تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفشل أقصر الطرق إلى النجاح .. ولكنه " أصعبهم " و " أجملهم " وأسهلهم " وأسوءهم " ...

هذا الطريق يجمع بين كل المتناقضات التي قد نراها أو لا نراها في الحياة ..

نُمر بها أو غيرنا من مر بها .. وبمجملها نجد أنفسنا أمام مجموعة تجارب ..

كثيرة الخطا .. وطويلة وقصيرة الأجل.,

الفشل والنجاح متلازمان ومتباعدان .. مُجتمعان ومتفرقان .. تجمعها نفس العوامل وتفرقهما عوامل أخرى .. وحقيقة الإنسان ذاته في هذا الكون .. مبنية

على عاملين .. ما يكونه من أفعال تترتب على آثارها الثمار التي سوف يحصدها عاجلاً في الدارالأولى أو آجلاً في الدار الآخرة .. والعامل الثاني ..

آثار تلك العوامل وتبعاتها .. فحين يأمر الخالق وتحين لحظة كل منا ليمر على السراط .. على سبيل المثال .. وكما بين لنا رب العزة في الشرعة المطهرة ..

أن ما يُنجينا وقتئِذٍ إنما ما قدمناه في حياتنا الدنيا .. وأن ما سُيهلكنا أجارنا الله وإياكم .. نفس الأعمال وإنما في الطريقة المقابلة .. إذاً فالنجاح يومها نجاحاً

قد سبقه .. فشل .. وتعب .. وأمل .. ونجاح .. وفرحة .. وسعادة ..

أما الهلاك يومها فهو هلاكٌ قد يكون قد سبقه نفس الأسباب التي قد ذكرت ..

وإنما هي أسبابٌ واهية ٌ .. وهذا كله يتوقف على الذوات., فذات الإنسان ..

لابد وأن تتميز بالصبر وقدرة التحمل .. كما قال في هذا الإمام الشافغي ..

وكُن رجلاً على الأهوال جلداً .. وشيمتك السماحة والوفاء ُ .. وهو القائل أيضاً: ولا تجزع لحادثة الليالي .. فما لحوادث الدنيا بقاءُ .. لهذا علينا أن ندرك حقيقة واحدة .. هو أنه في كل الحالات ستمر الحياة وتفني أعمارنا وتتحول الطفولة إلى صبا والصبا إلى شباب والشباب إلى شيبة .. فعلى المرء أن يُدرك أنه لا شىء سيغير حالته أو عالمه أو معطياته التي يحيا بها إلا الله ..

أنا شخصياً قد مررت بحالات كثيرة وكلها من فشل إلى نجاح ومن نجاح إلى فشل .. لكني يوماً كُنت تحت السماء واثقٌ ومتأكدٌ أن الله لن يترك الجال هكذا .. صحيح أني قد مررت بلحظات لأ أريدها أن تتكرر مرة أخرى ..

لكن ما وصلت إليه الآن وما سأصل إليه أعتقد وكلي يقين أنني ما كُنت لأصل

إليه .. لولا الفشل ولولا التعب ولولا الخوض في التجارب المميتة والصعيبة ..

لكن كان دائماً الأمل ينبثق منها لهذا .. تتغير الحياة وتصبح وردية وليست ..

مأساوية.

أحسنتِ أخيتي الكريمة في عرض هذا الموضوع القيم .. الذي أراها بمثابة تصحيح لبعض المفاهيم التي نحتاج إلى وضعها تحت المجهر لتعديلها أو لتغيرها تغيراً كلياً .. بورك فيكِ وجعل هذا العمل الماتع في ميزان حسناتك.

ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 10:47 م]ـ

أذكر قصة سيدة أعرفها حق المعرفة، تركت الدراسة وتزوجت واختار الله زوجها إليه، كم عانت في البداية عندما وجدت نفسها وحيدة دون معيل ولا أنيس ولا معين

عادت لكتبها، وكم لاقت صعوبة في العودة بعد غياب وقد سبقتها زميلاتها وفي البداية فشلت ورسبت، وأعادت الكرة حتى نجحت ثم عملت بالكتابة وكم تعذبت حتى لاقت القبول من الآخرين لوضعهاكأرمل في بيئة تحارب الأرامل والمطلقات وكأنهن وباء لاسمح الله، ولكنها صبرت واحتسبت صبرها عند الله وأصرت على العمل والكتابة بكل جدية والتزام ودون كلل أو ملل، كان من حولها يحاول إحباطها بكل طريقة لأنهم يريدون منها أن تظل مستجدية، ولكن نفسها العزيزة الطموح أبت إلا أن تتابع، وإيمانها وثقتها بالله بيد، وكتابها وجدها وعملها ثانياً باليد الأخرى، ولا أنسى صيحة الفرح ولذة السعادة عندما نشرت كتاباتها لأول مرة،

ولا أنسى سجدة الشكر لله سبحانه وعيناها مغرورقتان بدموع الفرح

رأيتها بأم عيني وهي تقفز فرحاً كالأطفال، هي الآن كاتبة ملتزمة خلوق، ناجحة جداً،

قصة رائعة باحثة .. أشكرك كثيراً ..

تبهرني تلك القصص .. وأولئك الذين يصنعون النجاح .. هؤلاء هم الذين يعيشون ويخلد ذكرهم ..

أذكر فيما قبل .. كنت لا أعرف طه حسين .. إلا من خلال النقد الذي وجه إليه .. وعندما أقرأ له .. أقرأ بعين ناقدة ومتربصة لكل زلة: d .. ومضت بي الأيام .. إلا أن قرأت كتابه " الأيام " وانقلبت الموازين .. ووالله من قرأه ليعلم مقدار الكفاح الذي مر به ..

وصدق المتنبي عندما قال:

وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجساد


أشكر ما تفضلتم به أستاذ .. نور الدين ..

وإضافة ماتعة لها قيمتها و فائدتها ..

أجزل الله لكما أجراً ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير