ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[06 - 12 - 04, 08:04 م]ـ
أثابك الله يا ابن عبد البر وسدد على الدرب خُطاك أشكرك على تفاعلك مع الموضوع.
وهذا مثال أخر في مجمع الأمثال.
1373 - أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ. التخدُّع: التواري، والمَخْدضع من هذا أخذ، وهو بيتٌ في جَوْف بيت يُتَوَارى فيه، وقالوا في الضب ذلك لتواريه وطول إقامته في جُحْره وقلة ظهوره.
وقال أبو على لكذه: خدع الضب إنما يكون من شدة حَذَره، وأما صفة خدعه فأن يعمد بذنبه باب جُحْره ليضربَ به حيةً أو شيئاً آخر إن جاءه، فيجيء المتحرشُ فإن كان الضب مجربا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن دخل عليه شيء ضربه، وإلا بقي في جحره، فهذا هو خدعه، قال الشاعر:
وأخْدَعُ من ضَبٍّ إذا جاء حَارِشٌ * أعَدَّ له عند الذنابة عَقْرَباَ
وذلك أن بيت الضب لا يخلو من عقرب، لما من الألفة والاستعانة بها على المحترش، هذا قول أهل اللغة.
وقال بعض أصحاب المعاني: العربُ تذكر الضبَّ والضبع والوحر والعقربَ في مجاري كلامها من طريق الاستعارة، فأما الضبُّ فإنهم يقولون: فلان خَبٌّ ضَبٌّ، فيشبهون الحقد الكامن في قلبه الذي يَسْرِي ضَرَرُه بخدع الضب في جحره، وأما الضبع فإنهم يجعلونها اسماً للسنة الشديدة، إذ كانت الضبعُ أفْسَدَ شيء من الدواب، فشبهوا بها السنة الشديدة التي تأكل المال، وأما الوحر فإنه دُوَيبة حمراء إذا جَثَمت تَلْزَق بالأرض فيقولون منه: وَحِرَ صَدْرُ فلانٍ، ذهبوا إلى التزاق الحقد بالصدر كالتزاق الوَحَرِ بالأرض وأما العقرب فإنهم يقولون: سَرَتْ عقاربُ [ص 261] فلانٍ، وفلان تَدِبُّ عقاربه، إذا خَفِيَ مكان شره.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[07 - 12 - 04, 05:42 م]ـ
سأنتقي من كتاب أبي هلال العسكري ما أستحسنه .. وقد أتصرف في بعضه .. فليعلم ..
1) إن من البيان لسحرا:
أي أن البليغ يبلغ ببيانه ما يبلغ الساحر بلطافة حيلته في سحره ..
وقال بعضهم في هذا شعرا: وحديثها السحر الحلال لو أنه - لم يجن قتل المسلم المتحرز
وقال بعض المهالبة في المعتمد:
سيبقى فيك ما يهدى لساني - إذا فنيت هدايا المهرجان
قصائد تملأ الآفاق مما - أحل الله من سحر البيان
بها ينفى الكرى السارون عنهم - وتلهى الشرب أوتار القيان
بمعتمد على الله استجرنا - فصرنا آمنين من الزمان ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[07 - 12 - 04, 05:57 م]ـ
2) لِكُلِّ حَرِيْقٍ مُطْفِىءْ:
للنار > الماء .. وللسم > الدواء .. وللعشق > البين .. ونار العداوة > لا تخمد أبدا بشيء من الأشياء .. !!!
وفى نحو ما تقدم قول الشاعر: فلا يغرنك أضغان مرملة - قد يضرب الدبر الدامى بأحلاس ..
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[07 - 12 - 04, 06:28 م]ـ
أبطأ من فند
هذا مثل ذكره الزمخشري في المستقصى وذكره غيره، يضرب به المثل في البطء والتأخر، وذكروا أن فندا كان فتى لعائشة بنت سعد في المدينة، فبعثته ليقتبس لهم من الجيران شعلة نار فذهب إلى مصر وغاب عاما ثم رجع وأخذ شعلة وركض بها، فلما تطايرت عنه قال {تعست العجلة) فقالت عائشة بنت سعد:
بعثتك قابسا فلبثت حولا متى يأتي غياثك من تغيث
فأصبح يضرب به المثل حتى قال الآخر:
ما رأينا لغراب مثلا إذ بعثناه يجيء بالمشملة
غير فند بعثوه قابسا فثوى حولا وسب العجلة
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[07 - 12 - 04, 10:14 م]ـ
وفقك الله يا ابن عبد البر
مجمع الأمثال
187 - إِيَّاكِ أعْنِي وَأسْمَعِي يَا جَارَهْ.
أول من قال ذلك سَهْل بن مالك الفَزَاري، وذلك أنه خرج يريد النعمان، فمر ببعض أحياء طيء، فسأل عن سيد الحي، فقيل له: حارثة بن لأم، فأمَّ رَحْلَه فلم يُصِبْه شاهدا فقالت له أخته: انْزِلْ في الرَّحْب والسَّعَة، فنزل فأكرمته ولاطفته، ثم خرجت من خِبائها فرأى أجْمَلَ أهل دهرها وأكملهم، وكانت عَقِيلَةَ قومِها وسيدة نسائها، فوقع في نفسه منها شيء، فجعل لا يَدْرِي كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك، فجلس بِفناء الخِباء يوماً وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول:
يَا أخْتَ خَيْرِ الْبَدْوِ وَالْحَضَارَهْ * كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَى فَزَارَهْ
أصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَهْ * إيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ
فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني، فقالت: ماذا بِقَوْلِ ذي عقل أريب، ولا رأيٍ مصيب، ولا أنف نجيب، فأقِمْ ما أقَمْتَ مكرَّما ثم ارْتَحِلْ متى شئت مسلماً، ويقال أجابته نظماً فقالت:
إنِّي أقُولُ يَا فَتَى فَزَارَهْ * لاَ أبْتَغِي الزَّوْجَ وَلاَ الدَّعَارَهْ
وَلاَ فِرَاقَ أَهْلِ هذِي الْجَارَهْ * فَارْحَلْ إلىَ أهْلِكَ بِاسْتِخَارَهْ
فاسْتَحْيا لفتى وقال: ما أردتُ منكرا واسوأتاه، قالت: صدقْتَ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعها إلى تُهمَته، فارتحل، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه، فلما رجع نزل على أخيها، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها، وكان جميلا، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبني إن كان لك إليَّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة إلى ما تريد، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه.
يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره.
¥