.:)
ـ[أبو لين]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 12:21 ص]ـ
بوركت أبا أنمار ... وبورك حرصك
قبل كل شيء أود أن أسألك سؤال , هل مررت بهذه المرحلة من الغضب على الكتب المدرسيّة؟
حقيقة أعتقد أن الكثير قدّ مرّ بهذه الحالة , وأعتقد أنّها مجرد ردة فعل للطالب لاعتقاده أنّها سبب رئيس في همومه وغمومه فماذا تتوقع أن يتصرف مع ما يجلب له الهمّ والغم بالتأكيد سينقض عليها بالانتقام ... كما فعل أخونا أبو دجانة:)
لي عودة بإذن الله ...
ـ[أبوخالد القاسم]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 12:26 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وبعد،،
فإن تلك الظاهرة التي تحدث عنها الأخ خالد -جزاه الله خيراً- هي ظاهرة خطيرة تنم عن عدم مبالاة وقلة حيلة وعقل وسفه في التفكير، قد يقول قائل لماذا نتهم الطالب بطيش التفكير والسفه؟؟ أقول له لأن الطالب له عقل وإرادة يدرك من خلالها ما يقوم به ويتصرف بكامل قواه العقلية وهنا لابد أن نحاسبه على تلك التصرفات غير الأخلاقية، هذا في جانب الطالب، أما في الجوانب الأخرى فهناك أسباب يمكن أن أذكر بعضها على سبيل المثال:
1) الأسرة من حيث المستوى التعليمي والثقافي ومدى تأثر الفرد بهذا المستوى الذي يحبب للطالب القراءة والاطلاع والمحافظة على التراث والغوص في دنيا المعارف،وكذلك السلوكيات التي يمارسها الوالدان أثناء العملية التربوية.
2) النظام التعليمي وعناصره (المدرسة -المعلم-المناهج التعليمية-الكتاب المدرسي-طريقة الشرح التي يستخدمها المعلم .... إلخ) حيث كونها تخدم الواقع الذي يعيشه الطالب أم أنها بعيدة كل البعد عن حياة الطالب ويشعر أنها عقيمة وليس لها أي تأثير أو تغيير في حياته أو أنها تختلف عن طموحاته وأهدافه ومهاراته التي يسعى إلى تحقيقها وهنا يشعر الطالب أنها كابوس يلاحقه ليل نهار، أو أن النظام التعليمي بعناصر بمثابة السلاسل التي تقيد الطالب ويحاول أن يتخلص منها في أقرب وقت ممكن وهو عند خروجه من الاختبار مما يؤدي إلى حصول الانتقام الذي نراه من تمزيق الكتب ورميها بطريقة همجية.
3) التأثر بالأصدقاء وهذا معروف (التقليد الأعمى).
4) ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الطالب هل هي ثقافة تدعو إلى العلم والاطلاع والسمو الأخلاقي أم أنها تدعو إلى الانحطاط والتوافه؟؟
5) هل الطالب يحب الدراسة والعلم والتثقف أم أنه لايريد هذا المجال أصلاً؟؟
وهناك أسباب كثيرة قد تخفى علي، هذا والله أعلم
كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب
¥